نظم مسرح أوال بالتعاون مع نادي البحرين للسينما حفلاً لتأبين الفنان البحريني الراحل محمد البهدهي الذي فقدته الساحة الفنية في شهر أبريل/ نيسان الماضي بعد صراع مع المرض.

تضمن الحفل عدداً من الكلمات التي ألقاها كل من الفنان عبدالله يوسف، عضو مسرح أوال الذي ألقى كلمة إدارة المسرح، والفنان راشد نجم الذي ألقى كلمة أحد أصدقاء المرحوم البهدهي. كذلك ألقى أحد أبناء الفنان البهدهي كلمة شكر لمسرح أوال ولكل من ساهم في تنظيم حفل التأبين.

وتحدث الفنان عبدالله يوسف في كلمته التي ألقاها نيابة عن مجلس إدارة مسرح أوال عن «الفنان الذي أضحكنا معه، والآن يبكينا عليه» مشيراً إلى أن ما يقدمه المسرح ليس سوى «عمل متواضع ومحاولة لتوضيح بصمة هذا الفنان في تاريخ مسرح أوال وللتأكيد أن مسرح أوال لا يمكن أن ينسى أعضاءه حتى لو غيّبهم الرحيل الطويل».

بعدها سرد يوسف بعضاً من سيرة البهدهي الذي «قدم إلى مسرح أوال في بداية السبعينات مع الخطوات الأولى للمسرح الباحثة عن مكان على خريطة الحراك المسرحي في البحرين، يحمل معه قلبه وموهبته».

كان يريد أي دور يقدمه على المسرح حتى ولو كان متواضعاً وصغيراً. المهم أن يتيح له فرصة الظهور له ولموهبته، فكان له ما أراد في مسرحية «السالفة وما فيها» تأليف وإخراج الفنان محمد عواد وهي ثالث عرض مسرحي لمسرح أوال بعد مسرحيتي «كرسي عتيق» و «سبع ليالي» وأثبت حضوره بشكل لافت في دور صغير لكنه صنع منه كوميديا لافتة شكل دوره كمجنون مع الفنان الراحل جاسم شريدة في مسرحية «ما لان وانكسر» فيما بعد بداية حياته الفنية الطويلة كأحد نجوم الكوميديا في المسرح البحريني والدراما التلفزيونية لفترة طويلة تربو على الأربعين عاماً».

وأضاف يوسف بأن «البهدهي أو «بوبديع» أو كما يحلو للبعض تسميته «عبدالصمد» وهي الشخصية الكوميدية التي مثلها في مسرحية «سوق المقاصيص» ورفعت شعبية شهرته، وفياً لمسرح أوال ولأصدقائه طوال سنين عمره حضوراً وتواصلاً ومشاركة فيما يسند إليه من أدوار أو مشاركات خارج البحرين حريصاً على تطور مسرح أوال منتقداً في بعض الأحيان عندما كان لا يعجبه واقع معين في مسيرته مسرحه الذي يحبه».

وقال يوسف أخيراً «فقدنا هذا الفنان الكبير، هذا واقع لابد أن نعترف به فهذا هو الرحيل الأبدي الذي لا مفر منه شئنا أم أبينا. كان معنا وبيننا والآن ما عاد معنا ومجلس إدارة مسرح أوال وجميع أعضائه ومحبيه إذ يشاطر أسرة الفنان الفقيد العزيز على قلوب الجميع هذا حزن وهذا الغياب وندعو له بالرحمة والمغفرة إنما يتذكر له كل المواقف الجليلة التي وقفها مع المسرح مسانداً مآزراً طوال هذا العمر الطويل ويسترجع سجل الذكريات الجميلة والمواقف التي من الصعب أن تمحوها الذاكرة».

بعد ذلك تم عرض فيلم يضم مقتطفات من أعمال الفنان المسرحية والمسلسلات التي شارك فيها، كما تم توزيع كتيب أعده عضو مسرح أوال الكاتب محمد حميد السلمان يغطي مسيرة وحياة الفنان الراحل. ويضم الكتاب مشاهد ومحطات في سيرة الفنان منذ بداياته في فضاء الفن المسرحي في البحرين حتى آخر أعماله ومشاركاته. ويدعم السلمان كتابه بمواد إرشيفية متنوعة تضم رسائل وصوراً توثق لمسيرة البهدهي الفنية.