استضاف مركز كانو الثقافي كلا من الشاعر العراقي صالح الجشعم والشاعر العماني حسن المطروشي، وذلك في أمسية شعرية ضافية بحضور رواد المركز ونخبة من المثقفين والشعراء والمهتمين والأصدقاء، وبتقديم من الشاعر علي عبد الله خليفة الذي أكد أهمية تجربة كل من الشاعرين واعتزاز مركز كانو الثقافي باستضافتهما في مملكة البحرين لما لهذه الاستضافة من دور في الاحتفاء بهما وبتجربتهما الشعرية، ورفد التجربة البحرينية الشعرية بالتواصل مع أصوات شعرية متنوعة عربيّاً وخليجيّاً.

قدم الشاعران خلال الأمسية الشعرية مجموعة من قصائدهما وسط تصفيق وتشجيع من قبل الجمهور احتفاء بالشاعرين وبتجربتهما الإبداعية.

بدا العراقي صالح الجشعم شاعراً تنام همومه بين يده، وتصنع من هواجسه مخدة، تقلبه يميناً ويساراً، هو شاعر تعب من الظلام، تعب من الغش، لكنه في المقابل يشكر الصدفة التي جمعته بمن يحب، لتأخذه عيون المحبوب إلى حيث يعلم أو لا يعلم، وليتوه في دروبه بين الحلم والواقع، ثم يجد نفسه يعبر في ربوع الخليج من دوحة إلى أخرى يتقرّى الأسماء والأماكن، وفجأة يتلاشى المحبوب فلا يبقى منه سوى حسرة في الحشى وطيف رهيف مرَّ سريعاً فيظل يرصده متى يعود.

أما الشاعر العماني حسن المطروشي فيبدو في لحظة قلق أعمى لا الطير يدله على الطريق، ولا الأفق ينفتح له كما يشاء، كمن تاهت الاتجاهات من بين يديه، وغاب في ذاته، وهو يبحث عنها سنين طويلة، ومرة أخرى ينبعث فيه النسك فيصيح بين المعذبين، وهو يخبئ دمه بين الأزقة، والأبواب تسائله فيجيب، هي جثتي من ترجمون وربما كانت عظامي هذه القضبان، فيسوق نبوءته بينهم بيني وبين الميتين مسافة هي قدرما يتنهد الربان.

من قصيدة: شروق

وإذ تشرق الشمس في عين مسقط

يكتمل الورد في الاتكاءْ

وأُمعنُ في (رزحةِ) الريحِ

تُلقي العصافير فوق شفاهي

عناقيدَ رغبتها في البكاءْ

كباسطِ كفَّيه للماءِ

أحصى انهيارات وجهي

المقطَّب فوق وسائد هذا الفراغِ

الذي عشتُهُ،

وافرَ الجدب مثل غصون الشتاءْ

أرى الآن طفلاً يهرول من جهة البحرِ

يفركُ ما استورثَتْهُ أصابعهُ

من غبار الحقولْ

وفي حذرٍ يفتح القلب شطر الوراءْ

حتى إذا الليل جنَّ عليه،

رأى كوكباً

- ربما مثله -

خارجاً عن مدارات وهْمِ الفصولْ