العدد 3915 - الأحد 26 مايو 2013م الموافق 16 رجب 1434هـ

قدرات شابة تنتظر تصريح التجارة الإلكترونية

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

كانت تفكّر في مشروعٍ ما، تحلم أن تكون «سيدة نفسها» في العمل، إلى أن تعرّفت على «الإنستغرام»، الذي سهّل عليها الكثير لتحقيق حلمها؛ فبدأت بنشر نتاجها في الخياطة وتصاميمها لأزياءٍ ذات الطابع الخليجي الذي هجره الكثيرون، وما هي إلا أشهر بسيطة حتى تمكنت من تكوين قاعدة المتابعين الخاصة بها من زبائن باتوا ينتظرون جديدها كلّما تأخّر خصوصاً في المناسبات العامة والخاصة.

التقيت بها صدفةً، فأعطتني ورقةً مطبوعٌ عليها حسابٌ في الإنستغرام ورقم هاتفٍ كتب أسفله: للتواصل والطلب عبر الـ «واتساب»، من غير وجود أي اسم أو صفة للنشاط الذي تعمل به، لكن فضول الصحافي دفعني لأن أدخل على حسابها، وأكتشف منتجاتها، ثم أتواصل معها عبر الـ «واتساب» لمعرفة بداية الحكاية التي جعلتني أخجل من نفسي لأنني لا أمتلك طموحها، وأنا التي عُرِفْتُ بالتفاؤل وبإيماني التام بالأمل والقدرات البشرية.

حكايتها بدأت منذ طفولتها؛ إذ نشأت يتيمة الأب في أسرة تتكوّن من أربعة أطفال هي الكبرى بينهم، وأمٍ لا تعرف القراءة والكتابة، لكنها تمتلك «خبرة الخريجين في أرقى الجامعات» فيما يخص الخياطة والتطريز والتصميم. ومن هنا بدأ حبها لهذا المجال، وبدأت رحلتها مع ما أحبت أن تسميه «العناء»؛ فقد كان لزاماً عليها أن تنخرط في هذا المجال لتسهم في تربية إخوتها الأربعة وتخفّف من آلام أمها وهي تشعر بقلة الحيلة تجاه هؤلاء الأطفال، على الرغم من كونها طالبةً في المرحة الإعدادية.

وكبر حب هذا المجال بداخلها فالتحقت بالثانوية، تخصص «الأنسجة والملابس»، ما أسهم في صقل موهبتها بالدراسة، وبدأ مشوار احترافها فكانت صديقاتها وجاراتها يلجأن إليها لتصميم وخياطة «جلابيات» المناسبات وفساتين الأعراس وخياطة الزيّ المدرسي لأولادهن وبناتهن؛ إذ كان سعرها أقل من المحلات الرسمية في الوقت الذي لا يقل عملها جودةً عنهم بل يزيد.

كانت طوال تلك الفترة تحلم أن تخرج من دائرة منطقتها، لكنها لا تملك المال الكافي لتفتح مشروعاً وتنشر إعلانات توصلها لمن هم خارج هذه الدائرة، إلى أن اكتشفت «الإنستغرام» فبدأت مشوارها التالي من العمل الذي من خلاله أنجزت الكثير من أحلامها.

هذه المرأة ليست الوحيدة في هذا المجال، وليست الوحيدة التي بدأت بتسويق منتجاتها عبر المواقع الإلكترونية؛ إذ ظهرت الكثير من الحسابات في مختلف المواقع تحمل طابعاً تجارياً، يعرض من خلالها أصحابها نتاجاتهم للجمهور بشكل إبداعي، ولكن الأمر يبدو أشبه بالمغامرة؛ إذ تم إيقاف إعطاء تصريحات التجارة الإلكترونية التي يحتاجها هؤلاء احتياجاً كبيراً لتعطي مشاريعهم الشرعية وتطمئنهم أن لا أحد يسألهم يوماً: «أين السجل التجاري لما تقومون به؟».

هذا التصريح الإلكتروني سيسهّل على هؤلاء التجار الجدد أمور الدفع، وسيجعلهم قادرين على ضمان حقوقهم أكثر، من دون خوفٍ من عدم استلام حقوقهم من زبائنهم، كما أنه سيعزّز الثقة لدى الزبائن أيضاً ويضمن حقوقهم ويجنّبهم النصب الذي قد يقوم به ضعاف النفوس.

الطاقات الشابة كثيرة جداً، والمشاريع الإلكترونية كثيرة أيضاً، والانترنت بات وسيلةً سهلةً لمن لديه طموحٌ ولا يمتلك المال اللازم لافتتاح مشروع تجاري، ولكن القوانين التجارية لدينا بحاجةٍ لأن تواكب هذا التطور وهذا النمو.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3915 - الأحد 26 مايو 2013م الموافق 16 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 9:21 ص

      الكاسر

      لماذ لم تذكري اسم الدخول على الانستغرام لكي نشاهد عمل هادة الفتاه المجاهدة

    • زائر 5 | 2:46 ص

      جميل

      وايد حلو شكرا استاذة نتمنى يفتحون المجال علشان نبدأ تجارتنا اسهل واوفر واحسن

    • زائر 3 | 1:48 ص

      موضوع مهم

      من المهم بمكان الدفع بطاقات المجتمع للانتاج وتنمية النتاج المحلي وتشجيع اللامؤسسات لتصبح مؤسسات وكذلك تنمية المؤسسات الصغيرة وهذا فيه خدمة حقيقية للوطن

    • زائر 2 | 1:34 ص

      أثرياء ومواقع أثريه ومواقع الكترونيه

      ليس جديد ولكن العبرة في المعنى .. تعلم الالكترونيات وتعلم الكتروني وحكومة الكترونيه ودعايات واجد وكل الالكترونيات مجتمعه وما تتفرق وها التجار بعد عندهم محلات للالكترونيات. فاذا كانت الحكومة الالكترونيه ما تشتغل الا يدوي والتجارة الحره هم بعد الكترونيه، هذى الواحد بموهبته الكترونيه يباع ويشريه تاجر ولا موهبته تطلع الا أن يجد تاجر ولد حلال يتاجر في ها الموهبه.. وين تاجر من ها النوع يتحصل ها الايام؟

    • زائر 1 | 11:57 م

      مقال يشحذ الهمم

      تحية الى الاستاذه سوسن دهنيم
      كل مقال تكتبينه يثبت مقدرتك على شحذ همم الجمهور .. فهذا المقال يفتح نافذة لمن اغلقت في وجوههم ابواب الرزق من قبل بني البشر، ويفتق الابداعات. لكن فيه بعض الخطورة التي تكمن في احتيال البعض ممن يمتهنون هذا النوع من التجارة، وذلك بإيهام الزبون بمنتجات ربما ليست من انتاج صاحب الحساب. يبقى في النهاية خيار مفتوح لكل ذي صنعة سدت امامه ابواب الرزق

    • زائر 4 زائر 1 | 1:57 ص

      التجارة الإلكترونية للطامحين

      التجارة الإلكترونية باب رزق واسع وغني ودخوله ليس بسبب اليئس من الأبواب الأخرى وإنما هو طموح وتخطيط لمشروع أكثر نجاح من العمل في وزاراة الدولة, والغش محتمل في كل تجارة, والأمانة هي العنصر الأكبر في النجاح.

اقرأ ايضاً