تواصل مجاز للثقافة حفرها في الغائر الشعري والبحث في تخوم الإبداع عن الجديد والإضافة دائماً، وسط هدوء ينتحي جانباً، وصخب يشتعل يوميّاً ودائماً.
وفي فسحتها لهذا الشهر اختارت مجموعة مجاز أن تجترح هذه المرة لأصدقائها عملية «قلب مفتوح على الهاوية» كما تروق لها التسمية على طريقتها عبر استضافة كل من الشاعرة سمية جميلي والشاعر عبدالله الكليبي والعازف علي عليوي في أمسية شعرية علّ القصيدة تجد بين المحبين من يشاطرها الهموم، ويكون شريكها في الأمل، وذلك بحضور مجموعة من المبدعين والشعراء والمثقفين والأصدقاء.
وبين أوتار العليوي اندست الحروف واندغمت الآهات لتكون معزوفة تأخذ الحضور إلى حيث اختارت سمية جميلي أن تضعهم في شيء من الرجاء «لا تُصَعِّب عَلَى قَلبِي الأَمرَهَكَذَا... آنا الـ جرّحت ايدي ب إيديّا» كُلُّ هَذَا الصَّمتُ الذِي يُشَكِّلُنِي فِي هَيئَةِ صَبِيِّةٍ صَغِيرَةٍ تَتَعَثَّر... تَنْحَنِي فِي شَقٍّ فَادِحٍ مِنَ القَصِيدَة... وَتَبْكِي. لا تُدِيرُ قَلبَهَا جِهَةَ عَينِكَ الوَاسِعَة حَدَّ اهتِرَاءِ صَبرِه الدَاكِنَةَ حَدَّ امْتِزَاجِ قَلَقِهِ اللَّينِ بِمِلحِ الكَونِ فِي دَمْعَتَين. الصَّبِيَةُ الصَّغِيرَةُ التِي تَعقِدُ خَصرَهَا بِفِيُونَكَةٍ وَ تَغرَقُ عَلَى كَتِفِ صَدِيقِهَا تَتَكِئ فِي تَدَاعِيهِ المُرّ لِتُحَدِثَهُ بِشَغَفٍ عَنْ وَلَدٍ أَسمَرٍ أَحَبَّتهُ وَتَرَكَ فِي صَدرِهَا قَلبَاً مَفتُوحَاً عَلَى الهَاوِيَة... الصَّبِيَةُ الصَّغِيرَةُ التِي كَفَّتْ عَنْ تَوَسُّدِ صَوتِكَ أو الاهتِمَام بِتَعَبِكَ المُجَدَّلِ فِي ضَفِيرَتِهَا أَو تَرَقُّبِ عَرضِكَ المَسرَحِيِّ وَالعِنَاقَ الذِي تُوصِدُهُ عَلَيكََ خَلفَ الكَوَالِيس أو اِنتِظَارِ أُمسِيَةٍ مُوسِيقِيَّةٍ لِتَتَوَقَّعَ حُضُورَك أو أَنْ تَنْعَطِفَ ضَرُورَةً جِهَةَ مَنزِلِهَا أَو أَنْ تَتَسَرَّبَ إِلَيهَا سِرًّا فِي إِهدَاءِ أُغنِيَةٍ أَو أَنْ تُحَدِّثَهَا ذَاتَ صَبَاحٍ عَنْ رَغبَةٍ قَدِيمَةٍ فِي تَذَوُّقِ شَفَتَيكَ لِكُوبِ قَهوَتِهَا الذِي مُبَقَّعَةٌ حَوَافُّهُ مِنْ أَحمَرِ شِفَاهِهَا... أَو بِبَسَاطِةٍ تَامَّةٍ، أَنْ تَزرَعَ حُزنَكَ فِي أَقصَى بُحّةِ صَوتِهَا كَي لا تَقُولَ شَيئًاً.
أما الشاعر عبد الله الكليبي فراح يبحث في أقبية الحب عن سيرة مختصرة فمهد أن «يبدو للوهلة الأولى لنا طراوة هذا الحب الفجائي، وأننا حين زمن ما اعتقناه، عرضناه للذكريات السيئة والآخرين، فصرنا لا نستسيغه ورحنا نبحث عن غيره.
شريطة الحب
أن تكون لك ذاكرة مخلصة... مخلصة وقابلة للنسيان، المحو في أي وقت تتراكم فيه الأشياء المأساوية .. على سبيل المثال: الحب نفسه.
- الحب: الرذيلة التي نفتعلها حين يقوم آخرون بها... لقد قال رجل ما: إن النهايات شيء مشئوم، فأنا دائمًا عالق مع أول امرأة بشكل درامي.
ثم يواصل الكليبي متسائلاً: «من أنا؟ ضفيرة أول امرأة ماتت بسببي، تلابيب تحاول أن تبقى في البدايات دائمًا... البدايات التي لا تكبر أو تخون..: لنتريث؛ أنا غاضب من الحب فأشتمه، وأعود إليه في الأيام الباردة... يقول الشاب: الحب لي وحدي، لا ازدراء في ذلك، ولا شجاعةً فيه أيضًا .. تقول المرأة المليئة بأحدهم: الحب، الكبت الذي يجعلك مستيقظًا في حلم أنت لا تزال عالقًا فيه، ولا مهرب... سوى أن ترتطم بالسرير أو تسقط منه... يقول الشاعر: الحب، اللعبة العظيمة التي نلعبها من القدر، بخسارتنا الفادحة... نحن نراهن بقلوبنا مجددًا يقول المقامر الذي خسر حبه للتو على الطاولة: الحب ما لا تقوله أمي بوجه أبي، ما يخجل أبي فعله أمامها كقبلة خاطفة أمامنا... كفلم سينمائي معرض للتقطيع، وإثارة إحباط للمشاهدين، العشاق منهم: الحب... أن نقطع أحاديث بعضنا البعض، وينسى كل واحد جانبه من القصة ليضحك، ليتأمل أنه لم يعد يتذكر، لماذا توقف أو ضحك أو أنه يفكر بهذا الشيء.
العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ