العدد 3919 - الخميس 30 مايو 2013م الموافق 20 رجب 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

قتل وإحياء

 

قيل لأحد المثابرين: ما فائدة سعيك، غير جلب الشقاء على نفسك؟ فقال: ما احلى الشقاء في سبيل إثبات قوتي على تجاوز عدم إيمان من حولي بقدراتي!

والعقل الواعي يميزها بالنهضة التربوية العلمية والحضارية المتفائلة غير الحاسدة والحاقدة، والسعي نحو التحفيز لصناعة جيل مقدام. فلسفات عالقة منذ زمن إن نوَت أن تتجدد، فتكون خارج نطاق البيئة التي أبت أن تتحرر من الأفكار العقيمة التي لا تنجب، فئة تمثل نصف المجتمع إن لم تكن أكثر وظيفتها الأساسية زرع التحبيط في النفوس وذلك من خلال الحط من منزلة العمل أو الموهبة التي يتمتع بها الفرد. هناك معتقدات يحيط بها سياج واق إذ ترفض أي تغيير وإن كان للأفضل وتعتبر بكماليات الحياة. أدرج مثالا كموهبة «الكتابة مثلاً» الاندفاع نحو النشر تعتبرها بعض المجتمعات «فضاوة» وحتى الشخصيات القريبة – الأهل - يتمثلونها بأن لا يستدعي الأمر نحو النشر، وإن كنت من ذوات عشاق الكتابة فأحتفظ بما تكتبه لنفسك، ويختمون حديثهم: الأفضل لم يستطع استعمار العالم الأدبي، أنت تستطيع؟

بربكم أين روح التشجيع؟ أين الدعم الذي يحتاج إليه الانسان؟ ماذا عن تحقيق مغزى الآيه: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» (الملك: 15).

تختصر في زاوية أن هؤلاء أهلاً لترديد (إن عملك الذي قمت به أهون من بيت العنكبوت)، ولينضب ذلك التشنيع بقوله تعالى: «أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا» (فاطر: 8). لا اختلف إن كانت وجهات نظر ولكن اسلوب الانتقاد بحد ذاته له دور مهم، فالنقد بوحشية يقمع روح الابداع ولكن إن امتزج نقد بنّاء بين الايجابيات والسلبيات هنا تخف من وطأة التثبيط.

الشخصيات السلبية مازالت تتنفس الاوكسجين المعدوم لتعكس تأثير التثبيط على النفس الطموحة التي لا تتعرقل بالهواجس في وسط صدماتها لتخلق دعما يبثها للأعلى، فتتخذ من هذا النقد نماء لها، التشجيع قطرة في منتصف طريق متعرج ودامس تعادل ولادة التطوير الداخلي الذي يكمن ما بداخل الروح وإحياء قدرات – مبدعة - تبني مجتمعا.

بتول سيدإبراهيم


حتى الجمل يطربه الحنين للعودة إلى وطنه الصحراء!

فرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كثيرا بالجمل الذي أهدته اياه سلطات مالي في مدينة تمبكتو التاريخية، وذلك تقديرا لجهود فرنسا ومساعدتها في طرد المتطرفين من مدن تقع شمال مالي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن يا ليتها لم تهده هذا الجمل، إذ تبين لاحقا أن هدية جمل هو اساسا مسروق من أحد العرب! وهذه قصة واقعية وليست من نسج الخيال خلال زيارة هولاند الصومال بعد تحريرها من العصابات المسلحة من قبل القوات الفرنسية، اذ زار مناطق في شمال مالي، وقدم له «جمل» هدية له على ما قامت به قواته من جهود في إعادة الاستقرار والأمن وذلك حسبما ذكرته قناة «بي إف إم تي في» الإخبارية الفرنسية، كما اتضح ايضا أن الجمل أصلاً لا تملكه السلطات الصومالية بل هو جمل ضائع من مالكه الأصلي فقد طريقه أو اختطف منه، فقدم بعد ذلك هدية دون علم الرئيس الفرنسي بقصة الجمل المسروق، لكن ولحسن الحظ ايضاً فإن الجمل ولعدم تأقلمه مع الجو البارد في فرنسا، فتقرر إعادته إلى موطنه الأصلي في مالي، وفطريا أن الجمل اعتاد العيش في الصحارى والقفار الحارة والعيش وسط الانقلابات والحروب والأوضاع غير الآمنة ولم يعتد اساسا العيش في الأجواء الباردة المستقرة نظاماً وأمناً والأطعمة الفاخرة والمياه الطبيعية... حيث تمكن الجمل من العودة إلى صاحبه الذي خطف منه غصبا بعد تدهور الأوضاع في بلدته.

إن قصة هذا الجمل لتعكس لنا بعض الوقائع التي بالامكان اسقاطها على الواقع الانساني فإن كان هذا الجمل قد نقل إلى بيئة أفضل من بيئته من جميع النواحي مكرماً غير ان حنين الوطن اجبره على العودة إلى مرعاه وتراب وطنه ومروجها ولم يستطع التكيف والعيش فيها، فما بال مئات المهجّرين غصباً من أوطانهم إلى أوطان وهم يعيشون في أجواء أشد قسوة من التي عايشها الجمل من قسوة البرد وفقدان الزوجة والولد والأهل والأهم غربة الوطن وفي الملاجئ والخيام وهنا أستذكر أيضاً قصة الفتاة اليهودية «فرانك» البالغة ثلاثة عشر ربيعاً في هولندا في شهر يوليو/ تموز 1942 عندما بدأت هي وأسرتها تختبئ في الظلام في «الملحق السري» بالمنزل خوفاً من الملاحقات الليلية للجوالة الألمانية إما تهجيراً أو قتلاً! والتي أبت أن تغادر وطنها حيث اختبأت مع أسرتها ولم تترك المنزل لمدة سنتين! وطوال هذه المدة كانت تنفق الكثير من الوقت على مذكراتها، قبل أن يتم العثور عليها مع عائلتها حيث اعتقلت من قبل النازيين في شهر أغسطس/ اب 1944، ما يخص «فرانك» التي تفصلنا عنها مدة تقارب 86 عاما مضت أنه لايزال الحال مماثل عندنا داخل الوطن العربي، فالعربي مجرم وملاحق ولايزال يشرب يومياً من الكأس نفسها حينما يختلف مع أنظمته العربية فتراه إما ملاحقاً أو مهاجراً أو سجيناً أو شهيداً!

مهدي خليل


قبل انقطاع الكهرباء!

اقتنصت بعض اللحظات قبل أن تعاود الكهرباء انقطاعها، كي أكتب وأرسل هذه الكلمات...

الصراع بين السلطة والمعارضة قد يكون صراعا أبديا، وفى كل الدول وليس عندنا فقط، لكن يجب ألا يخرج عن كونه صراعا بالكلمات ومن أجل غاية واحدة هي نهضة الوطن وعلو شأنه، ولا يجب أن يزيد عن ذلك ليصير هدما وحرقا ودماء تسيل على الطرقات، فما ذنب من هم ليسوا مع السلطة أو المعارضة أن تضيع ممتلكات وطنهم وتقطع الطرق أمامهم وتتعطل مصالحهم؟

- هوس الشعوب العربية ببرامج مسابقات الغناء، والملايين التي يتم صرفها سواء في الاعلانات أو التصويت بالرسائل القصيرة أو غيرها... يزيد من صعوبة التنبؤ بعدد العقود التي سننتظرها حتى نرى أول مصنع عربي لصناعة إبرة الخياطة «الحياكة» المصنوعة عربيا!

- يجري الآن استعداد غالبية الفضائيات العربية لاستقبال شهر رمضان الكريم، لا بالبرامج الدينية أو التثقيفية، وانما بالمسلسلات الدرامية وبرامج المقالب الساذجة والمسابقات التافهة، إلى أن يأتي العيد... فتبدأ الافلام السينمائية ذات القصص المبتذلة، التي تملؤها الاستعراضات الراقصة والعري والمضمون غير اللائق بديننا أو تقاليدنا أو ثقافتنا.

- أتمنى أن أعثر على الصفحة الخاصة بالكهرباء في كتاب النهضة، ذاك الكتاب الأحمر الصغير ذو الورق المصقول والطباعة الفاخرة... الذي كان يتم توزيعه في فترة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لأتحقق من أن النهضة في مجال الكهرباء لا تعني انقطاعها الدائم!

أحمد مصطفى الغر


وقفة على البصمة الإلكترونية ...

أحببت التطرق ولو لجزء بسيط عن الأضرار التي قد تصيب مستخدمي البصمة الالكترونية، وأوجه هذه الملاحظة الى عناية المسئولين في وزارات الدولة ودوائرها بصفة خاصة وإلى الشركات والمؤسسات الأخرى بصفة عامة، لذلك كلي أمل ورجاء أن تأخذ ملاحظتي هذه جل اهتمامهم؛ للتأكد مما هو مذكور، واتخاذ الاجراءات اللازمة حفاظاً على سلامة وصحة من يعملون تحت اشرافهم.

لقد اطلعت منذ فترة على تأكيد هيئة المواصفات والمقاييس بأن أجهزة البصمة الالكترونية غير مصرح بها؛ لأنها تؤدي للاصابة بمرض (السرطان) وقد حذر أحد ألأطباء المختص في علاج الأمراض الجلدية من خطورة استخدام البصمة خلال حضور وانصراف الموظفين من أعمالهم، مما قد يعرضهم للإصابة بالأمراض الجلدية، وذلك بنقل الجراثيم مثل الدمامل والفطريات من المصابين بهذه الأمراض الى الموظفين الأصحاء، وقد ثبت طبيّاً أن مثل هذه الأجهزة تنقل الحساسية اضافة الى فطريات اليد والدمامل، وقد يتعدى ذلك الى نقل ألأمراض الخطيرة مثل الجراثيم البكتيرية اذا كانت في الأصبع مثلاً، كما لا يخفى أن هذه الأجهزة تصور طفرات للحمض النووي (DNA) الذي قد تنتج عنه عيوب بالمواليد مثل مرض داون ومرض تبرنر، كما أن هذه ألأجهزة تطلق أشعة (X - RAY) وبالتالي تتعرض له اليد دون واق، ما يركز عملية الاصابة، لذلك وجب أخذ الحيطة والحذر وايجاد الحلول البديلة حفاظاً على صحة وسلامة مستخدميها.

عبدالحسين جعفر إبراهيم عباس


ضحكة صادرة من القلب تعادل صلاة

عند الساعة الثامنة مساءً رن الهاتف النقال فأجبت: أهلاً دكتور طارق، فرد: أهلا سيد. بعد السلام والتحية: أبونايف عندي لك أخباراً غير سارة فقلت: خير؟ فقال: أبوحيدر عطاك عمره. كانت أول ردة فعل مني: بهذه السرعة؟ لقد سمعت أنه بدأ يتماثل للشفاء منذ أيام، فقال: لا كانت الأخبار متضاربة. ساد صمت بيننا لعدة ثوانٍ ثم أردف: أردت أن أخبرك بنفسي حتى لا يصدمك أحد بالخبر في غفلة من أمرك، عظم الله أجرك سيد وأجرنا جميعاً وودعني واقفل الخط.

لم أستوعب الأمر جيداً فقد كان وقع الخبر كالنصل الحاد الذي يجرحك من دون أن تشعر به. لقد تماهت كلمات الدكتور في أذني بين الحقيقة والحلم... جلست لبعض الوقت وأنا أقلب الأمر في عقلي فانتهى إلى النتيجة ذاتها... لقد قضي القضاء... جلست قرابة الساعة وأنا استرجع شريط الذكريات منذ اليوم السابع عشر من مارس/ آذار 2011 يوم أن خرجنا لأول مرة للمشي في المضمار، ومنذ ذلك اليوم صار المشي لنا عادة يومية، فما أن أصل المنزل عند الرابعة حتى يتصل بي: ألا تغير ملابسك ونذهب للمشي قبل المغرب.فاستجيب له:أجل أجل أنا عندك بعد ربع ساعة.كانت ساعة المشي في المضمار أكثر من جميلة، كنا نتحدث ونضحك ونفكر بصوت عالٍ وننسج صداقة جديدة من وحي محبتنا.كل يوم ينتهي مشوار المشي الى كوب شاي في حديقة منزله نكمل الحديث ونعلق ونضحك، ثم أودعه على أمل اللقاء به يوم غد، ولم يكن يخطر ببال أحد منا أن القضاء يعد العدة.

حاولت تذكر آخر شهرين فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2013 حيث كان يشتكي من عدم قدرته على التوفيق بين واجبات المكتب والمنزل ولذلك صار يتخلف عن حضور النادي حتى كان الأسبوع الأول من مارس عندما أخبرني أنه ذاهب إلى السعودية لعمل بعض الفحوصات الطبية فشجعته على المضي في هذا الأمر، وعندما عاد فوجئت بأنه لا يرد على مكالماتي. وبعد يوم كلمني فعاتبته وألححت في زيارته للسلام عليه «لأشكره السلامة» فاعتذر وقال بالحرف الواحد: أنا متصل علشان بس أسمع صوتك سيد، كانت نبرة غريبة لم أعهدها منه! قلت ألا أحضر للسلام عليك؟ فقال: لا لست في حال جيدة حتى كان يوم الجمعة فطلبته، وبعد إلحاح شديد وافق على شرط أن لا أمكث طويلا، فقلت إنما أردت السلام عليك وما أن ركبت السيارة حتى اتصل بي قائلا:سيد لا تجي انا تعبان سامحني، واقفل الخط. كانت تلك آخر كلمات بيننا.سافر بعدها فصرت أتفقد أخباره هنا وهناك علني اسمع ما يريح بالي، ولكن بعد أن طال غيابة أيقنت أن في الأمر سوء. حتى كان يوم السبت المشؤم.لقد كان رحمه الله شخصا عزيزا على قلبي وجدت فيه الأخ والصديق الذى يقاربني ويشبهني ويقابلني ودا بود ويزيد على ذلك عفوية وبساطة لم أجدهما في كثير من الناس وفوق ذلك كان محبا للحياة، ولم يكن في يوم من الأيام صعب المراس، لقد كان طيب المعدن كريم الأصل قريب من القلب.

لقد تركنا على حين غرة وترك في نفوسنا ألما وحسرة ودرس عظيم علينا أن نتذكر عند فقد الأحبة والأقارب وهو أن زاد الشخص في آخرته هي أعماله في هذه الدنيا، الله يرحمك يا أبو حيدر.

سيد عدنان الموسوي


تراث البحرين في انقراض

البحر هو الجزء المهم في تراثنا البحريني وبفضل هذا البحر الذي عاش أجدادنا من خيراته وثرواته لا نستطيع أن ننسى مواقف جميلة عاشت في ذاكرتنا منذ الطفولة، فهيا نبحر في الزمن الجميل ونتذكر جزءاً قليلاً من تراث البحر:

أسماء السفن:

1) الشوعي: فهو يعتبر مركباً يستعمل في رحلة الغوص التي تستغرق شهوراً طويلة، وهو أصغر حجماً من البوم حيث يصل طوله إلى 20 متراً وعرضه 7 أمتار وأقصى حمولة له 75 طناً.

2) البوم: (جمع أبوام) وهو أكبر سفينة شراعية في الأسطول البحري التجاري ويستعمل عادة لنقل البضائع التجارية والغوص أحياناً لعدد كبير من الغاصة والسفر به إلى مناطق بعيدة كاليمن والعراق والهند وأيضاً إفريقيا فهو أفضل السفن القديمة للإبحار في المياه العميقة، يتراوح طوله ما بين 135 و155 قدماً وعرضه ما بين 18 و30 قدماً وارتفاعه ما بين 30 و40 قدماً وأقصى حمولة له ما بين 300 و750 طناً.

3) الجالبوت: يستخدم في نقل البضائع التجارية ولكنه لا يستخدم في المسافات البعيدة وهو شائع الاستعمال بين موانئ الخليج العربي ويبلغ أقصى طول له 100 قدم وأقصى عرض 20 قدماً وحمولته لا تزيد على 70 طناً.

وهناك نوع آخر من الجوالبيت يستعمل في الرحلات البحرية أو في تنقلات الطواويش في موسم الغوص ويكون في العادة أصغر من جالبوت نقل البضائع، وكلمة جالبوت هي في الأصل كلمة إنجليزية وتعني (Jail Boat) أي سفينة السجن.

4) السنبوك: أصله يمني وهو يقارب البوم والبغلة من حيث الحجم والحمولة ويستعمل أيضاً للسفر البعيد والغوص.

5) البغلة: كلمة مشتقة من البغل وهي أيضاً من السفن الشراعية ويقال إن تصميمها مقتبس من السفن البرتغالية ومقاسات هذا النوع من السفن هي مقاسات البوم نفسه إلا أن حمولتها تقل عن حمولة البوم فهي لا تزيد في غالب الأمر على 300 طن وتستعمل لنقل البضائع والسفرات الطويلة.

هذه المعلومات ذكرت في كتاب تراثي تحت عنوان «أغاني البحرين الشعبية» للكاتب عيسى محمد جاسم الحايكي فتحية من القلب إلى الأخ العزيز عيسى على هذه الأبحاث القيمة.

أخيراً وليس آخراً لكي نحافظ على هذا التراث القيم حبذا لو تم إنشاء متحف مصغر يحتوي على هذه النماذج من السفن ليطلع عليها الجميع ولتبرز مكانة مملكتنا الغالية ولاسيما أن البحرين عاصمة السياحة العربية للعام 2013.

صالح بن علي

العدد 3919 - الخميس 30 مايو 2013م الموافق 20 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً