العدد 3916 - الإثنين 27 مايو 2013م الموافق 17 رجب 1434هـ

الوزير وتقلبات الأزمنة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وزّعت وزارة شئون حقوق الإنسان على الصحف المحلية خبرين يوم السبت الماضي، أحدهما من الرباط والآخر من المنامة.

الخبر الأول تصريح للوزير صلاح علي يتحدّث فيه عن «انجازات بحرينية قوبلت بتصرفات عدائية من بعض الأطراف والمنظمات»، والثاني عن «الملكية الدستورية القائمة على الشورى».

في الأول تحدّث عن بعض الانجازات في مجال حقوق الإنسان قوبلت من البعض بتصرفات معادية، وأشار إلى ما تشيعه «بعض المنظمات الحقوقية المنحازة من مواقف سياسية مسبقة أو إصدارات لبيانات مجافية للحقيقة والواقع». وكان ذلك خلال لقائه الوزير المنتدب لدى وزارة الشئون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية، ضمن برنامج زيارة وفد البحرين للمغرب.

قبل سبع سنوات، نظمت عشر جمعيات مجتمع مدني، سياسية وحقوقية، «مؤتمر الانصاف والمصالحة الوطنية»، في جمعية «وعد»، وطرحت فيه فكرة «العدالة الانتقالية»، بما تعنيه من كشفٍ عن الحقيقة، وجبر الضرر، والمساءلة والمصالحة، وضمان عدم تكرار الانتهاكات». وشارك في المؤتمر من الجانب الحكومي الوزيرة فاطمة البلوشي، إلى جانب صلاح علي الذي كان يومها نائباً في البرلمان، عن جمعية المنبر الإسلامي (الفرع البحريني لتنظيم الاخوان المسلمين). وكان موقفهما مناهضاً بقوةٍ لطرح فكرة العدالة الانتقالية وتطبيقها في البحرين.

يومها كان عدد السجناء السياسيين محدوداً، وكان للمعارضة تمثيلها في البرلمان (منتصف 2007)، أما اليوم، فهناك أكثر من ألفي معتقل وسجين سياسي، من مجموع 700 ألف مواطن. وهو رقمٌ مهولٌ خصوصاً إذا ما قارناه بعدد السجناء في فلسطين المحتلة، البالغ 4500 سجين من مجموع خمسة ملايين فلسطيني في الداخل. من هنا فإن من الصعب الحديث عن انجازات بحرينية في مجال حقوق الإنسان مع وجود هذا العدد الضخم من السجناء والمعتقلين السياسيين.

المفارقة أن الوزير علي يتحدّث اليوم، عن «الاستفادة والاطلاع عن قرب على تجربة عربية لبلد مسلم في عملية حقوق الإنسان». وهي التجربة التي حاولت منظمات المجتمع المدني البحريني استنساخها ورفضها النائب يومها، علماً بأن المغرب قام خلالها بخطواتٍ إيجابيةٍ لإنصاف ضحايا ما يسمّونها بـ «سنوات الرصاص»، وجبر الضرر والتعويض المادي. كما سمح للصحافة بنبش تلك السنوات السوداء، وأُتيح للضحايا البوح في الإعلام الرسمي بما نالهم من ظلم وانتهاكات. كما تم تشكيل «هيئة الانصاف والمصالحة»، وأنتج المغاربة أفلاماً توثّق تلك الحقبة، ونُشرت عشرات الروايات.

هذه هي التجربة المغربية التي بشّرت بها مؤسسات المجتمع المدني في البحرين ورفضها النظام والمقرّبون منه قبل سبع سنوات، واليوم يذهب وفدٌ بقيادة وزير حقوق الانسان إلى المغرب للاستفادة منها، فهل «ما ينجز على أرض الواقع برنامج مستمر ويتميّز بالجدية ويهدف لوضع الحلول الديمقراطية المستديمة» كما قال سعادة الوزير؟ وهل نحن مستعدون للاستفادة من تجربة العدالة الانتقالية؟ وهل نحن جادون بالحديث عن انجازات في الجانب التنفيذي أو التشريعي أو القضائي أو الحقوقي؟

وبعيداً عن التنظيرات... هل نفكّر فعلاً بالمزيد من الإصلاحات والحريات وحماية حقوق الإنسان والشورى «التي هي المثل الأعلى للحكم في الإسلام»، و«إشراك الشعب في ممارسة السلطة الذي يقوم عليه الفكر السياسي الحديث»؟ أم مازلنا نتهم أي معارض بالخيانة والعمالة والأجندات الأجنبية والخروج من الإسلام؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3916 - الإثنين 27 مايو 2013م الموافق 17 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 9:32 ص

      سلطة قانون وليس لأحد فوق القانون سلطه

      الديمقراطيه كما الاسلام قانون ينظم المجتمع ويربطه علشان ما تصير السالفه خربوطة مو مربوطه. من يريدونها عوجا يقولون بالشورى وما يدرون أن من أخذ بالشورى هم من إنقلبوا وبايعوا وتصايحوا... ونصبوا وصارت.. والله ما يعرف الناس إن من المعقول أن الله لم يبين ولم يوضح أمره ونهيه وحدوده والقواعد التي تسير عليها الناس. عجل وين الشرعه والمنهاج. لكن الواحد ما ينسى وتدخلهم في التجارة ثم الأباليس وملك سليمان عليه السلام. فهل سلطان قانون منظم غير عن سلطة القانون. ألم ينصح خبراء الينوسكو بأن ياخذو من علي (ع)

    • زائر 23 | 9:21 ص

      مملكة النحل

      موعدله ناخذ من الناس .. فلا المغرب مثال يحتدى به ولا الاردن كذلك. فكل واحد مصاحب له جلاله وهذا بين من أنهم ما خذين أو مستلفين من بنك التسليف عظمه وظايفينهه لا ندري لقب أم منصب عندهم لنيل رضا الرب. بالاضافه المغرب مغربين شويه والمنتحرات في البحرين من مغرب لسن قليلات بسبب التجارة العلميه الحرة. أما المشترك بين المملكات إدعاء الملك والملكيه غير جائزه في الاسلام. فهل يمكن المقاربة أو المفارقه من وين نا خذ عسل ونعطي ملكات نحل يسون إمعسل بحريني؟

    • زائر 22 | 9:10 ص

      شأن أو شئون أو شؤون إنسان ضايع حقه؟

      في اللغة شؤون ومسؤوليه بينما شأن وشنئان وشئون ومسئول ضايع في الهوشه. فيقال بين الحق والباطل خيط، كما بين العقل والجنون شعره، إلا ان بين الانسان وشأنه وحقه ونفسه. هنا وزارة شؤون أم شئون الانسان ضايعه حقوقه بين معرفه وهوى نفسي وقد يكون بتدخل من الشيطان الرجيم. فما دام الاعتداءات الظاهر منها والباطن وارده، فلذا المخفي منها كالاعتداء على السمعة أو التجسس والتنصت على الغير وإستراق السمع وما أخفاه الناس عن بعضهم بقولهم زورا هذه وغيرها من البينات التي لا تنكر الاعتداء على الانسان. من إعتدى ومن تعدى

    • زائر 20 | 5:29 ص

      تنظيم دولي

      هؤلاء هم النسخة البحرينية لتنظيم الاخوان المسلمين الدولي. وعشنا وشفنا.

    • زائر 19 | 4:29 ص

      لا تستغرب

      لقد قتل الحسين باسم الدين و اصبح خارجي
      سهل قتل كل انسان بعد ذلك و الكذب

    • زائر 18 | 4:27 ص

      مطلبة انساني و حقوقي

      يوجد عندنا اكثر من 200 طالب بين محكوم و موقوف. و مستقبلهم في خطر وهؤالا سوف ينقمون على السلطة في المستقبل و يورثون هذا الى ابنائهم و احفادهم. لذلك اتمنا من الوزير ( حقوق الأنسان ) التحرك لكي يقدم هؤالا الطلابة امتحانات نهاية العام. وهذا حق من حقوقهم !!!!!!!!!!

    • زائر 17 | 4:04 ص

      وفود رايح او وفد جاي

      ستذهب وفود لجميع البلدان التي يتوقع النظام في البحرين أنها تطبق ولو جزء واحد من المليون من حقوق الانسان وسيدفع الفاتورة الشعب وتعود الوفود وبعد أقل من نصف ساعة ستتبخر كل التجارب والمعلومات التي عرفوها من زياراتهم بتلفون واحد وستعود تلك الكلمة مب رياييل ولن يستطيع احد ان يغير شيئ .

    • زائر 15 | 2:48 ص

      الأردن والمغرب

      كلا هادين البلدين الشقيقين العزيزين انجزا لشعبيهما الكثير خلال السنتين الماضيتين وحققا بأسليب هادئه وشفافه ومتحضره تفييرات سياسيه واقتصاديه لافته حازت علي اعجاب واحترام العالم . لمادا لاتستفيد البحرين بتجاربهما وتضع برامج طويلة الأمد من اجل رفعة ورفاهية البحرينيين جميعا . تحية بحرينيه عطره لقيادتي الأردن والمغرب ولشعبيهما الشقيقين المعروفين باالكرم والأخلاق والتحضر .

    • زائر 13 | 2:07 ص

      امر غريب

      احيانا اسأل نفسي هل فعلا دخلو الاسلام ؟ حين يكون الانسان رجل دين ويدعي الايمان ويكذب بهذه الطريقة الفاحشة المزورة للحقائق ايمكن ان نقول عنه متدين
      ولكن لا غرابة فيمن صمت بل وشمت لهدم اكثر من 35 مسجد فهؤلاء لاترتجي منهم الخير ابدااا

    • زائر 25 زائر 13 | 10:41 ص

      صدقت

      أمثال هؤولاء الإسلام منهم بريء و لاشك أن عذاب الله ينتظرهم لأنهم قلبوا الحق باطلاً و الباطل حقا من أجل مناصب و دنيا زائلة و هذا دليل على عدم الإيمان بل إن بعض الملحدين أفضل منهم لأن من يفقد إنسانيته لا شك أن الحيوانلت أفضل منه. بعض الناس يساقون ألى الجنة بغير حساب و كذلك بغضهم يساق للنار بدون حساب

    • زائر 11 | 2:05 ص

      الرجل أتقن اللعبة

      الوزير أتقن اللعبة فلا هو متحمس لعدالة انتقالية ولا هم يحزنون هو يعلم ان الحل قادم وليس له مكان في اللعبة بعد ذلك وماهو يقضي فترته سفرا وسياحة في البلدان

    • زائر 8 | 1:36 ص

      وزارة حقوق الانسان

      يقال بان الكتاب يعرف من عنوانه، عنوان الوزارة حقوق الانسان، في المضمون لا حقوق ولا انسان

    • زائر 7 | 12:34 ص

      وزارة حقوق الانسان

      لم توثق ولا حالة من حالات التعذيب
      و بسيوني بعد اشهر وثق القتل تحت التعذيب

    • زائر 6 | 12:06 ص

      سر التناقضات عند هذه الشخصيات...

      هؤلاء المتوزرون هم أكبر عائق أمام الإصلاح في البلد لأنَّ الطريق السهل للصعود بالنسبة لأمثالهم يكمن في غياب مبدأ الشعب مصدر السلطات لذلك تجدهم يكافحون ليل نهار دعمًا للاستبداد والفساد لتبقى لهم الامتيازات المغتصبة من أصحاب الكفاءة المغيّبين...

    • زائر 5 | 11:50 م

      الكشف عن الفساد

      من الطبيعي ان لا تتقدم الحكومة في مجال العدالة الانتقالية.. الا في حالة تغييرها. اذ كيف تطبق العدالة الانتقالية من قبل اشخاص يعلمون علم اليقين انهم سيكونون اول المتضررين؟

    • زائر 4 | 11:04 م

      ابحث عن منجز ولو متناهي الصغر لوزارة حقوق الانسان من اجل الانسان

      لو تجمع ما انجز صلاه علي و ير حقوق الانسان عبارة عن اجتماعات تليها تصريحات وردية او دفعات من الفقاعات ترمى للمستقبل غير المحدد سنعمل سننجز ستكون

    • زائر 2 | 11:03 م

      الطامة ستزلزل هذ الوجوه المتسلقة عاجلاً أم آجلاً

      ماعادة الشعوب التواقة للحرية تخضع للعبودية فهل يفهم النفعيون.

اقرأ ايضاً