العدد 3921 - السبت 01 يونيو 2013م الموافق 22 رجب 1434هـ

سفير البحرين بالسعودية: لا مشكلة داخلية في البحرين... ونحذر إيران من التدخل

الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة
الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة

حذّر سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، إيران من التدخل في الشئون الداخلية للبحرين، لافتاً إلى أن التاريخ لن يعود إلى الوراء، ووصف تدخل إيران في شئون البحرين ودول الخليج بالسافر، مشدداً على أنه يعكس مطامع توسعية تستهدف المنطقة العربية بأسرها.

وأكد الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة في حديث نشرته صحيفة «الحياة» الصادرة في لندن أمس السبت (1 يونيو/ حزيران 2013) أن عقارب الساعة لن تعـود إلى الخلف، وأن على المسئولين الإيرانيين معرفة أن الزمن تغير كثيراً، وأن الشعوب الحرة لا تقبل الهيمنة، مشدداً على أن العالم اليوم يرفض التوسع والاحتلال.

وأضاف أن مملكة البحرين تتعرض لهجمة عدائية مغرضة من النظام الإيراني وحلفائه على مختلف المستويات السياسية والأمنية والإعلامية، مهيباً بالدول العربية والإسلامية وبالمجتمع الدولي الانتباه إلى الخطر الذي يمثله النظام الإيراني على أمن منطقة الخليج والعالم العربي والسلم العالمي.

ووصف تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي أشار إلى أن مملكة البحرين محافظة إيرانية، بالاستعمارية، موضحاً أن هذه الادعاءات مزاعم جوفاء لا ترتكز إلى أي منطق أو سند من التاريخ.

وتابع: «إن الإيرانيين مروا بالبحرين باعتبارهم غزاة وقوة احتلال وهيمنة أجنبية قبل بضعة قرون، وتصدى لهم البحرينيون وطردوهم من بلادهم إلى الأبد»، موضحاً أنه كان من الأحرى بالإيرانيين أن يعيدوا النظر في سياساتهم، وأن يعوا جيداً الدروس المستفادة ممن سبقوهم في سياسة التوسع والغطرسة والهيمنة وإثارة النعرات العرقية والطائفية، ورعاية المنظمات الإرهابية التي لا تفضي إلى أية نتيجة.

وأكد أن شعب البحرين رد بقوة على المزاعم الإيرانية منذ ادعاءات شاه إيران في أوائل السبعينات من القرن الماضي ومطالبـته بالبحرين، بعد إعلان بريطانيا انسحابها من المنطقة، حيث أكد البحرينيون بالإجماع عبر استفتاء رعته الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص رغبتهم في أن تكون بلادهم دولة عربية مستقلة ذات سيادة، ورفضوا كل ما هو غير ذلك، مضيفاً أن الشعب البحريني أكد تمسكه بعروبته واستقلال بلاده، في تصويته بالغالبية التي تقترب من الإجماع على ميثاق العمل الوطني الذي حصل على موافقة 98.4 في المئة، والذي انبثق عنه دستور البحرين الجديد في 2001، وما تلاه من إجراءات ديمقراطية واستئناف الحياة السياسية والبرلمانية.

وجدد تأكيده أن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يقود مشروعاً إصلاحيّاً وطنيّاً شاملاً.

وأشار إلى أن النظام الإيراني يقع في تناقض شديد، فهو من جهة يدافع عن حليفه في سورية وما يمارسه ضد الشعب السوري من ظلم وتعسف وطائفية، فيما يدعي من جهة ثانية أنه يريد حماية حقوق الإنسان وحرياته في البحرين، فارضاً وصايته على طائفة من الشعب البحريني، كما يعطي لنفسه حق المشاركة في قتل أبناء الشعب السوري مع النظام السوري، فيما يزعم أن مجرد وجود قوات من درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي في البحرين احتلال أجنبي. وتساءل عن سبب وجود الآلاف من الحرس الثوري الإيراني في سورية، وميليشيات من حزب الله اللبناني.

وأضاف «لقد آن أوان للخروج عن الصمت، وعلى الجميع في الوطن العربي أن يتحملوا مسئولياتهم؛ لأن الأقنعة الزائفة تساقطت واحداً بعد الآخر». وعما بات يعرف بالأزمة البحرينية، قال: «إن هذا التوصيف يبتعد عن الحقيقة؛ لأن البحرين لا تواجه أية مشكلة داخلية بل هناك من يسعى إلى تصدير مشكلاته وأزماته الداخلية إليها، عن طريق التآمر والتخطيط الانقلابي، وشراء الأعوان وإثارة النزعات الطائفية».

وأضاف أن «أمن المنطقة واستقرارها يتطلبان من الجميع التعاون لمواجهة المخططات الإيرانية»، داعياً طهران إلى تدارك الموقف ووقف أعمالها العدوانية والتحريضية والالتزام بالمبادئ المتعارف عليها في السياسة الدولية من تفاهم وحسن جوار واحترام متبادل.

وأشاد بمواقف المملكة العربية السعودية الداعمة لمملكة لبحرين ملكاً وقيادة وشعباً في مواجهة التحديات والضغوط الأمنية والسياسية والحملات الإعلامية التي تتعرض لها.

وقال: «إن ذلك ليس غريباً على الشقيقة الكبرى، التي تمضي بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والنائب الثاني المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود»، مشيراً إلى عمق العلاقات التاريخية والأخوية المتينة بين البلدين وقيادتيهما، واصفاً هذه العلاقات بالاستراتيجية التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ وتصونها روابط العروبة والإسلام.

العدد 3921 - السبت 01 يونيو 2013م الموافق 22 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً