طالعتنا صحيفتكم يوم (أمس) الأحد الموافق 19 مايو 2013م في العدد رقم «3907» بعمود أحد المعبرين عن رأيه حول قرار إداري بمجمع السلمانية الطبي، والذي تناسى بأن مثل هذه القرارات تتخذ بشكل دوري من أجل مصلحة العمل وبما يتناسب مع تقديم خدمة صحية أفضل للمرضى والمترددين على مختلف أقسام وزارة الصحة، ولا يتم اتخاذ قرارات من شأنها تعرقل سير عمل الطواقم الطبية أو الصحية التي تعمل كخلية نحل على مدى الـ 24 ساعة خلال اليوم.

وما أشير إليه من خلال هذا العمود في صحيفتكم يوم أمس، قرار اتخذ بعد اجتماع عقد على مستوى كبير وتم إشراك كبار المسئولين في مجمع السلمانية الطبي، وصدر هذا القرار التدويري لتحقيق استفادة أكبر من هذه الكوادر العاملة في أقسام أخرى وتدريب كوادر صحية عاملة على مهام جديدة كفيلة بجعلهم صف ثان مؤهل ومتواجد في هذا الصرح الكبير في حال غياب أحد الكوادر الصحية، وعدم الإخلال بسير العمل أو حرمان المريض من أي خدمة صحية أو علاجية في المستقبل.

إن السياسة التدريبية التي تنتهجها وزارة الصحة هي تدريب أكبر عدد ممكن من الكوادر العاملة، والأستفادة من خبرات العاملين ذوي لسنوات طويلة لتعم الفائدة على الجميع والإستفادة من تبادل الخبرات، ولا يتم نقل كما ذكر في العمود النقل التعسفي أو الإقصاء، حيث أن هناك توجد قوانين وضوابط من ديوان الخدمة المدنية تطبق بجميع لوائحها على الموظفين بمختلف قطاعات الصحة.

كذلك الحال على الاجتماعات التي تعقد ويتم فيها استضافة الأخصائيين والخبراء وزوار المجمع من الدول الأخرى، حيث تعقد بوجود المعنيين ورؤساء الأقسام، ليتم الإتفاق على آليات العمل وخطط التدريب والإحتياجات المطلوبة، ولا يتم إقصاء أي طرف مسئول عن هذه الأقسام أو البرامج.

نود يا سيدي الكريم أن نلفت عنايتكم بأن حجم العمل بمجمع السلمانية الطبي يسير بشكل ثابت، وذلك بحسب المؤشرات الحيوية والتي ترصد بشكل يومي من خلال تردد المرضى على مختلف الأقسام حيث يتراوح معدل تدفق المرضى على دائرة الطوارئ والحوادث يومياً حوالي 850 مريض، ويتواجد حوالي 1150 مريض يرقد في مستشفى السلمانية على مختلف التخصصات، ويتردد على العيادات الخارجية يومياً حوالي 3000 مريض بمختلف التخصصات، هذا إلى جانب العمليات الجراحية الكبيرة والبسيطة والتي تقدر بـ 780 عملية جراحية خلال الإسبوع، أضافة إلى ذلك التحاليل المختبرية والتشخيصية التي تبدأ منذ الصباح الباكر إلى المساء وتتواصل لساعات متأخرة بالليل، ويقدر عدد الوصفات الطبية التي تصرف من صيدلية السلمانية بحوالي 5000 وصفة يوميا. وهذا ما يبين لكم سيدي الفاضل حجم العمل وتزايد ونيرة الإستفادة من الخدمات الصحية، وليس كما أطلق عليها بـ «تدنّي الخدمات الطبية المختلفة في مجمع السلمانية الطبي هو نتيجةٌ طبيعيةٌ لتطبيق سياسة التدوير والإبعاد للطواقم التمريضية ذات الخبرة في مجالات العلاج المختلفة» وما بينه الكاتب بأن هذا القرارات قد أضرت ضرراً شديداً، في عمل أطباء في هذه المراكز المختلفة في مجمع السلمانية الطبي ونتج عنه تدني الخدمات الصحية والتمريضية خاصة للمرضى وعزوف المرضى عن تلقي العلاج في مجمع السلمانية والتوجه للعلاج في المستشفيات الخاصة!

إن الأرقام والمؤشرات التي لديكم كفيلة بتوضيح حجم العمل بالسلمانية وطالي الخدمات الصحية، والأقبال عليها، ونحن هنا نملك البراهين والأدلة البسيطة، وكلنا ثقة بتقديركم وتقدير القارئ الكريم بالجهود المبذولة لخدمة المرضى والمترددين على هذا الصرح الطبي الكبير، وأن ما يثار في الصحف المحلية بهذا الشكل قد يؤثر على ثقة المريض بالمجمع الذي يقدم له العلاج، مما يؤثر على صحته وسلامته وأداءه، كذلك يؤثر على انتاجيته لخدمة هذا الوطن وعطاءة، ويجب التكاتف والعمل سويا لجعل هذا المجتمع سليم خالي من الأمراض ومتعافي، ويفخر به وطنه.

إن حكمة القائمين على إدارة هذا الصرح الحضاري الصحي الذي ساهم في النهوض بتقديم خدماته أجيالٌ من الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين والأطباء وهيئات تمريضية وعاملين صحيين خلال العقود الماضية سيستمر في العطاء والبذل سنوات وسنوات، ولن يتدنى مستوى الخدمة، ونتمنى للجميع دوام الصحة والعافية. انتهى.