ضمن اطار يغاير الصورة التقليدية للاحتفالات، إطار حالم يمزج بين الثقافة والترفية والبهجة، إطار يشرف بنا على التراث ، احتفت مملكة البحرين ممثلة في وزارة الثقافة باليوم العالمي للمتاحف.
حيث نظمت وزارة الثقافة يومًا مفتوحًا لكل المتاحف البحرينية عبر فعالية (ثلاثة متاحف وشاي حليب)، اصطحبت خلاله الجمهور في جولات سياحيّة لثلاثة متاحف تضمنت متحف البحرين الوطني، ومتحف موقع قلعة البحرين ومتحف قلعة الرفاع. برفقة إرشاد سياحيّ باللغتين العربية والإنجليزية، مع استراحات يُقدّم فيها الشاي والوجبات البحرينية التقليدية.
هناك في أعلى تل آثري تبلغ مساحته 17 هكتار ونصف، هناك في موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والذي شيد منذ اكثر من 4000 عام وكان عاصمة دلمون القديمة، وفي متحف القلعة الذي افتتح في عام 2008 ليكون شاهدا على اهمية هذا الموقع الاثري، انطلقت جولات لطلاب المدارس للتعرف على آثار وحضارة بلادهم، لغرس ثوابت الهوية والانتماء في هذا العمر الذي يبدأ فيه الطفل بتكوين شخصيته.
فيصل علي – الاول اعدادي- يؤكد إنه يزور متحف قلعة البحرين للمرة الثانية، حيث اعتادت اسرته زيارة المتاحف بين وقت واخر ليتعرف الجميع على التراث، يقول" عندما كنت صغيرا لم أكن اعرف قيمة زيارة المتاحف، ولكنني اشعر بالسعادة وانا اتعرف على تاريخ بلادي، لقد كبرت واعرف الآن قيمة التاريخ والتراث"، وتؤكد ام فيصل انها تحرص اصطحاب اولادها إلى المتاحف والأماكن التراثية في البحرين بهدف التعرف على حضارة بلادهم، والتشبث بالتاريخ الذي ينمي داخلهم الاحساس بالافتخار بهذا البلد وبتلك الهوية، معلقة " اولادي في مدارس خاصة ولذلك احرص دائما على ارتباطهم بهويتهم، وبتاريخ وحضارة بلادهم، احاول تحقيق التوازن بين الارتباط بالهوية وبين السعي وراء الحداثة لمواكبة الحاضر".
وسط انغام الفرقة الشعبية، والأجواء الحميمية التي عكست عبق الماضي، أكد محمود ابو زيد مدير بإحدى شركات الكمبيوتر، إن في قلعة البحرين تمتزج الثقافة بالبهجة والترفيه، مؤكدا ان المكان في غاية الروعة التي تعكس مدى اهتمام مملكة البحرين بتقديم تاريخ بلادها ضمن باقة جميلة، مشيرا إلى ان المتحف يعرض حوالي 500 قطعة اثرية تعتبر من اهم المقتنيات المستخرجة من الموقع والتي تستعرض الحقب التاريخية التي مرت بها البحرين، وفي الوقت نفسه يعد المكان من الاماكن السياحية المتميزة في البحرين الذي يجذب اليه الزوار في كل وقت.
جولة اخرى انطلقنا فيها إلى متحف البحرين الوطني، على هذا الجانب وقفت عائلة آسيوية تنظر بتمعن إلى أثر تاريخي من منطقة سار، محمد قيصر يعمل مدرسا بإحدى المدارس الخاصة يؤكد، إنه يقيم في البحرين منذ ثلاث سنوات مع اسرته التي يحرص على اصطحابها للمتاحف لتتعرف على تاريخ بلد الإقامة، مؤكدا إن التعرف على حقيقة الشعوب تبدأ من التعرف على الجذور والهوية، مشيرا إلى أن زيارة المتاحف تدخل المرء عالم ثقافي يثري معلوماته الثقافية بحضارة الشعوب المختلفة.
موسى جعفر يؤكد إن زوجته تعشق المقتنيات الآثرية القديمة، ولذلك تتكرر زيارتهما إلى المتحف، حيث تشاهد هناك الآثار التي تدل على الحقب التاريخية المختلفة، مؤكدا إنها ضرورة لابد أن تسعى اليها كل اسرة، فمن المهم ان تتعرف الآسر على تاريخ حضارتها.
عشرون عام في الارشاد السياحي في وزارة الثقافة ، محمد خليفة البوعينين اخصائي ارشاد في متحف البحرين الوطني، يقول " تحت رعاية معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة تحتفل مملكة البحرين كعادتها سنويا باليوم العالمي للمتاحف".
مشيرا إلى أن هذه الاحتفالية تصاحبها فقرات من التراث الشعبي البحريني، والعديد من الجولات السياحية ليتعرف زوار المتحف على اقسامه، وعلى البيوت التراثية، وعلى غيرها من الآثار التي تدل على الهوية والموروثات التاريخية والحضارية التي تدل على تاريخ البلد.
مؤكدا ان الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف يتضمن جولات سياحية وثقافية تصطحب خلالها نماذج عديدة من الجمهور من المواطنين والمقيمين وزوار البحرين للتعرف على تاريخ وآثار البحرين ضمن اجواء تعكس النمط التراثي للبحرين.
ويؤكد البوعينين إن اسئلة الزوار تتكرر حول العادات والتقاليد البحرينية الأصيلة، والتاريخ البحريني سواء المتعلق بحضارة دلمون او تايلوس ، وأكثر الزوار يعشقون الفقرات الشعبية المصاحبة لهذه الاحتفالية، معلقا "نحن لابد أن نؤكد على اهمية انشاء المسرح الوطني الذي يعد انجازا يضاف إلى انجازات معالي الشيخة مي بنت محمد ال خليفة وزيرة الثقافة"، مؤكدا ان معرفته بتاريخ بلاده زاده عشقا لهذا الوطن، نعم فالهوية والجذور والموروثات تلصقنا بهذا الوطن فنزداد عشقا له.
زائر
أي هذا الي فالحين فيه اتعدلون لزوار لكن المواطنين مو مفتكرين فيهم