العدد 3914 - السبت 25 مايو 2013م الموافق 15 رجب 1434هـ

مودة ورحمة

يبقى الإنسان ناقصاً بذاته فقيراً إلى الآخر، فثمّة حاجةٌ فينا تجعلنا نرغب في الآخر وننجذب نحوه، فهذا النقص هو ما يحركنا نحو الآخر أو نحو سعينا إلى الكمال، ولا يكتمل الرجل إلا بوجود المرأة التي تعزز وجوده وتبقي على أساس الحياة.

وتعتبِر الكثير من الأديان والأعراف الإنسانية الزواجَ الرابطةَ الأمثلَ لجمع المرأة والرجل في علاقة هي الأمثل والأكثر سمواً على الإطلاق، لا بل هي الأجمل والأكثر إنسانيةً؛ إذ يتم تعريفها بأنها «مودة ورحمة»، وتُعرَّف المودة بأنها «الحب الشديد»، أما الرحمة فهي «الاهتمام والرعاية بداعي الشفقة»، وهذه تُعَد التركيبة السحرية لبقاء الزواج للأبد، فبعد أن نمرض ونشيخ حتى بعد أن يرهِق الروتين العلاقه الزوجية أو ضغوط الحياة المختلفة تبقى الرحمة هي من تظلل هذه العلاقة؛ لذلك فالحب هو المعادلة الصعبة لبقاء علاقة الزواج بصحة، وهو ما تكشفه دراسة عن هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الحب الذي له دور في استمرار العلاقة الزوجية بالإضافة إلى إضفاء الحب على علاقة الأم بوليدها وغيرها من التأثيرات على مراكز الدماغ.

وتبقى العلاقة الزوجية أرفعَ من العلاقة الحسية الجسدية بكثير، فهناك الكثير ممّا يرتبط بالحالة النفسية وردّات الفعل بين الشريكين، وهذا ما يتحدث عنه العالِم النفسي أدلر عن رابطة الحب فيقول إنها «خليطٌ من القوة والحنان فكلٌّ من الرجل والمرأة بحاجة إلى العطف والرعاية من الشريك». ويعتبر علماء النفس أن الجانب الحسي في الحياة الزوجية – ولاسيما لدى المرأة - بحاجة إلى تهيئة وإعداد نفسيَّيْن؛ ما يضمن التقاء وانغماس الشريكين في لحظة حب، وعلى العكس فالتوتر والاستعجال يعرّضان العلاقة الحسية والعاطفية للخطر بين الزوجين وخصوصاً في بداية الزواج؛ لذا عليكم بالحب جرعةَ حياةٍ لا تنضب لعلاقاتكم...

ودمتم بحبّ...

العدد 3914 - السبت 25 مايو 2013م الموافق 15 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً