العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

أهداف استعمارية وراء تقسيم الشرق إلى أدنى ومتوسط وأقصى

انطلاقاً من دوافع جيوسياسية واستراتيجية وإمبريالية تم تصنيف الشرق إلى أدني وأوسط وأقصى، يعود هذا المصطلح إلى عهد قريب نسبياً وهي بدورها مصطلحات مجازية من صنع أوروبي لا يخلو في الواقع من اعتبارات عنصرية واستعمارية. تشكل امتداداً للشرقين الأدنى والأقصى وكذلك الأوسط وهي أغنى المناطق بالنفط والغاز والمعادن وتتمتع بمركز استراتيجي مهم بين القارات الثلاث أوروبا وآسيا وإفريقيا. يحدثنا التاريخ أن هذا المصطلح يعود إلى عقد 1850 في مكتب الهند البريطاني ثم أصبح أكثر استعمالاً عندما استخدمه الاستراتيجي البحري الأميركي الفري ثاير ماهان عندما كانت الإمبراطوريتان البريطانية والروسية تتصارعان في شرق آسيا التي صارت يطلق عليها اللعبة الكبرى. أدرك ماهان ليس الأهمية الاستراتيجية للمنطقة بل إن مركزها الخليج العربي فقد أطلق على المنطقة المحيطة بالخليج العربي «الشرق الأوسط»، وقال إنها بعد قناة السويس والسيطرة عليها لمنع تقدم الروس نحو الهند.

أما المنطقة الجغرافية التي تضم إقليمي الشام ووادي شط العرب البصرة (العراق) المطل على الخليج والواقع شرق البحر المتوسط وتحدها شرقاً إيران وشمالاً تركيا وجنوباً جزيرة سيناء وبلاد الحجاز فقد أطلق عليها عالم الآثار الأميركي جيمس هنري برستد بالهلال الخصيب. ومن حضارات الهلال الخصيب السومرية، الأكادية والبابلية والآشورية والآرامية والكلدانية، هذه الحضارات لم تكن عربية كما أرخها المرحوم جواد علي في سفره القيم المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (طبعة دار العلم للملايين) ج 1 ص 573: ليس من السهل علينا التعرض في الوقت الحاضر للصلات التي كانت بين العرب الشماليين وبين حكومات الهلال الخصيب في أقدم العهد التاريخي المعروفة التي وقفنا على بعض ملامحها ومعالمها من الآثار.

خوفاً على هذا الهلال الخصيب الذي يحتضن أصل العروبة والفكر العربي الأصيل من التمزق، هذا الهلال كما يسمونه من قديم أرض الحضارات، أرض الأنبياء والرسل، والعلوم والزراعة والتجارة والتاريخ والثقافة، كان بالفعل خصباً قبل أن ترى أميركا وأوروبا النور. ماذا لو تمزق إلى دويلات طائفية وعرقية ومذهبية ليسهل على العدو الصهيوني تدميره والإمبريالية والاستعمار الاستحواذ على أرضه وثرواته الزراعية، وبتروله وحضارته العريقة كما نشهده الآن في سورية والعراق.

لم يكتف المستعمر من إطلاق تسميات ومصطلحات على العالم العربي والإسلامي بل خلق التوتر والحروب والحقد والعداء بين مكونات سكانها واستولى على ثرواته ورسخ حكومات دكتاتورية وأنظمة شمولية تروق له وتحفظ مصالحه وتستبقي على نفوذه متجاهلاً دور شعوبه، ولم تكتف من ذلك بل زودت تلك الأنظمة بأنواع السلاح لقمع كل من يطالب بالحرية والديمقراطية والمساواة بين جميع مكوناته.

علوي محسن الخباز


من وحي قصص الفساد الإداري والمالي

هذه قصة رواها لي صديق قبل عدة سنوات، مفادها أن أخاه الذي كان يعمل في إحدى دول العالم الثالث مع شركة أجنبية ارتأوا إقامة مشروع صناعي في تلك الدولة، فأعدوا أوراق دراسة المشروع وكان عليهم مقابلة الوزير المسئول عن إصدار تراخيص لهكذا مشاريع للحصول على الترخيص المطلوب. وتمت المقابلة ولكن نتائج المقابلة لم تكن في صالح تلك الدولة، فأثناء مناقشة المشروع للنظر في الجوانب المختلفة لمردود المشروع على أصحابه وعلى البلاد الذي سيقام فيه اكتشف طالبو الترخيص أن الوزير سيصدر لهم الترخيص المطلوب ولكن بشروط شخصية ليست لها علاقة بالمصلحة العامة وهذه الشروط تتلخص في أن يتلقى الوزير مبلغاً مالياً نقدياً، فتردد أصحاب المشروع ولكنهم وافقوا عليه هذا أولاً، وثانياً أن يمنح الوزير مجاناً نسبة معينة في رأس مال الشركة فترددوا مرة أخرى ولكنهم اضطروا للموافقة عليه، وثالثاً أن يوافق الوزير على الشركة التي تحصل على مناقصة بناء المشروع وهنا كانت الطامة الكبرى حيث إن أصحاب المشروع كانوا لا يريدون أن يتدخل أحد في الأمور الفنية لأن هذا يمكن أن يؤثر سلباً على إقامة المشروع فترددوا ولم يوافقوا ونقلوا مشروعهم إلى بلد آخر.هذه قصه قصيرة لسلبيات تفشى الفساد الإداري والمالي في العالم الثالث... والسؤال الكبير متى تأخذ العظة والعبرة هذه الدول وتضع حداً لهذا المرض السرطاني؟

عبدالعزيز علي حسين


كيف ترى ملجأك؟

سؤال ضاع في الحروب والملاجئ من زمن بعيد، أعدت طرحه على أمي وأبي المقبورين فلم يجيباني بعد، فإلى من أوجهه ؟ صحت في الفضاء الفسيح لعلي أوصل صيحاتي واستغاثاتي إلى المبنى المفروش لكبار القوم وهو ما تعرف بالأمم المتخاذلة، حتى عاد صدى صوت لي قائلاً كيف ترى ملجأك!

هل أوجهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المدفون في قضايا الربيع العربي؟ أم إلى أبوهم الذي علمهم كيف يصنعون الملاجئ بعد تشريد الأطفال والنساء في البوادي والقفار؟ من أجل عيون وليدتهم «إسرائيل»... إلى من أوجهه؟ مع علمي أنني لن أجد من يجيبني، لقد عادت سياسة الملاجئ من جديد والتي اكتوت بها أطفال ونساء أفغانستان ولبنان أولاً ثم حلت الصومال ثانياً تلتها العراق والآن يشهد الشعب السوري أكبر ملاجئ ومخيمات موزعة على ثلاث دول (تركيا والأردن ولبنان) أما أطفال الصومال فقد توفي نحو 260 ألف صومالي نصفهم من «الأطفال «دون الخامسة بسبب الجوع والعري بين أكتوبر/ تشرين الأول 2010 وأبريل / نيسان 2012 اي ما يعادل 12 ألفاً شهريّاً و30 كل يوم يموت منا!

فما ذنب الصغار إذا خلقوا على أرض دامية كل يوم تشهد حاكماً جديداً وانقلاباً جديداً؟ أو ما ذنبهم وهم يولدون على أصوات دبابات أو على صوت صاروخ أرض أرض؟ أم ما ذنبهم إذا طالبوا بالديمقراطية والعدالة في حين نسمع أن جف وجون وروبي وأليزابث يعيشون في دول مستقرة وانتخابات حرة ويولدون في مستشفيات وعيادات خاصة وتهاني وبطاقات معايدة وبوفيهات لأمهاتهم حيث يأكلون على أنغام الموسيقى! تظللهم شمس الحرية وتغفو أعينهم على أنوار خافتة، أما نحن في العالم العربي فللأسف ينظرون إلى عدد أمواتنا فقط ويحصونهم كما يحصى الكباش والخرفان النافقة، لكن لا ينظر إلى هياكلنا واجسادنا الآيلة للسقوط، أتعرفون لماذا؟ لأنهم مشغولون بالتسوق وانتقاء أفضل النماذج والموديلات الحربية من الطائرات والمعدات الحربية والصواريخ بمليارات الدولارات لمحاربة بعضهم بعضاً، ونحن غارقون في شبح الموت والمستنقعات الآسنة، ننتظر وصول ممثلات أجنبيات سافرات وسفيرات عربيات أو ملكات جمال الكون تمر بنا بين فترة وأخرى لتأخذ صوراً لهياكلنا ثم نسمع عنها ترشحهها لمنصب حاكمة أو وزيرة مفوضة، أو ننتظر وصول اكياس الذرة والحليب المجفف ترمى علينا من طائرات من السماء، وقد لا تصل إلينا إلا ومدة صلاحيتها انتهت، ما هذه المهزلة، بالأمس فقدت إخواني الصغار فما عدت ألعب معهم، حتى عدت إلى مخيمي خاوي اليدين!

مهدي خليل


الحاجة إلى وعي وطني

من أجل غرس روح الحب والولاء والانتماء إلى الوطن والاعتزاز به، في هذه المرحلة لابد لنا من نشر الوعي الوطني بين أبناء المجتمع البحريني بكل تنظيماته وتكويناته وفئاته، ووعيهم لما يجب عليهم فهمه وإدراكه في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن، حيث يستفزُني جداً سيل التعبيرات التي يرددها الكثير من المنظرين ممن يدعون الوطنية، من دون أن يكون لهم جهد في تقمص معطيات ومقتضيات هذه التعبيرات وكثيراً ما يرددون مفاهيم (الوطنية - المواطنة، والوعي الوطني، والحرص الوطني، الحس الوطني، الوازع الوطني، الوحدة الوطنية - البحرين أولاً) من دون وعي وطني حقيقي، فعندما تمعنت البصر والبصيرة، بحثاً عن الحريصين حقاً على مصلحة الوطن والوطنيين الواعين حقيقة ممن يتشدقون بتلك التعابير الرنانة وخصوصاً عبر صحفنا المحلية ومن خلال مقالات الكثير من الكتاب والذين كثيراً ما يكررون تلك المصطلحات في كتاباتهم، عانيت الأمرين من دون أن أحصل على مرادي والسبب من وجهة نظري يتمثل في أن هذه المفاهيم التي لابد لها أن تكون بمعزل عن كل رداء فصائلي أو جهوي أو غيره يلبس من قبل هؤلاء ذاك الرداء ليخلع عليها ما يشاءون من الأردية التي تحاك في دكاكين الفصائل والتكتلات والأحزاب والقوى المتنازعة والمتصارعة بحثاً عن المصالح الذاتية الآنية والفئوية، فيدسون السم في العسل، مبتعدين عن المصلحة العليا للوطن، وإدراك مقتضيات التعايش والعيش كأبناء وطن واحد نتساوى في الحقوق والواجبات، وأن الوطن أخذ وعطاء، وبعيداً عن ثوابت الانتماء الوطني والالتزام بها، والحفاظ عليها في وعاء الإنسان المكين (القلب)، ووعيها.

إن الوعي الوطني - عزيزي المواطن - يعني إدراك احتياجات الوطن والعمل على المشاركة كل بحسب طاقته في الحفاظ عليها، ويعني الحفاظ على مقدراته وصون إنجازاته والذود عنه وتحييد كل دعوة فئوية تنتقص من رفعته، والحفاظ على المسمى والحيز المكاني للوطن شوارعه مرافقه مدارسه مساجده ترابه شجره مائه وهوائه وتراثه وآثاره وتاريخه.

وليس كما هو حاصل اليوم بكل أسف وألم حيث وظف وسُخّر هذا المفهوم (الوعي الوطني) لخدمة برامج سياسية وأجندات حزبية شللية، منبثقة من عدم وعي سياسي بواقع الوطن وقضايا المواطنين، وليس الوعي السياسي إلا جزءاً يسيراً من الوعي الوطني الأشمل.

إن المساس بأي من مكتسبات الوطن العزيز، بالاعتداء على الأملاك العامة، والاستقواء على الضعفاء، وتوظيف الثقل الفصائلي والتكتلي والتحزبي لردع الآخر ومصادرة رأيه، بقتله أو جرحه أو الانتقاص من إنجازاته أو تعطيل نشاطاته كتعطيل حركة السير وإغلاق الطرقات كل ذلك هو تعبير عن نقص في استيعاب المفهوم وتراجع في الوعي الوطني المنشود.

فعلينا أن نؤمن بأن الوطن وطن الجميع ولن يكون وطناً إن تفرقنا بل سيكون أشلاء، وسيلعننا التاريخ، ولن تغفر لنا صفحاته، بل لن يغفر لنا الله لأنه أمرنا بتعمير الأرض (الوطن) فخربناها، بسبب تغييب الوعي الوطني. لذا تتطلب المرحلة القادمة وعياً وطنياً ملتزماً وجاداً وإدراكاً لمتطلباتها، يعين أفراد الشعب على حفظ أمن وسلامة الوطن والمواطن وسيادة البلاد، كما تتطلب العمل على إنماء الوعي الوطني بين المواطنين بشكل موسع واستخدام وسائل الإعلام بكفاءة وذلك لتنمية استراتيجية زرع الثقة بين أطياف المجتمع البحريني التي غابت بسبب غياب الوعي الوطني.

عبدالعزيز علي عبدالله


قتلت الشخص الجميل...

بحلقت بجمود في مرآتها وقالت: أين زينب؟

ثم شهقت بعنف وأردفت بفزع: هل قتلتينها؟

أرخت جفنيها وبحلقت في الأرض وقالت بانكسار:

أي والله لقد قتلتها.

كللت فؤادها غصة واختنقت مشاعرها داخل صدرها... أي والله لقد قتلت زينب... زينب التي لم تكن تفوت فرضاً أو تلاوةً... التي كانت تتسابق للعبادة والأعمال... زينب التي كانت رمزاً للمرأة المسلمة... تفوقت بنشاطاتها وذكائها في قريتها إذا ما حلت مناسبة دينية تراها تتلألأ وأول المشاركات أو الحاضرات في المأتم... أنا حقاً ذبحتها بلا رحمة... قتلت تلك المرأة في داخلي قتلت نفسي من دون أن أشعر حتى بوجع الموت.

يا ترى هل نجرأ جميعناً أن نحاور أنفسنا في المرآة... نسألها لماذا قتلت الشخص الجميل الذي كان في داخلنا؟

حواء الأزداني


غناوي العيسى

مِنْهُوْ بِـدَأ أَوَّلْ

يَغْلُطْ عَلَى الثانـي

اِلْغَدْرْ لُوْ نَسّاكْ

جَرْحي ما نَسّانـي

تَحَمَّلْتْ اِلألَـمْ

وُداوِيْتْ جْرُوْحـي

وُقَلْبي ما سِلَمْ

مِنِّكْ وَلا رُوْحـي

وُدارَتْ دِنْيِتـكْ

وِاللي هَوِيْتَهْ راحْ

وُسالَتْ دَمْعِتـِكْ

وُراحَتْ اِلأفراحْ

وُجِيْتْ اِتّرَجاني

وُتْقُوْلْ سامْحِيْني

هَيْهاتْ يا جاني

آمِدْ لَكْ اِيْدِيْنِـي

خليفة العيسى

العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً