العدد 3922 - الأحد 02 يونيو 2013م الموافق 23 رجب 1434هـ

الغضب التركي يتصاعد

في اليوم الثالث لتحركهم، واصل المتظاهرون الأتراك أمس (الأحد) الضغط على حكومة رجب طيب أردوغان عبر احتلال ساحة تقسيم في اسطنبول، فيما اندلعت حوادث جديدة في العاصمة (أنقرة). وطوال بعد الظهر، اجتاح آلاف الأشخاص ساحة تقسيم التي خلت من عناصر الشرطة بعد يومين من أعمال العنف التي أسفرت عن مئات الجرحى وانتهت باعتقال أكثر من 1700 متظاهر في كل أنحاء تركيا، قبل إطلاق سراح القسم الأكبر منهم.


مستشار لأردوغان: ما يقال عن «ربيع تركي» غير واقعي

مئات المتظاهرين في إسطنبول يتحدون الحكومة... و«العفو الدولية»: شخصان قتلا بالمظاهرات

إسطنبول - أ ف ب، يو بي آي

في اليوم الثالث لتحركهم، واصل المتظاهرون الأتراك أمس (الأحد) الضغط على حكومة رجب طيب أردوغان عبر احتلال ساحة تقسيم في اسطنبول، فيما اندلعت حوادث جديدة في العاصمة (أنقرة).

وطوال بعد الظهر، اجتاح آلاف الأشخاص ساحة تقسيم التي خلت من عناصر الشرطة بعد يومين من أعمال العنف التي أسفرت عن مئات الجرحى وانتهت باعتقال أكثر من 1700 متظاهر في كل أنحاء تركيا، قبل إطلاق سراح القسم الأكبر منهم. وأخلى ناشطو المجتمع المدني، وهم رأس الحربة في أكبر حركة احتجاج شعبية على الحكومة الإسلامية المحافظة منذ توليها الحكم في العام 2002، المكان لأنصار اليسار واليسار المتطرف الذين احتفلوا بـ «انتصارهم» بعد انسحاب قوات الأمن أمس الأول (السبت).

وأقام المتظاهرون - في خطوة تحدٍّ لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان - متاريس في الشوارع المؤدية إلى ساحة تقسيم كدسوا فيها كل ما دمر في المدينة وهياكل سيارات مقلوبة وحتى بعض الحافلات البلدية. وقال هاليت آرال: «جميع الأتراك يعيشون تحت الضغط منذ عشرة أو 11 عاماً، اليوم، الجميع يريدون استقالة رئيس الوزراء».

وفي نهاية يوم هادئ نسبياً، تجددت الصدامات مساء أمس بين قوات الأمن وآلاف من المتظاهرين تجمعوا حول مكتب رئيس الوزراء في اسطنبول. وتدخلت قوات الأمن مجدداً بعد ظهر أمس في أنقرة مستخدمة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف الأشخاص الذين أرادوا التوجه إلى مكتب أردوغان.

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت الليلة قبل الماضية بين عناصر الشرطة والمتظاهرين في العاصمة التركية محدثة أضراراً جسيمة.

وقالت نقابة الأطباء في أنقرة إن 414 مدنياً أصيبوا في هذه الصدامات، فيما تحدثت وكالة أنباء «الأناضول» عن 56 جريحاً في صفوف قوات الأمن. ووقعت حوادث مماثلة ليلاً حول مكتب رئيس الوزراء في اسطنبول.

وفي مؤشر لاستمرار التعبئة، نظمت تظاهرات أيضاً في أزمير (غرب) وأضنة (جنوب) وغازي عنتاب (جنوب شرق).

وتحت وطأة الانتقادات، اضطر أردوغان أمس الأول إلى التراجع بعد يومين من الصدامات وأمر الشرطة بالانسحاب من ساحة تقسيم وحديقة جيزي التي أشعل إعلان العزم على هدمها شرارة الاحتجاجات. ونددت المنظمات الحقوقية التركية والأجنبية بهذا القمع متحدثة عن أكثر من ألف جريح. حتى أن منظمة العفو الدولية لفتت إلى مقتل شخصين. لكن أي مصدر رسمي لم يؤكد هذه الحصيلة.

وتحدث وزير الداخلية معمر غولر أمس عن إصابة 58 مدنياً و115 شرطياً خلال التظاهرات الـ 235 التي أحصيت منذ الثلثاء الماضي في 67 مدينة تركية. وأوضح غولر أن الشرطة اعتقلت أكثر من 1700 متظاهر تم الإفراج عن معظمهم. وحتى داخل السلطة، ارتفعت أصوات عدة مبدية أسفها لتدخل الشرطة.

وفي هذا السياق، اعتبر الرئيس التركي عبدالله غول أن مستوى المواجهة «يثير القلق» فيما دعا نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج إلى الحوار «بدل إطلاق الغاز على الناس». بدورها، دعت دول حليفة لتركيا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الحكومة التركية إلى ضبط النفس.

ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إلى إنهاء التظاهرات المناهضة للحكومة التي تهز تركيا منذ ثلاثة أيام، معتبراً أنها ستضر بـ «سمعة» تركيا في العالم.

في مواجهة كل ذلك، تراجع رئيس الوزراء وأقر بأن الشرطة تحركت في بعض الحالات في شكل «مفرط» قائلاً: «صحيح، لقد ارتُكبَت أخطاء وأعمال مفرطة في كيفية رد الشرطة». وأضاف أن وزارة الداخلية أمرت بإجراء تحقيق. لكنه كرر أنه سينجز مشروع تطوير ساحة تقسيم الذي أثار الغضب الشعبي حتى النهاية.

وفي ما بدا تحدياً جديداً للمتظاهرين الذين يتهمونه بالسعي إلى «أسلمة» المجتمع التركي، أكد أردوغان أمس أنه سيتم تشييد مسجد في ساحة تقسيم. وقال: «نعم، سنقوم أيضاً ببناء مسجد. ولن أطلب إذناً من رئيس حزب الشعب الديمقراطي (أكبر أحزاب المعارضة) أو من حفنة من المخربين للقيام بذلك. من صوّتوا لنا (في الانتخابات) منحونا السلطة للقيام بهذا الأمر». من حانبه، صرح مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، طه كينتش بأن ما يقال عن «ربيع تركي» أمر غير واقعي. وقال في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرتها أمس (الأحد) إنه «لا ديكتاتورية في تركيا، والحكم يتم تداوله عبر انتخابات عامة شفافة وديمقراطية». واتهم كينتش المعارضة بتحويل «الأمر من محاولة لاقتلاع شجرة إلى محاولة لاقتلاع أردوغان، وهذا أمر لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة». وقال كينتش إن ما جرى هو استغلال لمطالب الناس، مشيراً إلى أن ما يقال عن أنها احتجاجات للدفاع عن الطبيعة هو أمر خاطئ تماماً، موضحاً أن أردوغان وحزب العدالة زرعوا 5ر2 مليار شجرة في تركيا منذ وصولهم إلى الحكم، وهم يدركون تماماً أهمية الغطاء الأخضر. وأضاف: «لقد عرفوا (المعارضون) أنهم لن يستطيعوا أن يهزموا أردوغان في صناديق الاقتراع، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أنه يحظى بتأييد يبلغ 52 في المئة بين الأتراك، فلجأوا إلى هذه الوسائل». وتوقع كينتش أن تهدأ الأمور بدءاً من الغد (اليوم)، قائلاً: «سوف يقومون الأحد (أمس) ببعض الاستعراضات، لكن بدءاً من الإثنين سيذهب الجميع إلى أعمالهم ... الاثنين هو يوم آخر».

          متظاهرون يشتبكون مع الشرطة خلال احتجاج ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة  	 - AFP
متظاهرون يشتبكون مع الشرطة خلال احتجاج ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة - AFP

العدد 3922 - الأحد 02 يونيو 2013م الموافق 23 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 1:20 م

      اردوغان

      جاء اردوغان الى سدة الحكم بالانتخابات نزيهة و لكن بشار النصيرى كيف جاء الى الحكم حتى الكلاب لم تنتخبه اردوغان بامكان الشعب عزله لكن بشار هل بامكان عزله من الحكم هنا الفرق بين ارودوغان الذى عمر تركيا ورفع شئنها حتى اصبحت تركيا تنافس دول اوروبية من حيث التجارة \\اقتصاد و السياسة المعتدلة مع الجميع بلدان العالم حتى الصرف اصبح اقوى فى عهدة الان دولار يساوى 2.11ليرة من 1200 ليرة التركى ولكن ماذا فعل هذا العلوى طول حكمه فى سوريا دمار فى دمار بدل طلب اردوغان بالنتحى يفضل ان يسلم نفسه لمحكمة

    • زائر 25 | 9:31 ص

      مرتزقة تركيا

      عندما مطرت السماء ترك المتظاهرين الاتراك الشوارع واختبواء في منازلهم
      ةفي سوريا مطرت السماء عليهم صواريخ ورصاص وبراميل متفجرة
      ومازالوا صااامدين ويسطرون اروع الدروس التاريخية
      هنالك فرق بين الثوار والمرتزقة
      ثوار سوريا لم يقولوا عند انسحاب الجيش سوف نكمل مسيرتنا
      من يملك قضية يدافع عنها مهما كلفه الثمن..تعلموا

    • زائر 23 | 7:00 ص

      اردوغان الله ينتقم منك ومن امثالك

      اردوغان خان الامة بتآمره على سوريا وعلاقاته العسكرية والاستخباراتية و الاقتصادية مع الصهاينة وكونه عضو في حلف الناتو اللي يقتل بسببها المسلمون في افغانستان وباكستان ومافة انحاء العالم والتي تتحكم به امريكا عدوة الامة... اردوغان حتى لو حاول ان يؤسلم الاتراك بشكل صحيح فلن يفلح ولن يصلح ولم يشفع له ذلك لان جرائمه بل جريمة واحده له هو وحكام العرب اكبر من ان تمحيها كل اعمالهم

    • زائر 20 | 5:23 ص

      اوردغان قريبا باي والى سلة المهملات حزبك

      اردغان حان وقت الرحيل ولك يوم يا ظالم لقد تشبست باسم الاسلام والديمقراطية الفاسده اللي شرعتها لنفسك وانكشفت الاعيبك المنافقة لقد حان رحيلك لك يوم يا ظالم وكم ناديت بكربلاء ماهي اللي كلمه اتخدتها عربون لك لمصلحتك الماليه ان الله يمهل ولا يهمل والايام بتكتشف اين موقعك وموقع حزبك المنتهي اللي قرب يخلص منه الوقود وحان وقت رحيلك يا صديق المليارات والمصالح وعندنا يقين بانك قريب انتها عهدك المظلم الفاسد المجامل المبني على عدم الضمير ولا مبالات بمخافة ربي العالمين وهذه نهاية كل من يتجبر على الشعوب

    • زائر 16 | 2:47 ص

      تركيا تملك واحد من 10 أكبر جيوش في العالم ...

      جيش تركيا يعتبر من بين أكبر 10 جيوش في العالم تعداد قواته بالملايين .. اي يفوق درع الجزيرة في العدد و التعداد و لكن لم ينزل للشارع لأنه تركي و المتظاهرون اتراك .. و أردوغان و ما عرفنا عنه في برنامج خواطر انه انتشل تركيا من اقتصاد منهار الى ما هي عليه اليوم من اقتصاد قوي و لكن كره التركيين للأسلام و اعتراضهم على اقمامة مسجد!! هي نفس المشكلة التي تواجه ايران يوجد العديد من الكارهين للإسلام فيها و الذين يتمنون ان يرو الخمور و الدعاره في بلادهم .. هذا من معرفتي بأغلب الشعب التركي و الإيراني..

    • زائر 15 | 2:18 ص

      الصورة الاخيرة

      عندما تشاهد الصورة الاخيرة ترى الفرق بين تعامل الشرطة التركية مع المحتجين وبين ما يحدث في البحرين... هاتوا لي صورة مماثلة في البحرين ترى المحتجين يرمون الحجارة من هذه المافة فيما يقوم الشرطة بالإحتماء فقط من دون رد.

    • زائر 19 زائر 15 | 3:46 ص

      خوك,,,,,

      بس ما قلت إلينا,,,,,
      ويش جنسية الشرطة التركية,,,,,
      يعني هل هم مواطنين اتراك,,,,,و لا,,,,,,
      ,,,, إذا عرف السبب بطل العجب,,,,,يا بطل,,,,,

    • زائر 14 | 2:11 ص

      صمود

      يسقط اردوغان

    • زائر 13 | 2:03 ص

      سوال محيرني

      احين حتى ديلين متدربين على يد عناصر حزب الله وايران ؟

    • زائر 12 | 2:03 ص

      الدنيا دوارة

      بعد كل الدمار الذي احدثته في سورية يا اردوغان ........ جاء اليوم الذي ستشرب به من نفس الكأس ....... ولاتنسى ان كما تدين تدان

    • زائر 11 | 1:21 ص

      وصلتك ياطاغوت

      نخشى ان تكون كربلاء ثانية يا اوردوغان

    • زائر 10 | 1:16 ص

      كما تدين تدان

      يانار جاري اتت تحرق داري .... كلها ياطيب اردوغان مثل ماكلينها في البحرين بارسالك المدرعات

    • زائر 7 | 1:12 ص

      بلد الشراع

      نعم هي تركيا يا أردوغان التي لا تريد الوجه القبيح للإسلام المزيف الذي يقوم على أساس الطائفية والحقد وإشعال الحروب والفتن مع الجيران والتآمر مع العدو الحقيقي هي تركيا التي لا ترضى بحزب يتآمر مع القاعدة الحزب الذي يريد الرجوع بالمرأة إلى أزمنة العصور الوسطى الغاية من وجودها إفراغ الرغبة الجنسية تركيا التي لا تقبل إسلاماً يحد من حرية الإنسان وتجعله يفكر ويتدبر تركيا لن تقبل إسلاماً يراقب الإنسان متى صلى وكيف صلى وما يحق للفرد أن يشرب في الشارع وما لا يحق شربه لقد صارعت علمانية تركيا فصرعتك يا اردوغ

    • زائر 6 | 12:43 ص

      اللهم لا شماته

      هذي ضريبة المدرعات التي تجوب شوارع البحرين

    • زائر 5 | 12:42 ص

      ******* اليس اردوغان من صدع روؤسنا بالديمقراطية فليرحل ******

      هههه. من بيته من زجاج لا يرمي جاره بحجر

    • زائر 4 | 12:39 ص

      سبحان من غير الاحوال اليوم خارطة الطريق الى تركيا يا اوردوغان لا تعلم ان اسرائيل ليس لها صديق على الارض

      يجب على اردوغان سحب دباباته من المدن التركية ووقف اطلاق الصواريخ , عليه ان يترك الشعب يقرر مصيره … يكفي اردوغان انه ورث الحكم عن ابيه نجم الدين اربكان الذي جاء بانقلاب عسكري وقام عام 1982بمذبحة قونيا..

    • زائر 2 | 11:31 م

      ياإلهي ما هذا

      إن الاتراك يحرقون الاطارات ويقطعون الطرق !! إنهم مفسدون في الارض وإرهاببيين .. مخربون .. يعطلون مصالح الدولة التركية لابد من التصدي لهم والقضاء عليهم والتحقيق في من وراءهم ومن يمولهم !!!

    • زائر 1 | 10:07 م

      الله يعز الاسلام على يدالاتراك انشاء الله

      امين

    • زائر 18 زائر 1 | 3:07 ص

      الناس في وادي

      وانت في وادي ههههههههه

اقرأ ايضاً