كذبة تتبعها كذبة، و «شلخة وراءها شلخة»، حتى وصل الحال من «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس» إلى «اكذب اكذب فليس هناك من مستحمر يصدقك إلا نفسك»، فمن الإشاعات إلى اقتطاع أجزاء من الكلام لتحوير معناها ومكانها إلى كذبة جديدة وصلت إلى تأليف فتوى ونشرها.

ألا يكفي مئات الكلمات التي تأتي في قالب النصح وتعتقد صاحبتها انها الفاهمة وتريد أن تتذاكى، ولكن ما ان يقرأ أحد المتذاكى عليهم تلك الكلمات حتى يضحك لدرجة السخرية التي وصلت إليها صاحبة النصائح التي لا تعبّر سوى عن امر واحد، هو حقد صاحبتها والواقع المأزوم الذي تعيشه والحقد الدفين الذي يتم التنفيس عنه بكل جبن بواقع أنه موجه إلى جماعة وليس للفئة كاملة.

لا الكذب، ولا التحايل ولا «الشلخ الزرقاء» تنطلي على الناس، فهم بين إنسان زهد في رؤية الكذب وآخر يفهم المقصود منه وثالث إنما يقرأه ليرى إلى أي درجة وصل حال المتملقين والطفيليات التي تقتات على القاذورات.

وفروا على أنفسكم كل هذا التعب، ألم يكفكم كل ما حصل ويحصل، ألم يكفكم ما حصلتم عليه جراء عذابات الناس، كل ما عليكم فهمه ان سنن الحياة لن يوقفها كذب أو «شلخ زرقاء».

وما يثير الضحك أن البعض يضع كلاماً برّاقاً عن كشف حقائق وما ان تراها حتى يتبين لك أن الأمر لا يعدو كونه «سيرك» ولكن مستواه التمثيلي أقل من أن تقوم به حيوانات السيرك بحركاتها، لأنه سيرك فاشل و «بايخ»... وبعد غبي.

يكذب الشخص مرة واحدة ثم الثانية فيكتشف أنه كاذب ولكن ألا يصدق ولا مرة واحدة فذلك إنما هو انعكاس لما في داخله من قذارة نفس وخبث سريرة. والبعض يكذب بلا نهاية أو «يشلخ» بلا ملل ويصدق ذلك وينتقل إلى مرحلة أخرى هو أنه يريد من الناس أن يصدقوا كذبه ومن ثم إلى صناعة بطولة وهمية لنفسه من وراء «الأزرق» الذي يبثه للناس.

وقفات

موضوع زيادة الرواتب يبدو أنه انتهى بحسب كل المعطيات، كل ما هنالك انه من الممكن اعتماد معايير جديدة لعلاوة الغلاء ومن الممكن ان تكون المعايير التي يطالب بها النواب، والتي اتفقوا مع الحكومة عليها في الموازنة السابقة ولكنها لم تنفذ، وطبعا مجلس النواب لم يفعل شيئا لأنه لم يفعل شيئا في الأمور المهمة للمواطنين واكتفى بالتصريحات النارية على سفير هنا وسفير هناك في قبال فشل جميع الاستجوابات.

سؤال يطرح نفسه، لماذا تقدم الحكومة بعض التنازلات في الموازنة العامة عندما تذهب الموازنة لمجلس الشورى؟، وبعد رفض مجلس النواب.

تصمت وزارة التربية والتعليم أمام معظم الأخبار والتقارير التي تتناول المخالفات الجسيمة في معهد البحرين للتدريب، والغريب أن بعض المخالفات تمس أيضاً ديوان الخدمة المدنية وهي توظيف 64 أجنبياً دون الإعلان عن الوظائف للمواطنين، أما أن البحرنة أصبحت تولي الأجانب للمناصب والوظائف بدل المواطنين، فأخبرونا من أجل تغيير تعريفها وإبلاغ العالم بالتعريف الجديد لتوطين الوظائف.