العدد 3910 - الثلثاء 21 مايو 2013م الموافق 11 رجب 1434هـ

قف أمامك خط أحمر

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كثيراً ما نسمع ونستمع لهذه العبارة «خط أحمر» وجمعها خطوط حمر «حمراء»، والكثيرون لا يعرفون معناها، وما هو المقصود منها، ولكن «الخطوط» هي تلك الأمور التي لا يمكن تجاوزها، و «الأحمر» هو ذلك اللون الذي تشاهده في الإشارات الضوئية، ومعناه «قف» ولا تتحرك!

ويقال أيضاً إن الخطوط الحمراء هي الحدود النهائية التي لا يجوز تجاوزها، وهي بلون الدم الأحمر، وتجاوزها ربما يسبب إراقة الدماء، لذا ترى الخرائط تخط الحدود باللون الأحمر، دلالة على الخط الذي لا يستطيع أحد تجاوزه.

في المحصلة فإن الخطوط الحمراء، جملة تحمل في معناها رسم الحدود، بمختلف أشكالها، جغرافية، سياسية، اقتصادية، رياضية، فنية، اجتماعية، وغيرها، التي وضعها الإنسان بإرادته لتقييد حريات الآخرين من بني جلدته.

أكثر ما في بلدنا هي خطوطه الحمراء، والأكثر من ذلك هو الحديث عن «القانون» وتطبيقه، وسواسيته على الجميع، إلا «الخطوط الحمراء» التي وضعوها تجبر حتى القانون على الوقوف أمام تلك الإشارة الضوئية الحمراء.

في تصريحات المسئولين، المتكررة والمتزايدة، يوماً بعد يوم، ستجد جملة «القانون على الجميع»، وهو الخيار الأول والمتناول من قبل تصريحات المسئولين على أنه على «الجميع» بفرض القوة، ولكن في اعتقادي أنه لا «يساوي» بين الجميع، بسبب الخطوط الحمراء التي عادةً ما تجعل البعض فوق القانون وليس تحت طائلته، والأمثلة كثيرة لا حصر لها، ويكفي الاستشهاد بتقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية، وما حفل به من تجاوزات، دون أن نشير لما هو فوق قدرة «الرقابة المالية» للوصول إليها، خصوصاً تلك المتعلقة بأملاك الدولة المنهوبة.

مفردتان تتكرران كثيراً هذه الأيام «لا خطوط حمراء»، و«القانون على الجميع» بلا استثناء، مع تحفظنا الشديد على ذلك، فالخطوط الحمراء موجودة من قبل المعارضة قبل السلطة ومن هو محسوب عليها، مع فارق أنها لدى السلطة علنية وتراها في الشوارع بوضوح وعلانية، ولدى المعارضة فهي ضمنية تراها عندما تشتد الحملة ضدها وتطال أعلى من في هرمها، كردة فعل اعتيادية للحفاظ على قوتها وتماسكها.

عندما يتحدّث وزير الخارجية في تصريح رسمي ويقول «ليس لدينا من تحميه أية خطوط حمراء مصطنعة من تطبيق القانون عليه وعلى غيره، القانون على الجميع»، مؤكداً أن استهداف الأمن هو الخط الأحمر. فإن هذا الحديث لا يمكن أن يقبله شارع كالشارع البحريني بمختلف ألوانه، وتوجهاته، ومن قبل «الموالين» للسلطة قبل المعارضين، فالجميع مؤمن بأن الخطوط الحمراء هي العائق الكبير أمام محاسبة المفسدين في البلاد.

معالي الوزير حديثكم عن عدم وجود خطوط حمراء، يجافي الواقع، ويكفي أن تأخذ جولةً في شوارع البحرين لترى ذلك بأم العين.

نعم، إن الأمن خط أحمر، وهذا أمر متفقٌ عليه من قبل الجميع، إلا أن المختلف عليه، هو أمن مَنْ معالي الوزير؟

كنت أتمنى أن يكون تصريح الوزير واضحاً بخصوص هذه العبارة «إن استهداف الأمن هو الخط الأحمر»، ليفهم الناس ما المقصود بالأمن؟ فهل هو أمن المواطن، أو أمن أمر آخر؟

إن كان للمواطن نصيب من عبارة الوزير، فالتصريحات الرسمية واضحة في هذا الجانب وهي أنه على المتضرر من الإجراءات الأمنية الشكوى على الأمن لدى الأمن ليتخذ الأمن ما يلزم، ونقطة على السطر... دون الحاجة للمزيد من الشرح.

أما الخطوط الحمراء، معالي الوزير، فقد تم تجاوزها، بهدم المساجد، وقتل فئة من أبناء الشعب في السجون تحت وطأة التعذيب أو في الطرقات، أو نتيجة للاختناقات، وخلقت خطوط حمراء جديدة بفعل سياسة الإفلات من العقاب، ووسعت مساحة الانتهاكات، وزادت من وتيرة التسريحات الطائفية ضمن حرب الوظائف والمناصب.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3910 - الثلثاء 21 مايو 2013م الموافق 11 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 1:21 م

      ابداع رائع

      شكرا لك على هذا المقال الرائع ولا غرابة في ذلك فانك من المبدعيين .

    • زائر 28 | 10:26 ص

      المصلي

      أن استهداف الأمن هو الخط الأحمر عبارة جميله في مدلولها ومعناها ومن لايطلب منا الأمن والأمان فهو خائن لوطنه ووطنيته الحقه ولكنا نخاطبك ياسعادة الوزير هل أن هجوم خفافيش الظلام في انصاف الليالي على منازل الرموز الشرفاء وعلى رأسهم آية الله الشيخ عيسى قاسم وترويع نسائه واطفاله يسمى في مفهومك أمن في بلد يحترم الأمن هل قتلكم الأبرياء في السجون تحت وطأة التعذيب الممنهج والتنكيل بطائفه باقصائها كلياً عن اتخاد القرار الرسمي بممارسة التمييز الطائفي الأحمق يسمى في مفهومك أمن وهل وهل حتى يطول علينا المقام

    • زائر 27 | 8:15 ص

      الخطوط الحمراء

      الغريب في بحريننا الغالية هو ازدواجية التصريحات و باختصار شديد لخبطة في المناصب حيث وزير الداخلية يصرح برصدهم طائرة تجسس ايرانية وهو من اختصاص الجيش اي المفروض احد قادة الجيش الي المفروض يصرح او القائد العام و تصريح الخطوط الحمراء الي من المفترض ان يصرح فيه وزير الداخلية وقام بالتصريح عنه وزير الخارجية او تصريح وزير العدل الي يقول فيه سنطبق القانون بحزم وبشدة على من يحاول المساس بالانتخابات والي المفروض وزير الداخلية ايضا يصرح فيه انصح من يعنيه الامر توجيه السادة الوزراء لاخذ دورة من تمكين وشكرا

    • زائر 23 | 5:55 ص

      نعم

      الكل يسئل ويريد تنوير من سعادة الوزير كي ياخذ الحيطه والحذر بان لايوقع نفسه تحت الخطوط الحمراء,لان اليوم الصبح الكل يقول هذا خط احمر قف.

    • زائر 22 | 4:51 ص

      تطبيل

      من قال سمعا وطاعة مثله من ينادي لبيك يا فقيه ... الاثنان رهنوا عقولهم وإرادتهم برجال يؤخذ منهم ويرد وتؤثر في قراراتهم عوامل التأثير المعروفة .. وجهان لعملة واحدة .. وبالمختصر اختلفت الأسباب والتطبيل واحد

    • زائر 21 | 4:34 ص

      ما قصة فلان خط احمر؟!!!!

      حتى اشارات المرور لصقوا عليها صوره يبدوا ان الخطوط الحمر تتغير فتبهت لاناس وتشتد لاخرين
      لعن الله الطائفية والمحسوبية

    • زائر 20 | 4:18 ص

      ويقول المثل ان لم تستحي ففعل ماشئت ولكن حتى هذا غير مقبول ليس الحياء فقط ولنرجع الى جميع الاعتداءاة ان لم تردع بالشكل الصحيح فمثلاً يعتدون على الاسلام في المساجد والعلماء والبشر نفسة واينكم يا مسلمي العالم حتى مجرد تهدين من المجلس الاسلامي لايوجد فسكوتنا يعطيهم الضوء للتنكيل بنا اكثر ونسئل الله ان يزولهم من الوجود وليس فقط اسرائيل بل هوءلاء الصهاينة المدافعين عنها من حكومات

    • زائر 19 | 3:16 ص

      خطان فقط

      ياعتقادي هناك خطين في البحرين فقط
      خط ابيض شبه شفاف يتم تجاوزه بسهولة ويسر بل يجازى عليه بالبذل والعطاء وهو المعارضة
      والخط الثاني الاحمر وهو لايسمح حتى بالتفكير في تجاوزة وهو خط الموالاة
      عن اي عدالة يتكلم الوزير وعن اي خط يتكلم

    • زائر 18 | 2:31 ص

      هناك فرق بين الخطوط الحمراء

      والتمييز طال حتى الخطوط الحمراء فالخطوط الحمراء لفئة معينة من الشعب لا يعترف بها بينما الخطوط الأخرى يجب ان يلزم الكل حدوه عندها ، فالتمييز طال حتى الخطوط الحمراء والصفراء والزرقاء ،، امي خط احمر بالنسبة لي حصلت على نصيبها من الأهانة في الأحداث ، ولدي خط احمر بالنسبة لي سجن ولم استطع عمل شيء ، ابي خط احمر بالنسبة لي ناله ما نله من الأختناق بالمسيلات وهو رجل كبير ولم استطع عمل شيء ، فتبين لي ان خطوطي الحمراء اخرطي فسكت وقلت في نفسي ، يمكن انا خطوطي خضراء بس اشوفها حمراء وعندي عمى الوان فسكت .

    • زائر 17 | 1:57 ص

      الشكو على الامن لدى الامن

      (((( بعد جهدا فسر الماء بالماء))))) فخراوي شكاء الامن لدى الامن فماكان الا رجع جثه هامده فعن اي امن نشتكي لدى الامن

    • زائر 16 | 1:54 ص

      الوطن لهم وليس لنا والامن لهم وليس لنا

      العمل جار على قدم وساق لنكون نحن كشعب مسلوبي الانتماء لهذا الوطن وهاهي حتى جنسياتنا سلبت من البعض وقد تسلب من البعض الآخر لذلك
      الوطن لهم وليس لنا والامن لهم وليس لنا والمناصب لهم وليس لنا والحكم لهم وليس لنا حتى المشاركة وموارد البلد لهم وليست لنا والكرامة في الوطن لهم وليست لنا
      كل ما في الوطن لهم وليس لنا فقد قالوها نحن اصلنا من ايران حتى عروبتنا سرقت منا واسلامنا اصبح مجوسيا

    • زائر 13 | 1:14 ص

      إرتفاع ضغط الدم والموت قهر

      من شدة الضغوطات اليوميه قد يرتفع ضغط دمك بسبب عدم ضبط النفس، وتصبح على خير .. مضغوطه مو قهوه مضبوطه.. الخطوط الحمراء هنا نفسك ودمك وخطوط عرضك وطولك وفي كرامتك.. فأي خط أحمر مقصود في مقالك؟ ما تحدد والحدود والقواعد ثابتات وثبوتيتها عند قاضي تها في التحقيقات الجنائية غير.. ليش ما عندهم حدود ولا خرائط يقرون للطريق..

    • زائر 12 | 1:08 ص

      مقال جربىء

      فى هذا المقال سوف يتهمونك بتجاوزك الخطوط الحمراء

    • زائر 11 | 12:54 ص

      يا خوفي عليك

      حبيبي أنت أدرى أكثر من غيرك أن في البحرين قانون رادع وقوي جداً ولكن يفصل ويطبق بحسب ميول الشخص وقربه وبعده عن السلطه وأنت أراك بعيد عن السلطة يا خوفي عليك

    • زائر 10 | 12:51 ص

      فالأرض وشعبها ومستقبلها لون وخط أحمر

      الأكثر خطورة في اللون الأحمر
      هو ( الجمر ) - النار
      عندما تكون خاتمتي سيئة وسمعتي سيئة منحطة
      فأنا ذاهب إلى حرارة النار وجمرها الأحمر
      الحمدلله الذي لم يمتحني في منصب الكراسي
      بلا أحمر بلا اهرار
      ولا تعور راسي
      أحسن من أحبس الناس في انفرادي
      واقلتهم بعدين افلتهم في البحر
      وابكل وادي
      أسمعتني يا حضرة القاضي
      خط أحمر
      لون أحمر
      وجوازي أحمر
      فقف!
      فالأرض وشعبها ومستقبلها لون وخط أحمر

    • زائر 9 | 12:13 ص

      حدود الله

      تدخل سريع لتحرير جزيرة دخل باب التقوى ولم يحرر لا جزر أم الصبان وأم النعسان ولا جده ولا النبيه صالح .. ولكن تعمد قصف عشوائي أذى وأدى الى مزيد من القتلى في صفوف الستاروه. ستار ودرع الجزيرة كان يريد المحافظه على توانكي البترول بالقوه الا أنه لم يصب الهدف فقتل بالخطاء المتعمد لا بجهاله مجموعه من البشر. أي عاقل يصدق أن الناس مكرمون ومحترمون وأدنى وأعلى خط أحمر أسالوه. عاد كيف راح يتوبون مثل ما تاب أبو قيس الهلالي؟ ليساعد الصليب الأحمر الذي لم يساعد المصابين والجرحى.. فهل عرفوا حدود الله ؟

    • زائر 8 | 12:00 ص

      خطوط وهميه وأخرى شقاوه وشهوه - ومتاعاً لكم ولأنعامكم

      ليس من مستحيلاً، لكن من الصعوبه أن يستوعب من لا قدرة إستيعابيه لديه. فلا تعتدوا..
      قد شملت وبينت ووضحت الى العميان لبصروا ان الله لا يحب المعتدين. فهذا خلق الله، وأمر ملائكته بالسجود لخلقه، بينما اليوم وأمس بعد والذي قبله لا الخلق محترم ولا مكرم، فهل أضغاث أحلام لديهم أن يعيدوا زمن عبوديه شهوة ورغبه.. لا وحتى القوانين إتضحت برغبات..وأخرى مرسومه رسم مو ملون أسود أبيض.. أي رغبات لا تعرف فكل على ليلاه يغني وكل واحد ونيته.. فهل تتحقق الأماني أو الاحلام في البقاء؟

    • زائر 7 | 11:57 م

      تحمل بروحك أحسن

      شكلك تجاوزت الخط الأحمر في التعبير عن الرأي حدك عاد ترى القانون فوق الجميع وقد أعذر من أندر الله يحفظك وذوم سالم

    • زائر 6 | 11:03 م

      هذا التميز الصارخ

      هذا التميز الصارخ يسمى في بلدنا إصلاح

    • زائر 5 | 10:58 م

      اي والله

      على المتضرر من الإجراءات الأمنية الشكوى على الأمن لدى الأمن ليتخذ الأمن ما يلزم، ونقطة على السطر...,,انتوا عرفتوا معنى ما يلزم? انا اعلمكم ,ما يلزم يعني انت نرسلك بارسل الى القبر بعد وجبات دسمة من التعذيب, , تذكرون فخراوي?

    • زائر 4 | 10:41 م

      بارك الله فيك مقال ذات لفته جميلة

      أما الخطوط الحمراء، معالي الوزير، فقد تم تجاوزها، بهدم المساجد، وقتل فئة من أبناء الشعب في السجون تحت وطأة التعذيب أو في الطرقات، أو نتيجة للاختناقات، وخلقت خطوط حمراء جديدة بفعل سياسة الإفلات من العقاب، ووسعت مساحة الانتهاكات، وزادت من وتيرة التسريحات الطائفية ضمن حرب الوظائف والمناصب.
      خله يرد ابو ....

    • زائر 3 | 10:40 م

      تلك عبارات

      تلك عبارات كما يبدو لا يدرك معناها مطلقوها وما أكثر مثل تلك العبارات مثل
      ( حوار تحت الطاولة ) ( القانون فوق الجميع ) ( الاسرة الواحدة ) ( الخربون الارهابيون
      الخارجون عن القانون ) هم في حاجة لقاموس سياسي

    • زائر 2 | 10:29 م

      إلى وزير الخارجية

      من الخطوط الحمراء لدى معالي وزير الخارجية أن يقف شخص من (...) الحاكمة أو المسئولين الرسميين أمام النيابة و يحاكم ليقال له لماذا أطلقت النار في عالي أو سلماباد أو بوري مثلا؟ لماذا تعديت على أملاك الدولة ووضعت اليد على هذه الأرض أو ذاك الساحل؟ بأي حق تعذب هذا المعتقل في السجن وتقتله وتمثل به؟ لماذا تحرض ضد هذه الطائفة في حساباتك بالانترنت وتصفها بأسوأ الألفاظ؟
      مثل هؤلاء النماذج بالمئات لكنهم يحظون بالحماية ولا خطوط حمراء أمامهم.

    • زائر 1 | 10:14 م

      لغة العداء على شيعة الوطن لم تكن بهذا البلوغ ابدا

      حين يبلغ التطاول و التعدي على اكبر رمز في البحرين للمواطنين الشيعة و من قبل تم التعدي على مقدساتهم بالهدم و التخريب اعتقد ان الموضوع دخل في الاضطهاد الاثني

اقرأ ايضاً