في الصباح الباكر جلس الابن على طاولة الفطور التي تحتوي على الخبز والشاي فقط، وقبل أن يأكل قال: «شكراً لك يا أمي، على هذا الفطور (وقبّل يدها)، وشكراً لك يا أبي على توفير الفطور»، (وقبل يده).
وبعد أن أكل الخبز وشرب الشاي، قال: «الحمد لله، اللهم احفظ أمي وأبي»، ثم قبّل رأسهما وذهب إلى المدرسة.
بناءً على هذه الصورة المقتضبة، تخيّل ما هو مستوى الحب والسعادة الذي تعيشه هذه الأسرة؟
فالحب والسعادة لا تقاس بالمال والأكل، فالأسرة فقيرة تأكل الخبز والشاي فقط، لكنها تعيش الحب والسعادة بكل تجلياتها.
بغض النظر، أن الحكومة شيء، والأسرة شيء مختلف، لكن هناك عبرةً تتمثل في نعمة الشكر والبرمجة العقلية. فالحكومة لديها مشكلةٌ تتمثل في فقدان نعمة الشكر من فئات واسعة نتيجة الأداء، وهذا الفقدان أدى إلى برمجة عقلية تتوسع شيئاً فشيئاً، وفي نهاية الأمر هذه البرمجة ستسيطر على السلوك العام بمرور الزمن.
تصرف الحكومة الملايين من الدنانير، وبدل أن تجعل الناس تشكرها، تجعلهم بسبب سوء التنفيذ يذمونها؟ لماذا الحكومة لم تسأل نفسها؟ في البداية كان أهالي القرية (أ) يطلبون مشروعاً، وبعد أن وافقت الحكومة على المشروع بالملايين، شعر الأهالي بالارتياح، وشكروا الحكومة على اهتمامها، لكن ما أن يبدأ التنفيذ وبمرور الأيام يستاء الناس ويشعرون بالغضب، ومن ثم اللعن. وبدل أن يصبح هذا المشروع إنجازاً للحكومة يشكرها الناس عليه، يصبح المشروع مولداً لمشاعر الغضب تجاه الحكومة.
قبل عام، في قرية العكر التي أسكنها، عندما بدأ تنفيذ مدّ أنبوب مجارٍ إلى منزل امرأة كبيرة في السن، شعرت بسعادة، وسمعتها بإذني تقول «الله يخليكم»، وأخذت تقدّم وجبات الفطور والغذاء إلى العمال، لكن بعد أن تم تنفيذ مد الأنبوب، اكتشفت أنهم ضحكوا عليها عندما أخبروها أنهم وضعوا مانع الفئران، فأخذت تدعي عليهم، وتقول: «الله يغربلهم»، وفي كل يوم تقول «الله يغربلهم»، وإلى اليوم تقول هذه الكلمة، ويبدو أن هذه الكلمة سترددها إلى أن تفارق الحياة. فالإنسان لا يقبل أن يضحك عليه أو يتلاعب بمشاعره.
من الأمثلة، كان أهالي العكر يطالبون بالمجاري منذ التسعينات من القرن الماضي، وعندما وافقت الحكومة في مطلع الألفية شعروا بسعادة، وشكروا الحكومة، ولكن أثناء التنفيذ وبعد التنفيذ لو تذهب للقرية، تراهم غاضبين، وكأنهم في قرية منكوبة.
لماذا الحكومة لم تسأل نفسها؟ إن قرية العكر في حركة التسعينيات التي قادتها المعارضة، لم تكن في خريطة الاضطرابات الأمنية، حتى أن أهالي العكر كانوا متهمين بأنهم عملاء إلى الحكومة! بينما في الوضع الحالي الذي بدأ في فبراير 2011، تجد قرية العكر متصدّرةً خريطة الحراك السياسي.
الجواب، ليس مشروع المجاري، وإنما في الأداء للعديد من الملفات على مستوى الدولة، أدت إلى سيطرة المشاعر السلبية على نفسية الأهالي.
وقرية العكر مثال، للعديد من القرى في مختلف مناطق البحرين، فالأداء غير الجيد يسيء إلى الحكومة، لأنه بذلك يفقدها نعمة الشكر. والمحرّض الحقيقي هم المسئولون الذين يسيئون إلى الحكومة بأدائهم السيئ، والأداء السيئ هو بيئة مثالية للتشاؤم الذي إذا وجد، حلّ الخراب والدمار.
من المفترض أن الحكومة عندما تصرف الملايين، عليها أن تجعل الناس تشكرها، من خلال أدائها الذي يأخذ بعين الاعتبار مشاعر الناس أثناء التنفيذ، بحيث يقول الناس شكراً يا حكومة، صنعتِ اقتصاداً قوياً يوفّر وظائف لأبنائنا. شكراً يا حكومة على المشروعات الإسكانية. شكراً يا حكومة على البنية التحتية من شوارع وخدمات...الخ.
هذا غير موجود، مثلاً المدينة الشمالية، التي عندما أطلقت في العام 2000 شعر الناس بسعادة، إلى الآن بعد مرور 13 عاماً، يشعر الناس بالإحباط. ما يثير المخاوف أن فقدان نعمة الشكر، قد تتحوّل إلى برمجة في العقل البشري، وهذه مرحلة خطيرة.
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 3908 - الأحد 19 مايو 2013م الموافق 09 رجب 1434هـ
قاعدة الباب وألي الألاب
مستشارو إشارة مرور ليس كما من أشار الى أن مستشاري شورى ماليه النواب آشوريه، أما مستشار آخر فقال بعد مداولة ومداومة على المشوره وأكل العنب بقشوره أن المشورة مصريه. فسأله سائل خان جنكيز ما مصيره لما كان ذلك فقال لأنه لا يصح الا الصحيح واستشارة كهنة تجلب لعنة فرعون مصر وفرعون كيد كاد بيزيد فأباح وما راح يقصرون ضيوف مضافين جاء بهم مستثمر خليجي. ولو طولوا وقصروا الحال واحد من بعضه. فأين بعضعم وأين كلكم سيرحلوا؟
نعم
لقد اصبت يا اخي اين الحكومه قبل الاحتجاجات في التسعينات قري كثيره مهمله ، ولو بدؤا بتنفيذ الاسكان وتوظيف العاطلين لما وصلت البحرين الي هذا الحال ، فهم من خربوا البحرين وحطموا انفاس البحرينين
هي تسمع من يركع وينظف الخشوم
لا كن من دون ذلك كالمثال الامريكي من لم يكن معي فهو ضدي
يالة يصبوا القهوة ويزيدوها هيل
وبعد شنوو : بس في البحرين - هنا في البحرين يعني البحرين مافيها شيئ زين وصالح للاستخدام كل شىئ مو شيئ اقول قوموا صبوا لي قهوة بس