قتل 14 شخصا واصيب اكثر من خمسين آخرين بجروح اليوم الخميس (30 مايو / أيار 2013) في هجمات متفرقة في العراق، معظمها بسيارات مفخخة في بغداد، في وقت اعربت الامم المتحدة عن خشيتها من تصاعد العنف الطائفي.
وتمثل هجمات اليوم امتدادا للعنف الدامي المتصاعد في العراق في الاسابيع الاخيرة، والذي بات يحصد يوميا ما لا يقل عن عشرين قتيلا.
وجاءت هذه الهجمات بعد يوم على مقتل 28 شخصا بينهم 16 قضوا في مجموعة تفجيرات استهدفت حفل زفاف في منطقة سنية شيعية في جنوب بغداد.
ومنذ بداية ايار/مايو، قتل اكثر من 590 شخصا في انحاء متفرقة من البلاد، بحسب حصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.
وقال ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في اتصال هاتفي مع فرانس برس من برلين "الوضع يمكن ان يسوء اكثر (...) ولو كان هناك توافق سياسي، لكن الامن في وضع افضل".
واضاف "ما نراه اليوم هو غياب الاتفاق السياسي، فيما يتصاعد العنف الطائفي"، مضيفا "نشعر بقلق حقيقي".
وكان كوبلر اعرب خلال لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي امس الاربعاء عن "مخاوف جدية من ارتفاع وتيرة العنف في العراق، وخطر عودة الصراع الطائفي إلى البلاد في حال عدم اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل القادة السياسيين".
واضاف بحسب بيان تلقت فرانس برس نسخة منه "تقف البلاد عند مفترق طرق،" داعيا الاتحاد الاوروبي الى القيام بدور اقوى في التعامل مع التطورات التي تشهدها البلاد.
بدوره، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي اليوم في بغداد "هناك قلق دولي وعالمي حول ما يحصل في العراق".
وراى انه "اذا لم يكن هناك من توافق وتفاهم سياسي فسينعكس ذلك ولن يكون هناك وضع امني مستقر (...) هذه قاعدة ذهبية".
وتابع زيباري ان "مسؤولية الحكومة (...) منع العودة الى حرب طائفية. هذا الامر لا يجب ان يحدث مجددا".
وفي تفاصيل هجمات اليوم، قالت مصادر امنية وطبية لفرانس برس ان سيارة مفخخة انفجرت في منطقة مجمع المشن في وسط بغداد ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص واصابة 12 بجروح.
وانفجرت سيارة ثانية في منطقة البنوك في شرق بغداد، ما ادى الى مقتل شخصين على الاقل واصابة عشرة بجروح، ثما انفجرت سيارة ثانية في المنطقة ذاتها قتل فيها شخص واحد على الاقل واصيب ثمانية بجروح.
كما قتل شخص واصيب تسعة على الاقل في انفجار سيارة مفخخة في الكرادة (وسط)، بينما اصيب اربعة اشخاص بانفجار عبوة ناسفة في السيدية (جنوب).
وقتل كذلك شخص واصيب ستة بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة المغرب (شمال).
وفي الانبار، قتل مسلحون مجهولون اثنين من حرس الحدود في كمين نصبوه لهما في منطقة تبعد 160 كلم غرب الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، بحسب العقيد في حرس الحدود عمر داود سليمان.
وبعيد منتصف الليل، استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري نقطة تفتيش للشرطة في غرب الموصل (350 كلم شمال بغداد) ما ادى الى مقتل ثلاثة من الشرطة واصابة ثمانية اخرين بجروح، بحسب الملازم اول اسلام الجبوري.
وفي هذا السياق، اعلنت قيادة عمليات بغداد اليوم "منع حركة الدراجات النارية والعربات بمختلف انواعها اعتبارا من يوم غد وحتى اشعار آخر".
كما اعلنت عمليات بغداد عن منع السيارات التي تحمل لوحات مؤقتة من التجول في العاصمة بدءا من الساعة 06,00 (03,00 تغ) من صباح يوم غد الجمعة "وحتى اشعار اخر".
وجاءت هذه القرارات "استعدادا" لزيارة الامام موسى الكاظم، نجل الامام جعفر الصادق وسابع الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، والتي تبلغ ذروتها الاسبوع المقبل.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن عن اجراءات امنية جديدة تشمل تغييرات في قيادات العمليات والفرق العسكرية، الا ان هذه الاجراءات لم تحد من اعمال العنف المتصاعدة.