عن نفسي أحمد الله أننا نعيش في البحرين مئة مرة كل يوم، 20 مرة عند استيقاظي، و30 عند قيلولة الظهيرة، ومثلها عند المغرب، وأقل منها بعشر قبل الخلود إلى النوم، كيف لا ونحن ننعم بكل الخيرات التي يحسدنا عليها القاصي قبل الداني.
صباحاً، عندما استيقظ من النوم أبدأ بالحمد لما نتمتع به من سواحل ممتدة الأطراف، من شرق البحرين إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، ومن وفرة الأراضي التي أصابتنا التخمة منها، فلا أجد بحرينياً إلا ولديه على الأقل ثلاث أو أربع منها بأحجام ومواقع مختلفة. بل إننا من كثرة تملكها بتنا لا نعرف ما نفعل بها، ولعل ذلك ما يفسر انتشار الهبات في بلادنا للبعيد قبل القريب.
أما في الظهيرة، فأكرّر الحمد مرةً أخرى، لأني ألتفت حولي يميناً ويساراً، فلا أجد تمييزاً ولا ظلماً لأي بحريني يعيش على هذه الأرض، فأخال نفسي في مدينة أفلاطون الفاضلة، التي لا عيون تُفقأ فيها، ولا صفعات ولا طلقات شوزن ولا غازات مسيلة للدموع، ولا انتهاكات شنيعة لحقوق الإنسان، ولا ضحايا سقطوا تحت التعذيب في المعتقلات، ولا معتقلين أخذتهم أيدي زوار الفجر، ولا مفصولين حُرموا من أرزاقهم وانتزعت من أفواه أطفالهم الفرحة والبسمة.
وفي المغرب، حيث تبدأ الشمس تشيح بوجهها عن سمائنا، يزداد يقيني بالشكر على ما نحن فيه من خير، فالعالم كله بات يحسدنا على الخير الوفير الذي يتمتع به كل بحريني، فلا فقراء عندنا، بل إن الإعانات الاجتماعية لا تجد من يريدها أو يطالب بها أو حتى يتذكرها! موازنة علاوة الغلاء فيها فائض وصل إلى 20 مليون دينار لأننا لا نجد بحرينيين كفاية يريدونها، أليس كل ذلك يستحق الحمد!
وعند خلودي للنوم، وخصوصاً منذ عدة أشهر، دائماً ما يطلع على ذهني صورة المواقف البطولية لمن طالب بزيادة الرواتب، ولمن رفع صوته عالياً بمكافأة المواطنين الشرفاء على ما قدّموه للوطن خلال الأزمة التي مرت به، واعتبر هذه الزيادة حلاً لكل ما نحن فيه من مشاكل وأزمات لم تنتهي للآن، فيطيب خاطري لأنني أعرف قوة هذه الأصوات وصلابتها، فأتيقن أن هذه الزيادة قادمةٌ لا محالة إن لم يكن اليوم أو غداً أو حتى بعد 100 عام، لكنها قادمةٌ لا محالة، بل إنني لا أظن أن نزار قباني ما كتب قصيدته الرائعة «زيديني عشقاً... زيديني»، وإلا وهو يخاطب الحكومة ويعلم أن الزيادة قادمة للبحرينيين يقيناً!
هو عيبٌ ما بعده عيب، ألا نحمد الله على كل هذه النعم التي حبانا الله إياها، صدّقوني لو كنتم في دولة غير ديمقراطية تنتهك فيها حقوق الإنسان جهاراً نهاراً، ويفيض فيها التمييز بكل أنواعه، ولو كان المواطنون ينتظرون 20 عاماً ليحصلوا على بيت إسكان، وكانت العدالة مفقودة، والفساد مستشرياً، والأراضي تُسرق في وضح النهار لعذرت من ينتقد أو يرفع صوته مطالباً بحق أو مظلمة، وربما خجلت من نفسي على ما أقول، لكننا في البحرين يا جماعة، بلد العدل والإنصاف وصيانة حقوق الإنسان، فاحمدوا ربكم!
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 3911 - الأربعاء 22 مايو 2013م الموافق 12 رجب 1434هـ
أستاذ حسن
صديقي الأستاذ
أتحدى أحد من الطبالة والمطبلين ينكر ما أتيت به في هذا المقال
إما أنهم يسكتون أو يسبون
أنت منرفزهم
الحمدلله على كل حال
احمد ربك انك تعيش في ارض فيها الولاء الى محمد واهل بيته صلوات الله عليهم وهذا يغني عن كل النعم الزائلة ليش الانسان يشوف النواقص ويغض عما يرفل فيه من النعم الصحة والامان والولايه اكبر نعم الله وهذا يكفي ربي يقدرني علىى شكرهاوتادية حقها
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
لعل الرسالة وصلت لأصحاب الشان
شكرا لك
أزيدك من الشعر بيت
أغلب البحرينيين توفّوا بسبب التخمة ولله الحمد أما غيرنا فقد توفّوا بسبب الضغط والسكر .
استاذي الفاضل
وسوف تواصل الحمد والشكر بعد قليل لان بعضهم سيكتب لك لو كنت في إيران لفعلوا بك كذا ولو كنت في سوريا لكنت كذا احمد ربك الجماعه معيشينك على ارضهم ومسكنينك بيتهم ويعطونك معاش من فلوسهم شنو تبي بعد ... احمد ربك خلوا لك هوا تتنفس لان الارض وماتحتها وما فوقها يظن البعض انها لهم !!!
وعن نفسي
اشكرك على هذا المقال الرائع يا استاذ حسن و انا احمد الله فان التوظيف متوفر اليوم تقدم على وظيفة بكرة انت مدوام وبافضل راتب و احمد الله ليس لدينا عاطلين عن العمل وهم يحملون الشهادات .
مقال جميل
مقال ساخر جميل أتمنى لك مزيدا من التوفيق
نسيت
كيف تنسى أن تذكر حمدك أيام الغيم و المطر؟