العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ

القطان: الذنوب وأكل الحرام يمنعان البركة في الرزق... والإيمان الحقيقي يجلبها

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، أن الذنوب والمعاصي وأكل الحرام من بين الأمور التي تمنع البركة في الرزق، مؤكداً على ضروري الإيمان الحقيقي بالله سبحان وتعالى، لجلب الرزق والبركة فيه.

وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (24 مايو/ أيار 2013)، أن «من أسباب عدم البركة أكل المال الحرام وتناوله والاستهانة بذلك أخذاً وعطاءً، وقد كثر في هذا الزمان ذلك المنكر العظيم، واتسع فيه الخرق على الراقع، في معاملات الناس فيما بينهم، وفي التخوض في أموال إخوانهم العامة بغير حق»، متسائلاً: «كم من الناس من يتعامل بالربا الذي لا مرية في حرمته؟، وكم من الموظفين والعمال من يأخذ الأجر ولا يقوم بالعمل كما ينبغي، وكم من الناس من يتلاعب بأموال المسلمين ومقدراتهم؟، سواء بأخذ الرشوة جهاراً نهاراً، أو الاقتطاع من مستحقات المشروعات والمرافق العامة، أو بأخذ ما لا يستحقه من انتدابات أو سفرات أو زيادات أو علاوات أو أراض ومنح وامتيازات في الدوائر والمجالس والمؤسسات. أفلا يكون ذلك سبباً في نزع البركات وقلة الخيرات، والتي من أبرز معالمها الواضحة عدم استجابة الدعاء؟!».

وذكر أن «من أسباب عدم البركة البخل والشح وعدم الإنفاق في سبل الخير وأوجه البر، فكيف يبغي البركة بخيل ممسك تدعو عليه ملائكة الرحمن بالتلف؟! وكيف ينتظر البركة شحيح نحيح بخيل لا يفعل خيراً ولا يدعى له بخير؟! ألا فلا نامت عين كل هَلُوع مَنُوع، جَمّاع للمال مَنّاع للخير، يحسب أن بركة المال في وفرته، وما علم أن بركته في الانتفاع به، وهو ما لم يذقه هو ومن على شاكلته».

وأشار إلى أن من أهم وأقوى أسباب عدم البركة «ضعف الإيمان في النفوس، وانعدام التقوى في كثير من القلوب، حتى عاد كثير من المسلمين لا يرجون لله وَقَاراً، فعصوه ليلاً ونهاراً، وخالفوا أمره سراً وجهاراً، واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً. لقد أصبح جمهور الناس اليوم -ولا حول ولا قوة إلا بالله- لا يقيمون لأوامر الدين ونواهيه وزناً، ولا يعطونها اهتماماً ولا قدراً، بل لقد أصبح بعضهم لا يلقي لها بالاً بالكلية، إذ تأتي عنده في المرتبة الأخيرة من اهتماماته، وتجيء في مؤخرة أولوياته».

وأضاف «انظروا إلى الصلوات الخمس، أهمّ أركان الدين العملية، كيف تجرّأ كثير منا اليوم على تركها وتهاون بأدائها، وكأنها عنده أمر اختياري عادي، يخضع لهوى نفسه ورغباتها. كم من المسلمين اليوم من يخرج زكاة ماله، ويراقب الله عز وجل في أوامره ونواهيه،؟! والله لو صدق كل منا مع نفسه وحاسبها محاسبة صادقة لوجد أخطاء لا يحصيها العَدّ، ولا يبلغها الحَدّ، لسنا بحاجة إلى تعدادها والتفصيل فيها، فكل أدرى بنفسه وأخبر بحاله».

وزاد القطان في أسباب قلة البركات ونزعها، قائلاً: «تعلق الناس بالمال والدنيا، وغفلتهم عن المآل والأخرى، حتى لقد أصبح كثير منهم يوالي في المال ويعادي فيه، ويحب له ويبغض من أجله، ويرضى إن أعطي ويسخط إن منع، وإلا فقولوا لي بربكم: ما شأن هذه المنازعات التي أقضّت مضاجع القضاة؟! وما سبب تلك المرافعات التي شغلت المحاكم؟!، وما نهاية تلك القضايا المستغلقة المتعسّرة التي مضى عليها عشرات السنين؟! ولِمَ يتهاجر إخوان ويتقاطع جيران، ويتعادى أبناء وطن واحد؟!».

وطرح تساؤلات عدة، من بينها «على أي شيء تنقضي أعمار كثير من الناس؟! أعلى ما يرضي الله وفي طاعة الله، أم إنه في سبيل الشيطان وإغراق في المعصية وتفريق بين الأخ وأخيه وابن العم وقريبه؟! إنه لا يستطيع أحد من المتهاجرين المتصارمين أن يقول: إنه هجر أخاه لأنه لا يصلي، ولا يقدر أحد من المتخاصمين المتقاطعين أن يدعي أنه أقام على من خاصمه دعوى لأنه عاص لله، إذاً فمن أين ننتظر حلول البركة في أموالنا وأرزاقنا ونحن قد جعلنا هذا المال هدفنا ومُبْتَغَانا؟! من أين ننتظر البركة ونحن قد أصبحنا عبيداً للمال خدماً لسلطانه؟! من أين تأتينا البركة وقد أصبح المال محركنا وهو الذي يسكننا، وهو الذي يرضينا ويسخطنا؟! من أين تأتي البركة وصاحب الفضل يبخل بفضله والغني يمنع خيره ولا يمنح رِفْدَه؟! يا لها من تعاسة ما أشدها على الأفراد والمجتمعات! ويا لها من انتكاسة ما أقوى أثرها على القلوب والنفوس!».

وفي سياق خطبته، تحدث إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي عن أسباب منح البركة، مبيناً أن «البركة يمنحها ويسلبها المولى جل وعلا، إن العبرة يا عبدالله ليست بما تملك من مقومات المادة، وليست العبرة بما تملك من طاقات وقُدرات إذا سلبت البركة من كل ذلك، بل إن القليل من المادة والقليل من الطاقات مع بركة الله، تفعل الأعاجيب... فأنت قد تُعطى الملايين، لكن تنزع منها البركة فتجد شقاءها في الدنيا قبل الآخرة، تملك الملايين، لكن لا تتمتع بها لأن البركة منزوعة منها، وقد لا يكون معك إلا راتبك الذي لا يوصلك لآخر الشهر، لكن يبارك الله في هذا القليل فتعيش الحياة الهنيئة السعيدة أنت وأهلك وأولادك».

وأكد أن طريق البركة «واحد لا يتعدد، والحصول عليه لا يتغير، من أراد البركة فعليه بالإيمان، الإيمان الحقيقي لا الإيمان الصوري. من أراد البركة في رزقه وماله وولده وعمره وعلمه فعليه بتقوى الله عز وجل في كل شيء».

وقال: «لو أراد أهل قرية أن يُعطوا من بركات الأرض وبركات السماء فعليهم بالإيمان والتقوى. أما أن يستمر أهل القرية على ارتكاب الذنوب والمعاصي، والرضا بالفواحش والمنكرات، فمن أين تأتي البركة؟ كيف يريد أهل القرية البركة في حياتهم ومعاشهم، وما يزال الربا والزنا والخمور والمخدرات، والفسق والدعارة والمجون، والظلم قائماً بين أظهرهم؟ كيف يريد أهل القرية بركات من السماء والأرض وما يزال هناك غش وتزوير وبخس ومماطلات وخيانات ورشاوي، وسرقات واختلاسات، وانتشار رهيب للمكاسب المحرمة، والمعاملات المشبوهة، وتساهل في حقوق العباد، منتشرة في مجتمعات المسلمين؟ كيف تحصل البركة لأهل هذه القرية، وفساقها أكثر من صالحيها. ومنكرها أكثر من معروفها. من أين تأت البركة لأهل هذه القرية. وما يزال هناك نقص كبير في عدد المصلين وعدد المزكين، وعدد التائبين؟».

العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 3:34 ص

      نداء لوزارة الشوؤن الاسلامية

      نداء لوزارة الشوؤن الإسلاميه بان تقف وقفه صادقه امام الله ون تامر الخطباء الجمعة والدروس في المساجد في تخويف الناس من النار وترغيبهم بالجنة وترك المعاصي ونشر كتيبات وحلقات دينيه في الإعلام الديره رايحه وما سيحدث في الشام سيكون عندنا

    • زائر 30 | 3:34 ص

      نداء لوزارة الشوؤن الاسلامية

      نداء لوزارة الشوؤن الإسلاميه بان تقف وقفه صادقه امام الله ون تامر الخطباء الجمعة والدروس في المساجد في تخويف الناس من النار وترغيبهم بالجنة وترك المعاصي ونشر كتيبات وحلقات دينيه في الإعلام الديره رايحه وما سيحدث في الشام سيكون عندنا السبب الشرك الزنا الخمور ناء عاجل ابناءوبنات البلد في ضياع

    • زائر 22 | 11:18 م

      الضمير

      الله يهدي الجميع

    • زائر 20 | 11:50 م

      المال العام

      اين "الحفاظ على المال العام"؟

    • زائر 19 | 11:21 م

      الكسب الحلال

      اي كسب حلال يا شيخ. الضمير مات. إذا في ناس ما تخاف من الله بتخاف من الرقابة. في مستشارين في هيئة التشريعات مايداومون بالأشهر بلا رقيب ولا حسيب ولا ديوان الرقابة يكشفهم لانهم مايدخلون ضمن شئون الموظفين والراتب المجزي ماشي، بس لو كان موظف فقير مسكين غاب يوم چان انخصم من راتبه. وين تصريحات مجلس الوزراء "لا احد فوق القانون" و "لا للبروقراطية" و "القضاء على الفساد".

    • زائر 18 | 2:28 م

      رد :

      أشكر فضيلة الشيخ على الخطبة التي حذر فيها من التلاعب بأموال المسلمين ؛ والمطلوب من فضيلته إيقاف التلاعب الحاصل في صرف الأموال الخيرية .

    • زائر 17 | 9:24 ص

      وكم من الناس من يتلاعب بأموال المسلمين ومقدراتهم؟

      انا,,,,, الصراحة :- ما تلاعبت في أموال المسلمين و لا مقدراتهم,,,,

    • زائر 15 | 6:38 ص

      ولد الرفاع

      كفو عليك شيخ عدنان القطان ياريت لو تعلم عيسي قاسم يبتعد عن خطب سياسية هدف منها دخول البلاد الي نفق مظلم

    • زائر 12 | 4:40 ص

      زائر

      ياريت يا شيخ أن تكون طليق في الحوار في قاعات المحاكم كما أنت على المنبر، وأن تدافع عن المظلومين، وأن ترد الحق لأصحابه، وأن لا تسكت عندما ترى أي خطأ حتى لو كان من رئيس المحكمة، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.

    • زائر 16 زائر 12 | 7:29 ص

      ولد الرفاع

      مشايخنا مايتكلمون خطب سياسية من فوق المنابر واحنا مستحيل نشك في نزاهة القضاة تعقيب علي كلامك السنة والشيعة في بحرين مايتفقون في الافكار نحن ضد الاعمال التخريبة

    • زائر 11 | 4:34 ص

      زائر

      فضيلة الشيخ. نرجو الحفاظ على أموال الملكية الخيرية لأبناء شعب البحرين لأنكم كما تعلمون أن قانون الشريعة "الأقرب فالأقرب" وأهل البحرين أولى من الخارج

    • زائر 10 | 4:26 ص

      مسلم غيور

      بما أنك قاضي يا فضيلة الشيخ، نرجو رد الحقوق إلى أصحبها بالقانون والشرع.

    • زائر 9 | 4:22 ص

      حلوه أكل الحرام؟؟؟؟؟

      أراضي البحرين خلصة و البحر قىيباً سوفه يخلص, و أنت ياشيخ تتكلم عن الحرام و لا تتكلم عن الحرامي , لماذا يا شيخ؟ تخاف من قول الحق.

    • زائر 8 | 3:08 ص

      وانت

      اكل الحرام يأتي من السكوت عن قول كلمة الحق

    • زائر 7 | 2:41 ص

      زين قلت لينا طال عمرك ماكنا ندري

      خطاب ركيك لايسمن ولا يغني من جوع المفترض بك توجيه خطابك للقطط السمينه أصحاب النفوذ

    • زائر 6 | 1:04 ص

      .

      وهذا ينطبق على أكل المال من الفنادق التي يقدم فيها المحرمات!!!!

اقرأ ايضاً