«»جاي يكحلها... عماها»»... مثل شعبي معروف في الخليج، وربما في بعض الدول العربية الأخرى، ينطبق فعلا على ما أحدثه اتحاد السلة من تغيير في طريقة سير مسابقة الدوري العام في دورها السداسي، حين قرر إقامة مباريات كل مرحلة من الدورة السداسية في يوم واحد، رغبة منه في إحداث تكافؤ بين الفرق في اللعب على ملعب واحد وبنسب راحة متساوية، في شكل مشابه لنظام المسابقات الخليجية المجمعة، لكنه تناسى أن تلك المسابقات الخليجية تبدأ في ساعات مبكرة وليس الساعة الخامسة مساء كما سيعمل حاليا في الدورة السداسية، وبالتالي تكون المباراة الثالثة في الساعة السابعة، وليس في التاسعة كما سيحصل لدينا بداية من السبت المقبل، ما يعني بأنها ستنتهي على الساعة الحادية عشرة مساء تقريبا، وفي حالة ذهاب المباراة إلى الوقت الإضافي، فستنتهي في وقت متأخر يصعب على الجماهير متابعتها ووسائل الإعلام تغطيتها بشكل جيد.

هذا المثال ينطبق فعليا على ما هو حاصل من علاج للورطة التي وقع فيها اتحاد السلة من طول موسمه، والأدهى من ذلك والأمر عدم تنازله عن طريقة المربع الذهبي، والتي تزيد الموسم طولا، بشكل مبالغ فيه كثيرا، وما يزيد الطين بلة عدم اعترافه بخطئه حين صرح بأن مشكلة الموسم الحالي ووضع جداول المسابقات ليست بسببه، إذن من أين خرجت الجداول السابقة التي طرأ عليها التعديل مرات كثيرة وتضمنت توقيع أمين السر، ربما جاءت من أحد الاتحادات الأخرى.

أصبحنا في البحرين نعاني كثيرا من غياب المتخصص الفني القادر على تسيير المسابقات المحلية بشكل تنافسي صحيح وسليم، حتى بتنا نترقب التأجيل تلو التأجيل والتغيير في نظام المسابقة مرات عديدة، وتدخل الفرق في تجارب لمعرفة أي نظام أنسب للدوري، كل هذا بالتأكيد سيدخل المسابقة في جو غير صحي من التنافس والتوتر والإصابات والإرهاق وغيرها، - ليس هذا فقط في اتحاد السلة وإنما جميع الاتحادات -، ولعل الشكل والنظام المبالغ فيه في مسابقة الدوري السلاوي – والسبب حتى وإن اعترض القائمون عليه معروف بالتأكيد ليس رياضيا بقدر ما هو تجاري وربحي - يعد أحد تلك الأشكال التي تدخل المسابقة في أجواء غير سليمة سيعاني منها الجميع - لاعبين ومدربين وإداريين ووسائل إعلام-، على عكس ما هو مطلوب من توحد وسلامة هذه الأطراف جميعها في العملية.

متى سنرى اتحاداتنا الوطنية تقوم بالإعلان عن طريقة مسابقاتها وشكل جداولها من البداية وحتى النهاية، كما هو الحاصل على الأقل في الدول الخليجية الأخرى، لان في ذلك تطويرٌ للمسابقة، وإلا فإن تغييراتنا المتتالية ستجعل من المسابقات حقل تجارب، وحينها سينطبق مثلنا على هذا التطوير.