أكد استشاري علاج التدخين والخبير في منظمة الصحة العالمية محمود الحبيبي أن نسبة المدخنين في العالم العربي بلغت 20 في المئة من إجمالي السكان، محذراً من زيادة عدد المدخنين في المستقبل، في حال لم يتم وقف الإعلان والترويج للتبغ سواء الإعلان المباشر أو غير المباشر.

وأوضح الحبيبي في حديث إلى «الوسط»، خلال زيارته البحرين مؤخراً، أن عدد المدخنين من الذكور في العالم العربي يتراوح بين 35 و40 في المئة، وذلك بين عدد السكان البالغين، مبيناً أن عدد المدخنات من الإناث نسبتهن جدّاً قليلة في العالم العربي، على رغم أن هذه النسبة بدأت تزداد مؤخراً.

وأشار إلى أن زيارته البحرين تأتي لتقييم علاج خدمات الإقلاع عن التدخين، مع رفع التوصيات التي تدعو إلى تدريب الكوادر الطبية والصحية على علاج الإدمان على التدخين، مبيناً أن برنامج الإقلاع عن التدخين في البحرين يعد من البرامج القوية، لكنه لفت إلى وجود حاجة إلى زيادة عدد العاملين في البرنامج، مع تدريبهم.

ونوه الحبيبي إلى أن برنامج الإقلاع عن التدخين في البحرين الموجود حاليّاً تقوم عليه الحكومة، مما يسهل وصول المواطن المدخن إلى خدمة علاج الإقلاع عن التدخين وبشكل مجاني، مؤكداً أن الدعم الحكومي لهذا البرنامج هو ما يميز هذا البرنامج عن غيره.

وأشار إلى أن هناك حاجة إلى إدخال برنامج الإقلاع عن التدخين في عدد من البرامج الصحية.

وذكر أن الإقلاع عن التدخين يجب أن يكون بتقديم المشورة والنصح أثناء الزيارات الصحية للحوامل والأطفال لتقليل التطعيم.

وفي السياق ذاته؛ تحدث الحبيبي عن عيادة الإقلاع عن التدخين في الحورة، مبيناً أن فكرة العيادة هي خطة من خطة علاج الإقلاع عن التدخين، مبيناً أن الجلسة الأولى في العيادة من أهم الجلسات، وأن خطة علاج التدخين تكون عبر دراسة عدد المدخنين ونوعية التبغ المستخدم.

وأشار الحبيبي إلى أن المجتمع البحريني يسعى حاليّاً إلى منع التدخين في الأماكن العامة، وفي حال تطبيق هذا القرار ستكون البحرين من أوائل الدول التي تطبقه، لكنه أكد أهمية وجود الجزء القانوني في مكافحة التدخين، لافتاً إلى أن البحرين قطعت شوطاً كبيراً في سن القوانين وتطبيقها، إلا أنه لابد من أن تتم زيادة عدد العاملين في برنامج الإقلاع مع تزويدهم بالمهارات الأساسية التي تمكنهم من الدخول في برنامج الإقلاع عن التدخين وذلك قبل إشراكهم فيه.

وقال الحبيبي: «إن العاملين في برنامج الإقلاع ومكافحة التدخين لهم الدور الأكبر في نشر ثقافة مكافحة التدخين، لذلك لابد أن يكون هؤلاء قادرين على نقل هذه الثقافة إلى المدخن وإلى المحيطين به».

وأوضح أن العاملين في القطاع الصحي بإمكانهم تقديم المشورة حتى وقت علاج المريض، فقد يكون هذا المريض مدخناً وقد يكون المرافق للمريض مدخناً، ما يساهم في إيصال النصيحة بالإقلاع عن التدخين، إلى المواطنين ونشر الثقافة بأهمية الإقلاع بينهم.

وتحدث عن الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، مبيناً أن هذه الاتفاقية تضم ستة بنود، وفي كل عام يكون أحد هذه البنود شعار اليوم العالمي للتدخين، مبيناً أن من أهم هذه البنود هو منع الدعاية والإعلان والترويج للتبغ سواء الإعلان المباشر أو غير مباشر كالدعاية للتبغ والتدخين في الأفلام والمسلسلات، بهدف تقليل وسائل الجذب لاستهلاك التبغ، إلى جانب بند إرفاق الصور والتحذيرات على علب السيجارة، وغيرها من البنود، كرفع أسعار منتجات التبغ عموماً، مع إقرار القوانين لمكافحة التدخين، إضافة إلى حماية المدخن بالتبعية والذي يطلق عليه البعض التدخين السلبي، وهو المرافق للمدخن. ودعا إلى ضرورة إصدار قوانين تحمي المرافق للمدخن والذي يتأثر بشكل كبير بالدخان المحيط به من زملائه.

ولفت إلى أن نسبة الوفيات بين المدخنين تصل إلى مليون ونصف سنويّاً، مؤكداً أنه من المتوقع أن تزداد هذه الدول، وأن 70 في المئة من الوفيات تقع في الدول النامية، في الوقت الذي يتخلص فيه العالم الغربي من هذه المشكلة.

وذكر الحبيبي أن منظمة الصحة العالمية تسعى حاليّاً إلى تشجيع المدخنين على الإقلاع عن التدخين بالتعاون مع الدول عبر التوعية وتقليل جذب المدخنين الجدد إلى التدخين عبر رفع الأسعار، وإقرار صور وتحذيرات على علب السيجارة، وسن قوانين صارمة تضعها بعض الدول، كما أن المنظمة تسعى إلى خلق جيل جديد خال من التدخين.