كثرت التكهنات في الآونة الأخيرة ومع فتح باب الترشح لشغل عضوية مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم للسنوات الأربع المقبلة وكذلك الترشح لمنصب الرئاسة، إذ دارت الرحى بشأن العديد من الأسماء التي من المُمكن أن تدخل للمجلس الجديد وخصوصاً في ظل المنعطف الهام الذي يمر به الاتحاد إثر رحيل الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وتوليه منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي للعبة.

والآن قد اتضحت الصورة بشكل نهائي من خلال إغلاق باب الترشح الليلة قبل الماضية بتزكية الشيخ علي بن خليفة لرئاسة الاتحاد بسبب عدم ترشح أي شخص آخر لمنافسته، في حين أن 16 مترشحاً تقدم لشغل عضوية مجلس الإدارة وسيتم اختيار 9 منهم فقط يوم العاشر من يونيو/حزيران المقبل لقيادة الكرة البحرينية للسنوات الأربع القادمة.

ومن وصول الشيخ علي للرئاسة بعد سنوات عدة قضاها في منصب نائب الرئيس فإن العديد قد تحدث بأنه الشخص الأنسب لتولي هذا المنصب؛ نظراً للخبرة التي اكتسبها، ولكن هذا الأمر يجب أن يثبته الرئيس الشاب في الفترة المقبلة، وأن تكون الأحاديث التي تركزت على أفضليته لقيادة الكرة البحرينية في السنوات المقبلة بمثابة التكليف له حتى يبذل جهوداً أكبر من أجل المضي بكرتنا للطريق الأفضل، وأيضاً الأعضاء الذين ترشحوا للمجلس الجديد أتمنى منهم أن يكونوا أكثر فاعلية وحيوية حتى يسهموا في أن يكون عطاء الاتحاد أفضل من ذي قبل، وخصوصاً أننا شهدنا في الفترة الأخيرة تقصيراً واضحاً في العمل وهو ما انعكس على المُخرجات، وهذا الأمر لم يكن بسبب عدم كفاءة البعض بقدر ما كان رغبة البعض في جعل أنفسهم مجرد (تكملة عدد) للوصول لأهداف شخصية معينة، وهذا الأمر لا يمكن نكرانه، وطبعاً في أي مجال من مجالات الحياة وفي أي جهة، إذا تم تقديم المصلحة الشخصية على العامة فإن النتيجة تساوي صفراً، أو أن النتيجة تكون مخيبة إلى حد كبير!، وهؤلاء (البعض) لا أتوقع نجاحهم هذه المرة، كونهم لم يقدموا ما يشفع له بمواصلة المشوار للسنوات الأربع القادمة، وهؤلاء استفادوا من الاتحاد في حين أن الاتحاد لم يستفد منهم، ولذلك أتوقع أن تنجح بعض الوجوه الجديدة وخصوصاً الشابة منها، بالذات كون الاتحاد بحاجة للتجديد بشكل كبير، فالمرحلة القادمة أهم من ذي قبل وحجم المسئوليات أكبر بالتأكيد.

ومن الأمور الهامة التي يجب أن يُركز عليها المجلس الجديد القادم هو كيفية تسيير مسابقاته بالشكل الصحيح والمطلوب، فهذه المسابقات هي (عصب) الاتحاد؛ نظراً لاستمراريتها لأشهر طويلة في السنة الواحدة ومشاركة جميع الأندية فيها، بالإضافة للكم الكبير من اللاعبين في جميع الفئات المشتركين فيها، فهي بحاجة للتطوير والثبات في برامجها وجداولها مع تشكيل لجنة خاصة بها بدلاً من تركها على شخص أو شخصين يقومون بتسيير أمورها، في حين أن هذين الشخصين أيضاً عليهم مسئوليات أخرى كبيرة، وهذا عدم إغفال بعض الأمور الأخرى الهامة في الاتحاد. وختاماً نتمنى التوفيق للمجلس الجديد الذي سيتم اختياره، وأن يكون فعالاً ومعطاءً أكثر حتى يكون مختلفاً عن السابق، وهذا لا يعني أن المجلس السابق كان سيئاً لكن أخطاءه كثيرة ومخرجاته لم تكن كما يجب.