العدد 3917 - الثلثاء 28 مايو 2013م الموافق 18 رجب 1434هـ

بينيتيز يودع مشجعي تشلسي بعد أن تعززت سمعته

أفضل شيء يمكن أن يقوله رافائيل بينيتيز عن الوقت الذي أمضاه في تشلسي هو أنه غادر النادي وهو يحمل احترام حتى أشد منتقديه قسوة.

وحضر المدرب الإسباني إلى استاد ستامفورد بريدج وسط استياء جماهيري لكنه ترك المشجعين -الذين استقبلوه بطريقة سيئة- وسمعته قد تعززت.

وقاد بينيتيز -الذي تولى تدريب نابولي المنتمي لدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الاثنين- تشلسي إلى لقب كأس الأندية الأوروبية وساعده على احتلال المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز ليتأهل بذلك إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم.

وتعين على بينيتيز -غير المحبوب وغير المرغوب فيه من هؤلاء الغاضبين من إقالة البطل آنذاك روبرتو دي ماتيو في نوفمبر/تشرين الثاني- قيادة فريق احتل المركز السادس في الدوري الموسم الماضي إلى المراكز الأربعة الأولى.

وبعد أن جنى على نحو غير عادل سمعة كمثير للمتاعب في أدوار سابقة كان الفشل سيبدد أي أمل له في الحصول على وظيفة كبرى في مكان آخر.

ونجح بينيتيز في قيادة سفينة مترنحة خلال فترة خطيرة بمساعدة قدرته الخططية على التنظيم، بالإضافة إلى تدقيقه في التفاصيل وهي صفات ربما افتقدها تشلسي تحت قيادة دي ماتيو.

ولم يكن المدرب الإسباني ليحظى بشعبية بين مشجعي تشلسي بعدما حرمهم من فرصة اللعب في نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين عندما كان يتولى تدريب ليفربول.

وزاد بينيتيز الطين بلة بتعليقات ألمح فيها إلى الأجواء في استاد ستامفورد بريدج وقارنها على نحو سلبي بالصيحات الهادرة للجماهير في ملعب انفيلد خلال ليلة أوروبية.

والنقطة الحاسمة في منطق مشجعي تشلسي كانت هي أن بينيتيز حل محل أحد أبناء ناديهم والرجل الذي قاد الفريق لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا في مايو/أيار 2012.

ولم يعر الكثيرون انتباها لحقيقة أن بينيتيز ليس هو من أقال دي ماتيو وضمن ذلك عدم إعطاء الفرصة لبذور الاستقرار لتنبت.

ومع مرور الأشهر واستمرار ارتفاع نسبة فرص النادي في النجاح لانت حتى أكثر قلوب مشجعي تشلسي قسوة.

وبينما لم يكن هناك امتنان جماعي عند رحيله فإن عددا قليلا من رسائل العرفان بالجميل ظهرت أثناء آخر مباريات الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد ايفرتون.

ومثلما كان مطلوبا منه نجح بينيتيز في قيادة النادي للعودة إلى دوري أبطال أوروبا وأضاف لقبا أوروبيا آخر إلى خزينة بطولاته.

وسيكتب لقب كأس الأندية الأوروبية -الذي تحقق بالفوز على بنفيكا ونتيجة لخطط بينيتيز التدريبية- كإنجاز في كتب التاريخ للأجيال القادمة.

ويظهر الوقت الذي أمضاه في تشلسي مع ذلك أن دور المدرب ذهب إلى ما أكثر من قدراته الخططية التي لا شك فيها.

وتعامل بينيتيز مع العداء الجماهيري ببساطة بل واستخدمه ليجني بعض القوة داخل النادي، ووصفت وسائل الإعلام البريطانية في البداية دعوته الموجهة إلى الجماهير الغاضبة بالهدوء بعد انتصار روتيني على ميدلسبره في كأس الاتحاد الإنجليزي بأنها «تبجح».

وبعد ذلك ثبت أنه كان ثاقب الفكر في هذا التحرك الذي منحه احترام اللاعبين وأدى إلى إعادة تفكير من أغلب مشجعي تشلسي.

ونجح بينيتيز أيضا في أن ينحي جانبا اثنين من أهم لاعبي النادي بطريقة تفادى بها الدخول في حرب مفتوحة.

وفي مواجهة أسئلة متكررة حول استبعاد لاعبي النادي العظماء فرانك لامبارد وجون تيري نأى بينيتيز بنفسه عن المواجهة التي شوهت فترة المدرب السابق اندريه فيلاس بواش في العام السابق.

وتمت تنحية مسألة عقد لامبارد جانبا كأمر خاص بالنادي وليس المدرب المؤقت.

وتحول دور تيري -الذي ينظر إليه على أنه لاعب مؤثر داخل غرفة الملابس وخارج نطاق الملعب تحت قيادة دي ماتيو- من تميمة في الملعب إلى قائد خارج الملعب بدون الدخول في المشاحنات التي كان من الممكن أن تنشأ إذا أبدى اللاعب امتعاضه علنا.

وتمكن بينيتيز أيضا من حل مشكلة معقدة أخرى عندما نجح في التعامل مع ديفيد لويز وهو مدافع تسببت غزواته المتكررة في الجانب الآخر من الملعب وعادته في ارتكاب أخطاء ساذجة تسفر عن ركلات حرة وركلات جزاء في أن يصبح عبئا على الدفاع.

وكان إشراك اللاعب البرازيلي في وسط الملعب حلا منطقيا وهو أمر تجنبه مدربون سابقون بدلا من تبنيه وارتفعت قيمة اللاعب.

ووسط الحماس الناجم عن العودة المحتملة لجوزيه مورينهو من المستبعد أن ينظر أي مشجع لتشلسي إلى الوراء باتجاه بينيتيز.

ويتم التجاوز عن انجازاته في كرة القدم على نحو متكرر لكنها تستحق الذكر.

وفاز بينيتيز بدوري الدرجة الأولى الإسباني مرتين وكأس الاتحاد الأوروبي مرة واحدة مع فالنسيا ونال لقب دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس السوبر الأوروبية في ليفربول وكأس العالم للأندية مع إنتر ميلان وكأس الأندية الأوروبية مع تشلسي.

وأعطى بينيتيز انطباعا بأنه يتوق للعودة إلى ليفربول، إذ قاد الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في غضون 3 سنوات من تعيينه، وإذ يمتلك منزلا وتستمر أسرته في العيش هناك.

وبعد العودة للعمل مرة أخرى في دوري الدرجة الأولى الإيطالي يبدو ذلك سيناريو مستبعدا بشكل متزايد، لكن إذا حدث فإن مشجعي ليفربول لن يكونوا بحاجة إلى أحد ليقول لهم كيفية الترحيب به مرة أخرى.

العدد 3917 - الثلثاء 28 مايو 2013م الموافق 18 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً