العدد 3918 - الأربعاء 29 مايو 2013م الموافق 19 رجب 1434هـ

طاقات فنية وإنسانية متطوعة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لفت انتباهي خلال الفترة القصيرة الماضية فعاليات تطوعية متنوعة تزينت بها الأوقات في مملكة البحرين، من أهمها دورات التصوير الفوتوغرافي التي تنظمها وتشرف عليها جهات غير رسمية كـ «الشرفة الإعلامية» و «الملتقى الإعلامي»، و «أنت من يكمل جمال الصورة» و «creative lenses»، إضافة إلى أفراد من المحترفين آثروا أن يسهموا في هذا المجال من خلال تقديم خدماتهم بشكل فردي مجاني كالمصور رائد الجشي وزكي الشيخ وعمار البزاز وناهي علي وغيرهم.

جهات وأفراد أخذوا على عاتقهم تدريب الهواة والراغبين في التعلم ليصلوا إلى الاحتراف في مجال التصوير في ورش تدريبية وجولات تثقيفية تعليمية تهدف إلى التعريف بمعالم البحرين، إضافةً إلى التدريب على التصوير، كالرحلة إلى شجرة الحياة التي قام بها الملتقى الإعلامي بالتعاون مع مدوّنة «سنوات الجريش».

كل هذي الجهود التطوعية أسهمت بشكل كبير في صقل مهارات الكثيرين مجال التصوير، إضافة إلى مساعدتهم في اختيار الكاميرا المناسبة لمستواهم وميزانيتهم والعدسة المناسبة لنوعية مجال التصوير الذي يفضلون.

الفعالية الثانية التي لفتت انتباهي هي برنامج «نلتقي لنرتقي» والذي يقوم عليه سبع وعشرون فناناً وفنانة من مختلف الفنون كالرسم والنحت والخط والتشكيل، ويهدف إلى تعزيز الصلة بالفن من خلال الفعاليات المتنوعة والمستمرة التي ينظمونها كل يوم جمعة من كل أسبوع في مناطق البحرين المختلفة. وقد تعرّفت على هذا البرنامج عندما اكتشفت وجود نحوت رملية على شاطئ المالكية قبل أسابيع لأبحث عن مصدرها، وشاءت الصدف أنني شاهدت تقريراً حول هذا الفن في إحدى القنوات الفضائية قبل هذه الفعالية بيوم واحد، أظهر فيها التقرير إعجاباً كبيراً بما يقوم به الفنان وكأنه الفنان الوحيد الذي انفرد بهذا الفن، لأفاجأ في اليوم التالي بأن فنانينا في البحرين يمتلكون قدرات لا تقل أبداً عن قدرات هذا الفنان. ثم استمرت متابعتي لهذه المجموعة التي انتقلت إلى ساحل آخر ثم انتقلت لرسم الجداريات. وهؤلاء الفنانون لا يرسمون لوحدهم، بل يشركون معهم من يمر بهم من الجماهير من مختلف الأعمار، وهو الأمر الذي يجعل رسالتهم أكثر إبهاراً وأسرع وصولاً للعامة من الناس.

أما المجموعة الأخيرة فقد كانت «بقعة ضوء» التي بدأ أفرادها بالترويج لها عبر حسابات إلكترونية هادفة تعزز احترام فئة المكفوفين في المجتمع وتوضح الطرق الأمثل للتعامل معهم ومع إعاقتهم البصرية، والتي تكللت بفعالية أقاموها في أحد المجمعات لإيصال أصوات هذه الفئة من المجتمع والإحساس بمعاناتهم من خلال فقرات متنوعة كان في بعضها الجمهور مغمض العينين ليتعرّف على شعور المكفوفين، وبالتالي يتعرف بشكل أكبر على إعاقتهم.

«بقعة ضوء» مجرد مشروع شبابي آثر فيه أعضاؤه أن يستغلوا أوقات فراغهم في شيء يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم بشكل كلي، من خلال التعريف بإحدى الإعاقات بشكل موسع عن طريق الفعاليات تارةً، والمواد الإعلامية تارةً أخرى، والحسابات الإلكترونية تارات أخرى.

أصحاب هذه المشروعات الثلاثة وغيرها، ليسوا إلا مواطنين آثروا الانطلاق تطوعاً للارتقاء بالوطن وأبناء الوطن، ولتعزيز ثقافة الاهتمام بالآخر، والنظر إلى أبعد من أنفسهم... فشكراً لهم على كل هذي الجهود المبذولة.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3918 - الأربعاء 29 مايو 2013م الموافق 19 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:00 ص

      عودة العمل التطوعي

      شكرا لك ايها الاستاذة المبدعة
      جميل جدا ان نرى العمل التطوعي وقد عاد للمجتمع على ايدي المبدعين، وهذا ليس غريبا على وجوه لامعة امتهنت الفن وصارت تعمل المستحيل ليصل الى متناول الناس في بيوتهم. اتمنى من كل مبدع ان يفجر ابداعاته ويمد جسور التواصل مع المجتمع من خلال العمل التطوعي

    • زائر 1 | 1:07 ص

      العوائق في التطوع وتطويع النفس على العمل

      التطوع والمتطاوع والمتطاول على المتطوعين ما يعين بش إيشين، من الأقوال. من تطوع منه ومن نفسه دون إجبار ولكن الخيار لديه ويقوم بنفسه بعمل ما يفيده ولا يضر غيره بل يستفيد منه الآخرين ويعود عليهم بالنفع. ليس قلة الناس من ها النوعيه فالمتطوعون والمتطوعات في البحرين يخجل الواحد ما يذكرهم. صح في كثير وقد ينقصهم بعض الارشاد من داخل كل فرد أي من نفسه الى ما يعود عليها. فأكثرهم يعمل لوجه الله وهذا حسن وفيه إحسان له ولوالديه. فيقولون له رحم الله والديك على ها التربيه الزينة. لكن الموعقات مشكله

اقرأ ايضاً