ألغيت جلسة الحوار التاسعة عشرة يوم أمس الأربعاء (29 مايو/ أيار 2013) بسبب «تأخر وفد الجمعيات الخمس المعارضة عن الجلسة إلى نحو 35 دقيقة»، فيما وصف القائم بأعمال الأمين العام لجمعية «وعد» رضي الموسوي إلغاء الجلسة بأنه «دليل آخر على عدم الجدية»، بينما أكد ممثلو ائتلاف جمعيات الفاتح أن «التأخير هو الدليل الواضح على عدم جدية الجمعيات الخمس التي استخدمت هذا التكتيك لعدم وجود الحجة لديها».

يأتي ذلك في ظل تعليق جمعية الوفاق حضورها لجلستين من جلسات الحوار بسبب ما اعتبرته «تصعيداً أمنيّاً وصل إلى مداهمة منزل عالم الدين البارز الشيخ عيسى أحمد قاسم».

واتهم الموسوي «الحكومة بمحاولة تأزيم الوضع من خلال إلغاء جلسة الحوار مع علم ممثليها بوصول وفد الجمعيات المعارضة».

وقال: «نحن لم نتأخر عن الجلسة التي تعقد كل مرة بين الساعة 4:20 و4:45 هو موعد انعقاد الجلسات الماضية، ونحن وصلنا عند الرابعة والنصف، وأحد أعضاء الوفد تعرض لحادث وهو الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي عبدالنبي سلمان.

وتابع «نحن حضرنا لتدوير الزوايا، ومحاولة الوصول إلى خلاصات، لكن يبدو أن الطرف المقابل وبعد انسحاب وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف انسحب معه».

وأضاف «هذا دليل واضح على أن هناك طرفاً واحداً تقابله المعارضة وليس ثلاثة أطراف، وهم كانوا يتداولون، وبلغهم أن وفد المعارضة وصل، لكنهم سارعوا إلى الانسحاب».

وقال: «هم الذين يتأخرون في الجلسات، وعادة وفد المعارضة يأتي عند الساعة الرابعة، لكن الجلسات تبدأ بين 4:20 و4:45».

وواصل: «نعتقد أن هذه محاولة لتأزيم الوضع، ونحمل الحكومة التبعات وذلك في ظل وجود وفد المعارضة».

وعما إذا كان سبب تأخرهم هو عدم وجود أي شيء يقدمونه؛ رد الموسوي بالتشديد على أن «وفد المعارضة لديه المزيد من التفاصيل فيما يتعلق بموضوع التمثيل المتكافىء، وهو ما صرحت به للإعلام قبيل دخولي الجلسة التي ألغيت قبل دخولنا إليها».

واستكمل «القول بأن التمثيل المتكافىء محسوم رفضناه، وكنا نريد إنتاج الآراء في هذا الموضوع للوصول إلى خلاصة مشتركة، والحسم بعدم التوافق مرفوض من قبل المعارضة تماماً؛ لأن التأسيس له سيقضي على الحوار».

ونفى ما ورد في الخبر الرسمي بأن «وفد المعارضة وصل عند الساعة 4:45 عصر أمس، إذ إن وصولنا كان عند الساعة 4:30 عصراً، وكل الدلائل تثبت ذلك بما في ذلك الإعلاميون والصور». من جهته، نفى الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي عبدالنبي سلمان نفياً قاطعاً أن يكون «تأخر فريق المعارضة هو انسحاب تدريجي»، مؤكداً أن «فريق المعارضة حضر للجلسة وناقش ما سيطرحه»، وقال: «تعرضت لحادث مروري ولم أنتهِ من الإجراءات إلا بعد الساعة السادسة مساء»، وبين أن «فريق المعارضة لم يكن لديه أي توجه لتعليق الجلسىة أصلاً، والغريب أن هناك من كان يحضر في الجلسات الماضية وبشكل مستمر متأخراً».

من جهته، اعتبر عضو فريق ائتلاف جمعيات الفاتح والأمين العام لجمعية الميثاق أحمد جمعة «الحديث عن فقدان الحوار جدواه هو ما تطلبه جمعية الوفاق لتقول للعالم إن الحوار فشل».

وأكد أن «الحوار وصل إلى طريق مسدود بعد كل هذه الجلسات دون الانتقال إلى جدول الأعمال»، ولفت إلى أنه قبل الجلسة «قلت عبارة وهي أن الجمعيات الخمس بما تقوم به؛ تحارب الطواحين بما معناه: أنها تحارب نفسها وهذا يضر بها».وتابع جمعة «الجلسة ألغيت لأن الجمعيات الخمس لم تحضر، وتم إلغاء الجلسة باتفاق بين الأطراف، إذ إن ما تفعله الجمعيات نوع من الاستهزاء بالحوار»، مشيراً إلى أن «ما يقومون به هو انسحاب تدريجي، واليوم انسحبوا في هذه الجلسة بالكامل»، واعتبر أن «فريق الجمعيات الخمس يقوم بتمثيليات من خلال الوقوف في مواقف السيارات والدخول مجتمعين أو من خلال التأخير».

إلى ذلك، قال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي: إن «الأطراف الثلاثة، وهم الحكومة، وائتلاف جمعيات الفاتح، وممثلو السلطة التشريعية حضروا الجلسة وانتظرنا حتى الساعة 4:35 عصراً إلا أن الجمعيات الخمس لم تحضر».

وتابع «تم طرح فكرة إنهاء الجلسة، إذ لا يمكن أن يكون هناك حوار دون وجود جميع الأطراف».

وعن وصف الجمعيات الخمس إلغاء الجلسة بـ «عدم جدية»، رد الوزير: «الجدية واضحة من خلال وجودنا منذ الساعة الرابعة». وذكر ممثل جمعية المنبر الوطني الإسلامي عدنان القطان أن «فريق الائتلاف اكتمل، كما حضر ممثلو الحكومة والسلطة التشريعية مع اعتذار بعض الأعضاء عن الحضور، وانتظرنا فريق الجمعيات الخمس لنصف ساعة أو أكثر، ومع عدم حضورهم تم إلغاء الجلسة».

وواصل «نتوقع الاعتذار من الجمعيات الخمس إلى الناس عن تأخرهم»، متهماً الجمعيات بأنها «تريد إيصال رسالة من وراء التأخير». وعبر النائب أحمد الساعاتي عن «أسفه لإلغاء الجلسة بسبب تخلف الجمعيات الخمس عن الحضور»، وقال: «لم يكن بالإمكان الاستمرار دون حضورهم»، معتبراً أن «هذه من الفرص التي تهدر».

وشدد ممثل جمعيات الأصالة عدنان البدر على أن «هذا التأخير جاء لإيصال رسالة». وأوضح عضو فريق ائتلاف جمعيات الفاتح محمد البوعينين أن «التأخر هو دليل على عدم الاهتمام بالحوار وعدم التقدير لمن هم في الحوار».