العدد 3912 - الخميس 23 مايو 2013م الموافق 13 رجب 1434هـ

يا أمةً ضحكت من جهلها الخَدَمُ!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استمعت عن طريق الصدفة إلى مذيعة وهي تقرأ خبر الحكم على خادمتين آسيويتين بالسجن عشر سنوات وألف جلدة لاتهامهما بممارسة السحر!

ما حدث هو أن اثنين من المواطنين تقدّما ببلاغٍ ضد الخادمتين المنزليتين، يتهمانهما بمزاولة أعمال السحر والشعوذة ما ألحق الضرر بعائلتيهما. وسارعت الجهات المختصة بالتحقيق، فوضعت خطةً محكمةً للقبض على المتهمتين ومصادرة ما بحوزتهما من أدوات وطلاسم ومواد كربوهيدراتية، وبالتالي إدانتهما بما نسب إليهما.

المذيعة الفاضلة، ومن أجل إشباع الموضوع بحثاً، استضافت على الهواء مباشرة شيخاً فاضلاً يعمل بمجال «الرقية الشرعية»، فأكّد خطورة ما تقوم به خادمات المنازل، من أعمال خطيرة، تحتاج إلى العمل الدائم على اتقاء شرورهن، ونصح بالقيام بتفتيش أغراض الخادمة كل عشرة أيام، ولكن بأدب كما قال، وذلك للتأكد من خلوها من أية أشياء غريبة، كالأظافر أو الشعر أو قطع صغيرة من الملابس، قد تستخدمها هذه المخلوقة الشريرة كأدوات لسحر أهل المنزل الأبرياء.

المذيعة التي يبدو من لهجتها أنها شامية، تدخّلت لتؤكّد كلامه، فقالت إنها شكت في خدامتها ذات مرة، فقامت فعلاً بتفتيش أغراضها، ولكنها جاءت سليمة، إذ لم تعثر حضرتها على أية مستمسكات أو أدلة جنائية والحمد لله، (وإلا راحت عليها)!

وأكّد فضيلته أن هناك نوعين من السحر: السحر الخارجي المدفون خارج البيت أو الحديقة، أو حتى الجبال، وهو سحرٌ بسيطٌ لا يستدعي قلق العائلة الكريمة، ويمكن إبطاله بإجراءات بسيطة كقراءة دعاء مثلاً. أما النوع الثاني الخطير فهو داخل البيت، كالموضوع في الغرفة أو برواز الباب، أو المرشوش عند مدخل البيت.

في ختام حديثه، أوصى فضيلته المذيعة وبقية المستمعين، بمتابعة بعض المشايخ على «اليوتيوب» للاستفادة من طرقهم في محاربة السحر، وهو شخصياً استفاد من تجاربهم في هذا المجال.

هذه المأساة دفعتني للبحث عن مصدر الخبر، فاكتشفت أنه نُشر في بعض الصحف والمواقع، ولقي الكثير من التعليقات، فأحدهم كتب ساخراً: «رجعنا على طير يللي! كويس لعل وعسى المدام تغيّر رأيها وما تطلب خدامة»! أما أغلب التعليقات فذهبت في الاتجاه المعاكس، فيقول أحدهم: «لو بيدي الحكم لحكمت عليهم بالقتل. لو تم عقاب كل خادمة لقلت جرائمهن بل اختفت»، واحتج أحدهم بالقول: «أنا أعلم أن حد السحر القتل ليس السجن؟ هزلت»، وتهجّم آخر على القضاة الذين لا يطبقون الشرع صارخاً: «ضاع الدين يا ناس، صار الساحر يسجن والسارق يقتل! أين العلماء والمشايخ وإلا بس أسماء».

أحد القراء سأل: «من جنسية آسيوية، ياليت نعرف من أي بلد»، بينما جزم آخر بأنهم من بلد إسلامي: «ليش ما تقولون جنسيتهم؟ لأنهم معروفون بالسحر والشعوذة ويدرسونه قبل لا يجون لنا» (يبدو أنهم يأخذون كورسات)!

الوحيد الذي خرج عن هذه الجوقة وأخد يفكر خارج الصندوق، قال: «أقسم بالله لو كنت قاضياً لقمت بسجن وجلد الحرمة راعية البيت! شعب ما يمشي بدون خدم. متى استعبدنا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً. أليست هذه هي العبودية. أكاد أجزم أن أوباما ما عنده خدامة. إلى متى يبقى هذا الشعب»!

خادماتٌ من دول وبيئات فقيرة تبعد آلاف الكيلومترات، دفعتهن الحاجة للعمل في منازلنا ورعاية أطفالنا والصبر على حماقاتنا وتخلفنا ومواجهة عنصريتنا، ومكابدة هذا البؤس والشقاء. هل يحتاج الغرب إلى وضع مؤامرات سرية أو خطط غزو فكري لهذه المجتمعات؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3912 - الخميس 23 مايو 2013م الموافق 13 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 3:01 م

      زوجتي!!

      زوجتي لا ترضى و لم تُدخل خدامة إلى البيت منذ أن تزوجتها قبل 28 عاماً، و هي تخدم بيتها و أولادها بكل صبر و جلد. أما الخدامات فأصبحن ربات البيوت يجلبهن للتباهي و تقليد بعضهن. ما أروع أن تعتمد المرأة و تخدم بيتها و أولادها بدل إدخال الخدم الغرباء إلى بيتها لما له من آثار سلبية على البيت و على أهله

    • زائر 17 | 2:05 م

      المصلي

      سيدنا اخاف ماعطوها معاشاتها فقيرة الله ترى ياسيد في اناس كثيره على هذه الشاكله لايملكون ولا دره من دين ولاضمير قال مولانا الأمام الحسين ع [ الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحيطون به ما درت معائشهم فأذا محصوا للبلاء قل الديانون] هذا هو حال بعض الناس لايحللون ولايحرمون

    • زائر 16 | 10:11 ص

      عفوا

      أنا ما فهمت شي بصراحة!!

    • زائر 15 | 9:06 ص

      شيوخ وشعوب في نوم عميق

      الإسفاف في العقول والافئدة. شيوخ شاخت عقولها وشعوب ألهيت بالخرافات فأصبحت بلا عقول،والخادمة المسكينة أتت إلينا من أصقاع الدنيا لتعيل عائلتها وربات بيوتنا بعضهم اصبحوا كالفرعون ونسيوا أن ديننا نهاهم عن الإساءة للغير. وجود الخادمة اصبح كديكور المنزل. في الدول المتقدمة لا يوجد خدم إلا بالقدر اليسير والضرورة القصوى. اصبح الجيل الجديد مسلكه نفس مسلك الخدم لأن الماما ليس لديها الوقت لهم،فانتظروا لتروا مجتمع الخدم للجيل الجديد وكفاكم خزعبلات ودجل.

    • زائر 13 | 5:27 ص

      الخدم شر لا بد منه

      لقد كانت امهاتنا وجداتنا رحمهن الله يقمن بجميع أعمال المنزل من طبخ وغسيل وتنظيف وحتى خياطة الملابس, وإدا كان هناك بيت لأحد الأثرياء ويحتاج إلى خدم فنجد أن هناك بعض النساء الفقيرات يقمن بالعمل في دلك المنزل مقابل وجبة الغداء أو العشاء لأبنائهن. أما الآن فاختلف الوضع إد أن ربات البيوت يتنافسن في جلب الخدم حتى لو كانت هي وزوجها ولديها طفل واحد. احدروا الخدم فهم أعلم بما في المنزل حتى منكم. أتمنى أن تصل الرسالة. (محرقي/حايكي)

    • زائر 12 | 4:38 ص

      قد ينكر البعض ولا ينكر البعض أن الأئمة الأطهار (ع) كانوا يعتقون رقاب العبيد، بينما اليوم كل عبد مستعبد عبد أو يمكن عدد مؤجرين وكدون له وشهريا يأخد رقه من ها الفقير المسكين ومستضعفينه وجايبنه من بره مستورد. وهذا تم ذكره في بعض التقارير التي صدرت عن البحرين.

    • زائر 10 | 3:49 ص

      جاهل فاضل وليس شيخ فاضل

      هذا الشيخ وهذة الفضاءية سبب التخلف و نشر الجهل بدل نشر العلم و الاجتهاد و التوكل علي. اللة سبحانة

    • زائر 9 | 3:14 ص

      معاملة الخدم

      من واجب علماء تثقيف النساء اللدين ليل و نهار يدعون العباده وفي نفس الوقت يظلمون الخدم و يعاملونهم شر معامله. أليس الدين حسن الخلق و حسن المعاملة ...

    • زائر 8 | 1:55 ص

      نقطة نظام

      طبعا انا ضد شيطنة الخدم واساءة معاملتهن ولكن كونهن فقراء ومحتاجين لايعني ان كلهن ملائكة رحمة والشواهد تدل على جرائم سرقة وقتل وتعذيب اطفال وهروب من اجل اعمال غير مشروعو اكثر ربحا واما السحر عند جنسية معينة فموجود فعلا دون ان يعني هذا انهن جميعهن يؤثرن بسحرهن فهن هاويات ولسن محترفات. وهنا لابد ان لانعفي احيانا اهالي البيت في طريقتهم في معاملة الخدم حيث يلجان بسبب ذلك للانتقام.

    • زائر 7 | 1:06 ص

      الفيلسوف

      نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا........................؟؟

    • زائر 6 | 1:05 ص

      ساحر برا بلاده !!

      يعني هذه المخلوقة الشريرة الداهية ما كان اولى بها تستخدم خلطتها السحرية للحصول على وظيفة في بلادها وعجبي !

    • زائر 5 | 12:54 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،، منذ بضعة سنين شكى رجل انه كلما وضع يده في جيبه يرى نقود وافيه ،، فشك في الامر ،، وبعد التحري اكتشف ان خادمته ،، ساحره نقود { لانها راضيه عنه} the end

    • زائر 4 | 12:44 ص

      يحثهم على الذهاب للشيوخ ومن هؤلاء الشيوخ

      بعض الشيوخ الذين نراهم احيانا على الفضائيات ممن يتعاملون مع مثل هذه الامور هم من الداخلين ايضا وكما يقول المثل وافق شن طبقا

    • زائر 3 | 12:43 ص

      نبهتنى

      بعد قرائتى المقال، آمنت بالسحر و عليه قررت أن أسحر كل من أريد. يا ويل الظالمين ، المنافقين، الفاسدين منى. بتعويذه واحدة سأرسلهم الى مصيرهم. اذا الخادمة الأمية تقدر، أنا ليش ما أقدر؟

    • زائر 14 زائر 3 | 8:31 ص

      ممتاز

      ممتاز .. بارك الله فيك

    • زائر 2 | 12:23 ص

      مقال حلو

      بس فيه ناس من كبر بيتهم وكثر الأولاد تحتاج
      بس أن شخصيا لا أنصح بجلب الخدم

    • زائر 1 | 9:47 م

      صبااح الخير

      ممكن اعرف عندك خدامه سيد ولا بس تثير الفضوول على رباات البيووت

اقرأ ايضاً