العدد 3920 - الجمعة 31 مايو 2013م الموافق 21 رجب 1434هـ

القطان: ذكرى «الإسراء والمعراج» عطرة فيها دروس وعبر ودعوة لرفع الضيم عن القدس

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، إن ذكرى الإسراء والمعراج من الذكريات العطرة، التي فيها الدروس والعبر، وخصوصاً فيما يتعلق بالصلاة والعبادات الأخرى، مؤكداً في خطبته يوم أمس الجمعة (31 مايو/ أيار 2013) أن «ذكرى الإسراء والمعراج تهتف بالمسلمين جميعاً حكاماً ومحكومين، أن يولوا وجوههم شطر المسجد الأقصى الأسير ليرفعوا عنه الضيم، ويفكوا القيد، ويشدوا رحالهم إليه في مسيرة كالأولى بين الفاتحين الكرام، والمحررين العظام، ولا يكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، وليعلموا أن الله سائلهم عن هذه الأمانة، أحفظوا أم ضيعوا؟».

وأوضح أن «كل ذكرى من ذكرياتنا العطرة فيها دلالات كُبرى، ومنارات جُلَّى ومواعظ بليغة، وليست العبرة في ذكر الوقائع والتفصيلات، لمجرد الذكر أو التعرف، ولكنَّ العبرة في أن نستنبط من هذه الأحداث الدروس والعِبر، بحيث تكون هذه الدروس والعبر نوراً نهتدي به في طريقنا إلى الله، ومشعلاً وضاءً نستضيء به في دروب الدعوة إليه».

وأشار إلى أن «دروس الإسراء والمعراج، أكثر من أن تُحصى، وأجلُّ من أن تُستقصى، ومن هذه الدروس: إنها تعلِّمنا أن الدنيا دار التواء، لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، وأن من عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، وأن الله قد جعلها دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي».

وأضاف «إن دروس الإسراء والمعراج تُعلمنا أن للمحن والمصائب حِكَماً جليلة، منها أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى، وتُلبسهم رداء العُبودية، وتُلجئهم إلى طلب العون من الله. إنها تُعلِّمنا أنَّه لا ينبغي أن تصدّنا المحن والعقبات، عن متابعة السير في استقامة وثبات. إنها تُعلِّمنا أنَّه ما دام الله هو الآمر، فلا شكَّ أنه هو الضامن والحافظ والناصر».

وتابع «إنها تُعلِّمنا أنه لولا الجهاد والصبر، ما عُبد الله في الأرض، ولا انتشر الإسلام في الخافقين، ولا قمنا في هذا المكان، وعلى أمواج الأثير نوحِّدُ الله ونُسبِّحه وندعو إليه. إنها تُعلِّمنا أن اليسر مع العسر، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وإنَّ من أجلِّ دروس الإسراء والمعراج، أنَّ الله تعالى ، كرَّم النبي (ص) بالعروج إليه لينال به أعلى درجات القُربات، وكرَّم أمَّته بأن فرض عليهم الصلوات، لتكون معراجهم إلى ربِّ الأرض والسماوات، لقد فرضت الصلاة التي هي من أجل القرب في أعلى مستويات القرب».

واسترسل القطان «لقد فُرضت الصلاة وحياً مباشراً، والنبي (ص) في سِدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، بعد أن دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى. وإنَّ من أجلِّ دروس الإسراء والمعراج، أنَّ الصلاة عماد الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، فجوهر الدين اتصال بالخالق، وإحسانٌ إلى المخلوق، فلو لم يكن هذا الاتصال، أو انقطع بعد أن كان، أو أصبح اتصالاً شكلياً أجوف، كان التفلُّت من قواعد الشرع والإساءة إلى كل الخلق».

وأكد أن الصلاة «ترقى بالمصلي من عالم المادة إلى عالم القيم، ومن عالم الأوهام إلى عالم الحقائق، ومن سفاسف الأمور إلى معاليها، ومن مرتبة مدافعة التدني إلى مرتبة متابعة الترقي، ومن التمرغ في وحول الشهوات إلى التقلب في جنَّات القربات. فالصلاة ذكر، والصلاة خشوع».

وتابع «الصلاة وعي، والصلاة عقل، ولن تكون الصلاة ذكراً وقرباً وخشوعاً ومناجاةً ووعياً وعقلاً وعروجاً، إلا إذا بُنيت على معرفة الله والاستقامة على أمره، واتباع سُنَّة نبيه، فكيف تذكر وتناجي من لا تعرفه، أم كيف تتقرب ممن تعصي أمره، إن الجهل مانع، والمعصية حجاب؛ فالتفكر في خلق السماوات والأرض يُعرِّفك بمن تذكره وتناجيه، فيزول المانع».

وتساءل: «أرأيتم كيف عظم الله أمر الصلاة، وكيف أعلى شأنها؟! ولو سبرتم العبادات كلها لوجدتموها مفروضة في الأرض، وليس ذلك فحسب بل وبواسطة جبريل عليه السلام، أما الصلاة ففرضها الله على نبيه وعلى أمته فوق سماواته، وكلم عبده محمداً كفاحاً ليس بينه وبينه ترجمان، أفبعد هذا ـ يا أخي ـ تتكاسل عن الصلاة وتتأخر في أدائها؟! أم كيف ترجو ثواباً وتؤمل عفواً وقد قصرت في أدائها؟! إنها كلمات أهمسها في أذنك أخي المقصر في الصلاة المضيع لشأنها، فهل نجد منك أذناً صاغية أم قلباً واعياً؟! ولا أريد منك يا أخي أن تحافظ على هذه الصلوات فحسب، بل حافظ عليها وصلها مع الناس، ولا تصلي في بيتك وحدك، ألم تسمع إلى ربك، وهو يقول: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) أي: صلوها مع المصلين».

وقال: «إن معجزة الإسراء والمعراج بنبينا محمد (ص) جاءت لتربط بين عقائد التوحيد الكبرى، من لدن إبراهيم وإسماعيل (ع)، كما ربطت بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً بإعلان وراثة الرسول الأكرم لإرث النبوات، وهو إرث التوحيد والإيمان وأماكن العبادة التي تمثلها المقدسات، فابتداء رحلة الإسراء من المسجد الحرام بمكة، وانتهاؤها بالأرض المباركة في المسجد الأقصى بالقدس، يدل على قداسة هذين المسجدين وما يحيط بهما من أرض شهدت مبعث النبوات والرسالات، ولهذا كان المسجد الأقصى القبلة الأولى التي لا تنسى للمسلمين، وكان المسجد الحرام القبلة الدائمة التي يتوجهون إليها كل يوم، ويحجون إليها كل عام... وهذا يقتضي وجوب المحافظة من قبل المسلمين على هذين المسجدين ورعايتهما، فلا يكون المسلم في أمان في رحاب هذه المساجد على عقيدته وعبادته إذا لم تكن هذه المساجد في حوزة المسلمين، وكيف لا وهي تمثل رموز التوحيد وترتبط بالعقيدة والعبادة، ولا حرية للعقيدة والعبادة في ظل حراب الصهاينة المحتلين».

العدد 3920 - الجمعة 31 مايو 2013م الموافق 21 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:26 ص

      ياشيخ فيه حزب

      اسمه حزب الله لم يذهب الى فلسطين ولا الى الجولان السوريه المغتصبه من اسرائيل
      بل ذهب الى قريه تسمى القصير ليقتل اخوانه في الاسلام هناك
      شنو رايك فيه ياشيخ؟

    • زائر 7 | 7:08 ص

      انتم

      انتم تعبدون الله وتصلون علا محمد لاكن ترضون ضلم الحكومة علا الشعب فهادا لا يرضى الله انتبها هناك حساب فى الاخره لمن يرضى ضلم الناس والله لا يريد فقط كلام يريد عمل ودفاع عن الناس المضلومين ولن يسامحكم الله حتى تطالبو الحكومة افراج عن الشعب المسجون ولاتشمتو فهم اخوانكم

    • زائر 5 | 4:19 ص

      فلسطين أولاً

      بما أن المجاهدين الآن قريبين من فلسطين ..!!!
      لم لا يتم توجيههم لتحرير فلسطين ، ومحاربة العدو الإسرائيلي !!؟؟؟
      .....
      شنو رأيك يا شيخ ؟؟؟؟

    • زائر 6 زائر 5 | 5:10 ص

      ابنة المتروك

      اذا كانت ذكري الإسراء والمعراج
      دعوه عطره لرفع الظيم عن القدس
      يا شيخ ونحن واولادنا المظلومين
      لماذا لا تدعوهم ان يرفعوا الظيم
      والظلم عن مظلوميتنا .

    • زائر 4 | 3:17 ص

      رفع الضيم

      يا ريت توضح لينا يا شيخ القطان نرفع الضيم عن القدس باي طريقة هل نرسل نواب البرلمان بالاموال الي فلسطين او بإرسال الشباب للجهاد يا ريت تنورنا يا فضيلة الشيخ

    • زائر 3 | 3:11 ص

      ياشيخ

      الم تسم عادل الحمد ماذا يقول في خطبة الجمعة
      يقول الجهاد في سوريا وليس ضد العدو الفلسطيني
      مغتصب القدس .
      للاسف لقد نسيتوا او تناسيتوا القدس

    • زائر 2 | 11:56 م

      ههههههههه اي فلسطين

      البوصله تغيرت المسلم يقتل المسلم الان تحرير سوريا ثم الجزائر حتى نصبح دويلات ويا فلسطين لا تخافي كلنا تحت اللحاف

اقرأ ايضاً