العدد 3922 - الأحد 02 يونيو 2013م الموافق 23 رجب 1434هـ

مشروعات مع القطاع الخاص في مصر بأكثر من 50 مليار جنيه في 5 سنوات

قال وزير الكهرباء المصري، أحمد إمام، إن وزارته ستعتمد على القطاع الخاص في تنفيذ مشروعات باستثمارات تتجاوز 50 مليار جنيه (7.16 مليارات دولار) من شأنها أن توفر نحو 13 ألف ميغاوات على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وقال إمام في مقابلة مع رويترز في العاصمة السعودية (الرياض)، إن الوزارة ستطرح على المستثمرين محطتين سعة الواحدة نحو 5500 ميغاوات على المستثمرين خلال الشهر الجاري بعدما طرحت محطة في أواخر مايو/أيار وإن استثمارات تلك المحطات ستبلغ 7.5 مليارات دولار.

وزار إمام السعودية يوم السبت (الأول من يونيو/حزيران 2013)، ممثلاً عن الحكومة المصرية لتوقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي مع السعودية في أولى الخطوات نحو تنفيذ مشروع تقدر كلفته بستة مليارات ريال (1.6 مليار دولار) لتبادل الطاقة بين البلدين. وستبلغ سعة خط الربط الكهربائي بين البلدين ثلاثة آلاف ميغاوات وسيستغرق المشروع 24-30 شهراً حتى اكتماله.

وقال إمام: «بلغت استثمارات الوزارة 43 مليار جنيه خلال ثلاث سنوات...في السنوات المقبلة سنعتمد على القطاع الخاص. نطرح حالياً ثلاث محطات كبرى طاقة كل واحدة منها نحو 5500 ميغاوات... لن نستثمر ولكن سنشتري منهم الطاقة ونبيعها. طرحنا محطة في 22 مايو وسنطرح محطتين خلال الشهر الجاري ستبلغ قيمة تلك الاستثمارات نحو 7.5 مليارات دولار».

ويعاني أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان أزمة كهرباء وتشهد بعض المناطق انقطاعات متكررة خلال أشهر الصيف مع بلوغ الطلب ذروته. وقال إمام: «خلال السنوات الخمس المقبلة ستكون هناك مشروعات بطاقة تبلغ نحو 12 - 13 ألف ميغاوات غير مشروعات الرياح والطاقة الشمسية باستثمارات رهيبة تفوق 50 مليار جنيه».

وبشأن أزمة الكهرباء قال إمام إن الوزارة تواجه مشكلات في ربط ثلاث عدد من المحطات بالشبكة الوطنية كان من المقرر أن تدخل الخدمة هذا العام لتخفيف حدة أزمة الكهرباء في البلاد.

وأوضح أن الوزارة تعمل حالياً من أجل تشغيل ثلاث محطات إحداها في بنْها بسعة 750 ميغاوات وأخرى في شمال الجيزة 2250 ميغاوات والثالثة في العين السخنة بطاقة 1650 ميغاوات كان من المفترض ان تدخل الخدمة هذا العام لكنها ستتأخر بعض الشيء نتيجة لمشكلات.

وقال: «هذا العام كان من المقرر أن نضيف 2800 ميغاوات دخل منها 1300 ميغاوات من محطة أبوقير لكن لدينا مشكلات في محطتي بنها وشمال الجيزة...المشكلة ليست في المحطات وإنما في ربط المحطة بالشبكة لمشكلات من بينها الانفلات الأمني ومشكلات تتعلق بالعمّال».

وأضاف إمام أن اسباب أزمة الكهرباء عديدة من بينها زيادة الفاقد في التيار الكهربائي وتغير مناخ البلاد؛ إذ أصبحت درجات الحرارة تصل إلى 43 درجة مئوية وهو ما يؤثر بشدة على الاستهلاك.

وقدّر الفاقد في التيار بين 10.5 و11 في المئة مقارنة مع 5.5 -6.0 في المئة قبل الثورة قائلاً: «هذا الرقم يمثل 1500 ميغاوات وهو ليس أمراً هيّناً».

وقال: «في العام الماضي كان لدينا محطات كثيره فيها أعطال وصلحنا الأمر هذا العام. لكن واجهنا مشكلات أخرى منها محدودية الوقود والاعتماد على استيراد الوقود من الخارج وهي منظومة جديدة وكبيرة نحن غير معتادين عليها ونمارسها للمرة الأولى».

وفي مايو، قالت الحكومة المصرية إنها ستزيد إمدادات الوقود إلى محطات الكهرباء للتصدي لمشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء والتي تفاقمت في الشهور الماضية بعدما واجهت الدولة التي تعاني ضائقة مالية صعوبة بالغة في استيراد ما يكفي من الوقود.

وفي أواخر مايو قال مجلس الوزراء المصري إن الحكومة اعتمدت 200 مليون دولار لتمويل شراء منتجات بترولية إضافية وانها بسبيلها لاعتماد 525 مليون دولار أخرى.

وقررت الحكومة زيادة كميات الغاز اللازمة لتوليد الكهرباء بنسبة 9.1 في المئة إلى 84 مليون متر مكعب يومياً بدءاً من أول يونيو وتعتزم أيضاً زيادة امدادات المازوت بنسبة 29 في المئة لتصل إلى 22 ألف طن يومياً.

وقال الوزير: «نشتري بنحو 150 إلى 200 مليون جنيه وقوداً في اليوم سواء غاز أو مازوت لمحطات الكهرباء». وأوضح أنه يتعين على المواطنين المشاركة بفاعلية في ترشيد الاستهلاك للتغلب على أزمة الكهرباء قائلاً، إن الاستجابة «لم تكن بالصورة التي كنا نأملها».

وناشدت الحكومة المصرية مواطنيها في مايو ترشيد استهلاك الطاقة وخاصة أجهزة تبريد الهواء والسخانات الكهربائية كوسيلة لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء التي تفاقمت هذه الأيام.

واعتذرت وزارة الكهرباء للمواطنين عن الانقطاع المتكرر في الكهرباء قائلة إنها مضطرة «لتخفيف الأحمال... رغماً عنها». وتتنامى مشاعر السخط بين المصريين بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء؛ ما أدى إلى ظهور دعوات الي التمرد وعدم سداد فواتير الكهرباء منها حملة «أنا مش حدفع فاتورة الكهرباء» و»معاً ضد مهزلة انقطاع الكهرباء في مصر» على موقع فيسبوك.

وتعليقاً على ذلك وصف الوزير الدعوات بعدم سداد الفواتير «بالأمر غير المسئول» إذ إن الوزارة لديها أيضاً التزامات مثل كلفة الوقود وأجور العاملين وغيرها.

وقال: «من السهل أن أضع في الشبكة احتياطياً 15 أو 20 في المئة أو أخزّن مازوتاً بقيمة 500 مليون دولار...لكن الوضع الاقتصادي الحالي للبلد لا يتحمل ذلك. ليس لدينا رفاهية الاحتياطات ولهذا نضطر إلى قطع الكهرباء».

واضاف قائلاً: «الوزارة أيضاً تخسر.. فعندما تنقطع الكهرباء لا تعمل العدادات...خلال الشهرين الماضيين لدينا عجز في التحصيل بحوالي ملياري جنيه. مافيش شك نحن نشعر بالناس...نحن نشهد زيادة في استهلاكنا بنسبة 10 في المئة كل سنة. نريد إضافة محطات بقيمة 30 مليار جنيه كل سنة وشراء وقود بقيمة 150 مليون جنيه كل شهر...كل هذا بسبب الاستهلاك الزائد».

وقال: «أرجو ان يساهم المواطنون في التوفير...ما بنقولش ما تتكيفش ولكن وفر».

العدد 3922 - الأحد 02 يونيو 2013م الموافق 23 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً