هذا العالم الذي نعيش فيه رائع للغاية، وأروع ما فيه، أن الغرب – قبل العرب والمسلمين – هب بقوة لإنقاذ الشعب السوري الشقيق! هنا، مجموعة من الدول شكلت «أصدقاء سورية»، وهنا وهناك، فتاوى للجهاد وحملات تبرع لا نظير لها، وبين كل هذه الانتفاضة الرائعة الصادقة الأمينة، سارعت العديد من الدول العربية والإسلامية إلى اللحاق بركب الأصدقاء... جميل جداً! لكن يا تُرى، ألم يكن بالإمكان إطلاقاً، وطوال ستة عقود، أن يخرج من هذا الرحم العالمي الرائع، ما يمكن أن يطلق عليه «أصدقاء فلسطين» أو «أصدقاء غزة»؟.
ربما يصبح الحديث عن قضية العرب والمسلمين الأولى (فلسطين) اليوم، نوعاً من أنواع الأحاديث المملة القديمة! ومع الإيمان التام بحق الشعب السوري، وسائر الشعوب العربية، في أن تعيش معززةً مكرمةً بلا ظلم ولا قمع ولا سفك دماء ولا مذابح من أنظمة قمعية أو جماعات مسلحة ممولة من كل حدب وصوب، أو تآمر دولي لتدمير الأوطان العربية والإسلامية وإشعال فتيل فتنة وتناحر وصراع دموي بين الطوائف والمكونات والتيارات... مع حق كل الشعوب في كل ذلك، يبدو في غاية الاستغراب ألا يحظى الشعب الفلسطيني ببضع أصدقاء يدافعون عنه ويتبرعون ويبكون في الفضائيات على مجازره ويهددون ويتوعدون الكيان الصهيوني، ويخاطبون الأمة بالتركيز على عدو حقيقي بدلاً من تركه وحيداً يطعنه القريب قبل الغريب.
بحثت طويلاً عن حملات «تجهيز غاز»، بالمال والسلاح والعتاد والخطب النارية والفضائيات ونماذج من أصحاب اللحى الذين يبكون بحرارة وإعلان الجهاد في فلسطين، فلم أجد إلا قائمة من القصائد والأناشيد الحماسية والخطب التي كانت، ولايزال بعضها، يكرر ويقول بخداع: «فلسطين سوف تعود إلى العروبة والإسلام»! بل وجدت من ينصح الأمة نصحاً شديداً صادقاً مخلصاً بدموع حرّى وقبضات مشهرة، بأن عدو الأمة الأشد والأخطر عليها، ليس هو الكيان الصهيوني! لا... بل نحن أبناء الأمة الإسلامية، بكل طوائفنا. نحن هم العدو الحقيقي، لذلك، يتوجب أن يُعلن الجهاد لسفك دماء بعضنا البعض، وبعد ذلك، حين نتخلص من أنفسنا، نتجه لمواجهة العدو الصهيوني! حتى بتنا نسمع من سياسيين عرب كبار ومشايخ طين وإعلاميين من قبيلة (طمبورها) كلاماً مؤثراً جداً، يريدون من خلاله إقناع الأمة بأن الهرولة للاستسلام والانبطاح للسياسات الأميركية والصهيونية لتفتيت الأمة من الداخل عبر خطة «الفوضى الخلاقة»، أفضل بكثير من أن نجعل قضية فلسطين حاضرة في وجدان أبناء الأمة جيلاًً بعد جيل. هنيئاً للصهاينة وأتباعهم من (النفر المهطعين) للخنوع، نخب الانتصار على أمتهم... لكن غيرهم من الأحرار، لن يكونوا «نعاجاً» أبداً مهما تكالبت عليهم أنياب سلالة بن غوريون.
لا يبدو من الأساس، أن هناك بقعة عربية إسلامية تحتاج، كما هي سورية، إلى مجموعة أصدقاء. ولعل السؤال المثير للدهشة حقاً: «هل يتحرك ضمير الأعراب تلقائياً حينما يتأثر ضمير الغرب؟ أم أن هذا الضمير، فعلياً، هو مسيّر وفق هوى القوى الإقليمية وما تخطط له في منطقة الشرق الأوسط؟». الإجابة الأقرب للدقة، هي أن ما تريده أميركا لضمان أمن «إسرائيل»، هو المحرّك الرئيسي وإن تباكى الأعراب!
سأضم صوتي إلى صوت مؤلف كتاب «إبعاد الفلسطينيين عن وطنهم... 1967 – 1993» لمؤلفه لبيب عبد السلام قدسية، لأطالب بتشكيل مجموعة أصدقاء فلسطين، وخصوصاً حينما قال انه ومنذ الإعلان عن قرار التقسيم رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947، كان يسكن في المناطق التابعة للدولة اليهودية - بحسب قرار التقسيم - ما يزيد عن 243 ألف عربي في 219 قرية وأربع مدن هي حيفا وطبريا وصفد وبيسان، وقد هجر من هذه المناطق - في الفترة الواقعة بين قرار التقسيم حتى شهر يونيو/ حزيران 1948 - ما يزيد عن 239 ألف عربي، وأخليت ودمرت 180 قرية عربية تماماً! كما هجر سكان ثلاث مدن كبرى كلياً هي صفد وطبريا وبيسان، بينما بقي في حيفا 1950 فلسطينياً، وبالمقابل قامت المنظمات العسكرية الصهيونية بتهجير ما يقارب 122 ألف عربي من المناطق التابعة للدولة الفلسطينية، وأخليت ودمرت 70 قرية تماماً، وهُجّر سكان يافا وعكا بشكل كلي تقريباً، كما تم تهجير جزء كبير جداً من سكان مدينتي اللد والرملة. مهلاً، لم تنتهِ المأساة، فهي مستمرة في غزة حتى اليوم، لكن، واأسفاه، مات شعار: «أنقذوا غزة»... هيا يا جماعة وبادروا لتشكيل أصدقاء فلسطين.
وأجزم للجميع، بأن هناك من سيشتري آلاف البشوت بآلاف الدنانير، ولن تكون مرثيات الجهاد وإعلان النفير مسرحيات هزلية مضحكة على الفضائيات للضحك على عقول أبناء الأمة.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 3920 - الجمعة 31 مايو 2013م الموافق 21 رجب 1434هـ
وما أدراك
لست أدري ولا أدري ..
كم من الدم يحتاج أن يسيل كي تدرف عين دمعة كما التمساح الجريح؟
دماء صار لها سنين تسيل ولا أحد مفتكر ليش ها الناستتنقل وتطرد و تتنكل وتتقتل في فلسطين؟
إستنكار وشجب لكن ما يدخلون ويحلون خلاف .. ها نحن اليوم في كل عالمنا الثالث ينتشر القتل وحتى تركيا بدأت بعد..
اتفق العرب على الا يتفقوا!
لو كانت هناك فزعة وطنية وقومية لتحرير فلسطين وتضحيات بالأرواح تصل الى ما يفوق 90 الف شهيد مثل ما يحدث الان في الفزعة الطائفية التي أكلت اليابس والأخضر لكتب النصر للامة العربية وتحررت فلسطين من ايدي مغتصبيها الإسرائيليين
إنهم نعاج
ألم تسمع بإقرارهم بأنه ثلة من النعاج تهشهم أمريكا و الغرب في أي إتجاه يريدونه؟!
مال ومول وباع ما ليس له
متاعا لكم ولأنعامكم..
يمتعهم قليلا ثم يستدرجهم من حيث لا يعلمون..
فما ندرى عن اليهود ومن وقع عقود بيع فلسطين الى أبد الابدين كما كان الصك الموقع من قبل أحد حكام المنطقه من زمان. فعلى الرغم أنه معين من قبلهم الا أن تبرأ من المبايعه والشراء وهبة أرض فلسطين لليهود. فهل العقد المبرم بين اليهود لا زال المفتي يصر على أنه غير باطل؟ أو صحيح واحد بيع أرض مو أرضه الى ناس ما يعرفهم؟
شكراً لأهل البحرين شكراً لصحافة البحرين
لكم الشكر الجزيل يا أهل البحرين الشرفاء، والشكر موصول لشبكة أخبار فلسطين التي عرفتنا على هذه الصحيفة العربية الفذة من خلال نشر رابط مقال الأستاذ محمد سعيد، لكم كل الشكر والتقدير، فما زال هناك من اخواننا العرب الشرفاء من يكتب عن معاناتنا نحن الشعب الفلسطيني.. دعنا من صداقة الغرب، حسبنا صداقة أبناء جلدتنا من العرب والمسلمين.. لكننا سنبقى مهما كانت الظروف ومهما ارتفعت الأثمان.. فلا أغلى من أولى القبلتين وثالث الحرمين.
اختكم من فلسطين : مرام سامي
بحثاً عن «أصدقاء فلسطين»! الناس على دين أولياء أمورها..
بتنا نسمع من سياسيين عرب كبار ومشايخ طين وإعلاميين من قبيلة (طمبورها) كلاماً مؤثراً جداً، يريدون إقناع الأمة بأن الهرولة للاستسلام والانبطاح للسياسات الأميركية والصهيونية، أفضل بكثير من قضية فلسطين..
ولكن الفلسطينيين انفسهم انقلبوا على اصدقائهم
لا يجوز جمع تبرعات نقدية لحماس لانها منظمة مصنفة في الغرب ارهابية و لكن تجمع تبرعات لجبهة النصرة الارهابية بالتصنيف الغربي جهارا امر جائز و الدعوة للجهاد تحت رايتها فماذاسيكون مصيره نفس الشخصل لو دعا افراد الجيش لقضاء الاجازة الصيفية في غزة للجهاد تحت راية حماس؟ لكن الوم يلحق بحماس التي طعنت اصدقائها من الظهر