اعتمدت أغلبية المجالس البلدية الخمس مسودة الاشتراطات التعميرية لذوي الاحتياجات الخاصة المرفوعة إليها من وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني، وذلك بعد إبداء ملاحظاتها ومرئياتها على الاشتراطات.
ورفعت المجالس الاشتراطات بعد اعتمادها إلى وزارة شئون البلديات لاتخاذ اللازم بشأنها وتفعيلها لاحقاً.
وفي نبذة عن الاشتراطات التعميرية لذوي الاحتياجات الخاصة، فإنها تحقق مجموعة من الأهداف الرئيسية من أبرزها: تحديد الاحتياجات اللازمة بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال المعايير الفنية والتصميمية، مراعاة أن تتضمن أنظمة البناء والتصاميم المعمارية على الاشتراطات الكافية التي تيسر لذوي الاحتياجات الخاصة للاستفادة من الخدمات المحيطة به، توجيه البلديات لأخذ الاحتياجات العامة والضرورية لذوي الاحتياجات الخاصة في الاعتبار عند تنفيذ مشاريعها، تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من المشاركة في الحياة الاجتماعية ودمجهم فيها بحيث يساهمون في تنمية المجتمع الذي يعيشون فيه، إظهار البيئة بمظهر حضاري يواكب النهضة الحضارية التي يعيشها العالم الآن بما يؤكد اهتمام المملكة بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم.
وبينت وزارة شئون البلديات أن مشكلة ذوي الاحتياجات الخاصة تتمثل في الحركة والتنقل من مكان لآخر إذ يعتمد في معظم الحالات على الأجهزة المساعدة كالكرسي المتحرك أو العكازات أو السندات. وحتى يتمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من الحركة بسهولة في مساحات مناسبة بالأماكن والمباني العامة والخاصة كالدوائر الحكومية والأسواق والمساجد والحدائق العامة والمباني التعليمية والترفيهية ومباني الخدمات وغيرها من المباني التي قد يتردد عليها، فإن الأمر يتطلب تحقيق الاشتراطات والمعايير الفنية المتعلقة بالخدمات المتواجدة في تلك الأماكن من حيث أوضاعها وأبعادها والفراغات المطلوبة. وحددت الوزارة ضمن الاشتراطات العامة أن على البلدية الالتزام بتلك الاشتراطات في مشروعاتها وكذلك أخذها في الاعتبار قبل الترخيص للمشروعات الخاصة لأهميتها في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على الحركة والتنقل بسهولة، هي تنحصر بصورة عامة في الخدمات المتواجدة خارج المباني كالشوارع والأرصفة وممرات المشاة ومداخل المباني والأماكن ومواقف السيارات ودورات المياه العامة وغيرها.
المنحدراتومواقف السيارات
وتضمنت الاشتراطات توفير المنحدرات، وهي عبارة عن أسطح مائلة تنفذ من مواد خشنة لمنع الانزلاق، وتكون بدرجة ميل محددة بالمداخل ومخارج الطوارئ والأرصفة والممرات والمستويات المختلفة التي تتغير مناسيبها. على أن تخصص مواقف لسيارات المعوقين في جميع مواقف السيارات العامة والخاصة وفي أماكن مناسبة يسهل الوصول إليها، ويكون ذلك أقرب ما يكون من مداخل ومخارج الأماكن التي يرتادها المعوقون. وأن تميز المواقف الخاصة بالمعوقين وذلك باستخدام الشعار الخاص بهم، وبنسبة 5 في المئة من المواقف العامة وبحد أدنى موقفين.
ممرات المشاة والأرصفة
وشملت الاشتراطات ما يتعلق بممرات المشاة والأرصفة، ونصت على أن تكون خالية من العوائق والبروزات وأرضيتها من مواد خشنة لمنع الانزلاق وتزود بالمنحدرات اللازمة واللوحات الإرشادية المميزة. مع عدم وضع أغطية الصرف والتمديدات في أرضيات الممرات والأرصفة، وإذا كان من الضروري وضعها فتكون فتحاتها عرضية وأن تصمم بشكل ملائم لا يعوق مستخدمي الكراسي المتحركة. بالإضافة إلى مراعاة ألا تكون ممرات المشاة بالأرصفة قريبة من الحوائط الخارجية للمباني والأسوار لمنع اصطدام ذوي الاحتياجات الخاصة بأي بروزات حادة أو أجهزة بارزة وعدم إشغالها بأية عوائق أخرى تؤدي إلى عرقلة ذوي الاحتياجات الخاصة وإصابتهم. هذا إلى جانب تزويد ممرات المشاة والأرصفة بالاستراحات والأماكن المظللة والخدمات اللازمة من مصادر مياه الشرب والهاتف.
دورات المياهالعامة والحمامات
وجاء في الاشتراطات أيضاً أنه عند تصميم دورات المياه في الأماكن والمباني العامة يراعى تخصيص جزء منها لذوي الاحتياجات الخاصة بواقع دورة مياه واحدة للرجال وأخرى للنساء (تشمل تفاصيل للدورات بمواصفات عالمية وطبية).
الاشتراطات الخاصة
وألزمت الاشتراطات الجهات المختصة كل وفق اختصاصه بتوفير الاشتراطات الخاصة الضرورية بالتعاون مع الجهات الحكومية التي تتعلق خدماتها ومشاريعها بذوي الاحتياجات الخاصة لتهيئة المناخ المناسب للمعوق وتحقيق أكبر قدر من المساعدة له. وذلك تبعاً لما يلي: أولاً الحواجز والحوامل، حيث تستخدم لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على تحديد الحركة والتنقل والتعرف على المكان ويستخدم كساند، لذا يجب تثبيته بإحكام سواء في السلم أو في المباني والمنحدرات.
وثانياً، اللوحات الإرشادية واللافتات، وهي أن يراعى في تصميمها واختيار أماكنها البساطة والوضوح سواء داخل أو خارج المباني وأن تكون في مستوى النظر ليسهل قراءتها ورؤيتها. وأن تكون الكتابة بلون مميز مع وضع العلامة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. وأما ثالثاً، وهو ما يتعلق بالسلالم، فتكون السلالم في المباني التي يرتادها ذوي الاحتياجات الخاصة أو التي يعملون بها وفقاً لعدة متطلبات، أولها أن تصمم بشكل ملائم لا يعيق الحركة، وإضافة منحدر بميل مناسبة بجانب الدرج سواء داخلياً أو خارجية لتسهيل حركة المعوق، وأن يزود السلم بحامل من الجانبين.
ورابعاً، هو ما يتعلق بالأبواب، حيث يجب أن يكون الحد الأدنى لفتحة الباب 82 سنتيمتراً ويزود من أسفله بشريحة من الخشب المطاط لدفعها بالأرجل أو بواسطة الكرسي المتحرك. وأن تزود الأبواب الزجاجية بالكامل بعلامات واضحة ملونة، استخدام الأبواب الإلكترونية كلما أمكان في الأماكن العامة التي يتردد عليها المعوقون.
الطرقات والممراتداخل المباني
وشملت الاشترطات تزويد الطرقات والممرات بداخل المباني بكل الخدمات اللازمة من حوامل ومقابض وأدوات تحكم ووسائل سمعية وبصرية وغيرها، كما تزود بالإضاءة الكافية الصحية ووسائل الإعلام الواضحة. ومراعاة عدم وجود عوائق بالطرقات والممرات كالأعمدة والعتبات وأجهزة التكييف وبرادات المياه وأحواض الزهور وغيرها، وكسو الأرضيات بمواد خشنة غير زلقة، إلى جانب تزويد مداخل المباني العامة بالدور الأرضي بمكاتب خاصة للتعامل مع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة من الجمهور.
تصميمات المساجد ودور العبادة
واعتبرت الاشتراطات مسألة إعداد وتهيئة المسجد ودور العبادة كموقع ومبنى من أهم الخدمات التي تقدم ذوي الاحتياجات الخاصة نظراً لما للمسجد من دور أساسي في حياة المسلم، الأمر الذي يحتم توفير جميع الاشتراطات والمعايير الفنية السابق ذكرها ضمن محتويات هذه الدراسة عند تصميم المسجد. وإلى جانب ذلك فإنه من المناسب مراعاة عدة اشتراطات هي: توفير مواقف خاصة للسيارات، عمل المنحدرات اللازمة في الأماكن المطلوبة حسب الاشتراطات الخاصة بها، مراعاة حركة فتح الأبواب، توفير دورات مياه خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، دراسة نظم الإضاءة والصوت داخل وخارج المسجد.
العدد 3915 - الأحد 26 مايو 2013م الموافق 16 رجب 1434هـ