لا أريد الحديث عن سيّئ الذكر (كورونا) الذي فتك بعدد من أهالي الإحساء ثم امتدت شروره إلى بقيق والدمام والقطيف، فخطف أرواح بعض سكانها وأرسلها إلى الدار الآخرة مشيعاً الرعب في هذه المناطق، ومعطياً أهاليها مساحات حرة للحديث عن بشاعته وسرعة التهامه للأرواح، دون أن يعطي أية فرصة للفرار منها. فالويل كل الويل لمن وقع في يده فليس له مصير إلا الموت الزؤام.
القاتل (كورونا) وصل إلى فرنسا منطلقاً من دبي، وكان ممسكاً بتلابيب أحد الفرنسيين ولم يفلته إلا ليسلمه إلى المقبرة، محدثاً إشاعات مرعبة بين الفرنسيين الذين يتسمون بالرقة الشديدة، ولكنهم تماسكوا أمامه معلنين أنه تحت السيطرة تماماً كما فعلت وزارة الصحة السعودية التي أعلنت أنه كان وما زال تحت سيطرتها القوية، رغم الأرواح التي قبضها بيده الحديدية.
الحديث عن هذا القاتل من الناحية الطبية سأتركه لمن هم أكثر مني تخصصاً فيه، وقد تحدّث عنه مختصون كثيرون بعد أن قام بدور جيد في مدينة الإحساء، وقد تناولوه من جوانب عدة فليرجع المهتمون به إلى تلك الكتابات فهي متوفرة والحمد لله، ولكني سأتناوله من جانب آخر أعتقد أهميته وهو جانب الحقيقة وجانب الإشاعة فيه، تلك الإشاعات التي انتشرت انتشار النار في الهشيم في ظل شبه صمت عن إظهار الحقائق في وقتها.
ظهر (كورونا) في الأحساء في 21/6/1434 واستطاع حصد 15 قتيلاً وقذف إلى المستشفيات 21 مريضاً خرج بعضهم ولا يزال البعض الآخر ينتظر رحمة ربه، وما زال يصيب المزيد ما بين آونة وأخرى. ويجمع كل من عرفه على أنه نادر وشديد الغموض، وهذا سر خطورته، لكن فضل الله ورحمته جعل له من يوقفه عند حده بشرط اكتشافه في وقت مبكر، وقبل أن يتمكن من فريسته، وهذا دور المملكة العربية السعودية باعتباره خطراً قد يصل إلى الجميع.
القاتل (كورونا) أشاع جواً من الرعب غير مسبوق، ولأن الحقيقة شبه غائبة فإن الإشاعات قامت بدورها كما يجب، فتناقل القوم أخباراً ما أنزل الله بها من سلطان، فأثّرت على العباد والبلاد، وما أسوأ الإشاعات في زمن تشرق فيه المعلومة وتغرب في بضع ثوان.
ومما سمعته وهو كثير كثير، أن قطر أقفلت حدودها مع السعودية حتى تنجلي الأخبار وتظهر الآثار! ولأن إشاعة أن الإحساء منطقة موبوءة فقد أعلنت فنادق الإحساء وشققها المفروشة أنها أصبحت منطقةً خاليةً من المسافرين وعابري الطريق إلا من رحم ربك وهم قلة قليلة!
أما المكالمات الهاتفية بين قطر والإحساء فلم تتوقف، والكل يسأل: هل سنعود سالمين إذا زرناكم أم نستودع الأهل والأحباب قبل السفر؟ فإذا سمعوا إجابة مطمئنة انهالت أسئلة أخرى في الاتجاه نفسه فـ «يا روح ما بعدك روح».
أما إخواننا في البحرين فقد تنادوا بينهم: حرام علينا دخول القطيف والإحساء فلم تعد المنطقة داراً لنا، فنحن قوم نحب الحياة وما لنا في الهالكين من سبيل! وتناقش القوم بينهم: هل يصلح أن نحج هذا العام ما دام أن هناك احتمال أن يحج إحسائي؟ ألا يمكن أن ينتقل معه (كورونا) فنصاب منه بما يؤلمنا؟ وهكذا تشعب النقاش واختلف القوم بينهم ولا أدري على أي قاعدة رسوا!
الإحسائيون أنفسهم كانوا يترددون في زيارة المرضى خوفاً من (كورونا)، كما أنهم كانوا يخشون على أبنائهم من التجمعات مثل المدارس والأسواق، وعندما يُصاب أحدهم بحرارة أو زكام ترتجف أوصاله وأوصال من حوله: هذا (كورونا) وأيم الله حانت ساعة الفراق!
غياب المعلومة الصادقة فعلت ذلك كله، وقلة التوعية بالمرض وأخطاره كانت السبب الأقوى في انتشار كل أنواع الإشاعات، والإنسان لا يُلام في مثل هذه الظروف.
ولكن... أين التكامل بين دول مجلس التعاون في مثل هذه الحالات؟ قطعاً الخوف من (كورونا) وصل إلى الكويت والإمارات وعمان، وسمعت أقاويل حول ذلك، وبما أن الحركة بين شعوبنا متواصلة فلماذا لم يتعاون منسوبو الصحة والإعلام بوضع خطة مشتركة للتعامل مع هذا المرض الذي قد يصلهم جميعاً وبطريقة علمية دقيقة يعرف فيها المواطن يوماً بيوم حقيقة ما يجري وما ينبغي عليه فعله، بدلاً عن الصمت الذي يفسح للإشاعة أن تقوم بدورها في طمس الحقيقة وإشاعة الخوف؟
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3910 - الثلثاء 21 مايو 2013م الموافق 11 رجب 1434هـ
من البر
ليش التاريخ المدكور في المقال بالهجري؟
مسامير ومزامير تراثيه
تراثنا تقاقي ومتوارث أبا عن جد - عادات وتقاليد وليس أدب وفن ومسرح وقراءة وإطلاع على الادب الفرنسي الفار من نفسي ونفسك بالتمام ملئا بالهموم ليبتلي. يعني تعاون علمي في ظل تصادم مذنبين حضاريين لبنوا عبس والعمالقه صعب تجاوزه. لا بيتحاورون ولكن بيتذابحون وشاطر شيطانه نايم وأخرس بعد. ليس هناك خلل أوعلة إلا غلاء ومغالات ومغالطة ولاة أمر لا نهي عندهم للنفس الأمارة بالسوء. فدولنا ناميه وأصح كتب عليها أنها عالم ثالث ونايمة في العسل ترف وهرفيه بعد مع الاعتذار لكاتبنا الهرفي!! فهل نتغير الى الأحسن ونتطور
جار ومجرور وأجرة مأجور - أغادر ومغادر لهذه لدنيا الفانيه
الموت ليس كملازمة داون لكنه لزامي ولا مفر ولا خيار لنا في عدم الموافقه عليه أو عدم القبول، لكن إختطاف وقتل وتعذيب ليس أمنية كل حي أن يموت بهذه البشاعه. وقول حكيم قد قاله نبيكم الأكرم (ص) إن لكم في كل ذات كبد رطبة أجر.. هنا قد لا يبدو أن بوسع الناس معرفة أن الانسان من الثديات وفيه كبد. فهل يعني أن من أطلق عنان كوفي برازيلي لأخذ أو أصح إزهاق الأرواح ما عنده كبد أو منبطه كبده ومقهور في قلبه غل وحقد على الفقارة والمساكين، فراح روحهم من الدنيا لألا يتعذبوا ويكسب فيهم أجر؟
مجلس التعاون
بس فى الأمن وماعدا ذلك كل حسب السياسه الخاصه به والإ مرض خطير يندر الجميع وهم فى غفلة ساهون ام بهم ريب المنون ام لا يهمهم ذلك مادام فى منطقه معينه .