«الجاثوم» مرض، كثير من الناس يجهلون أسبابه، سواء كانوا أناساً عاديين أو أطباء، وهم لا يعرفون ماهيته ولا أعراضه، ويتداولونه على أنه مجرد خرافة لا تمت إلى المرض بصلة.

إن «الجاثوم» أوالنوم القهري كما يسمى علميّاً لم يصل الطب إلى علاج محدد يقضي عليه وهو ما يؤثر سلباً على حياة الأشخاص نتيجة فقدان الثقة بالنفس والإهمال وبالتالي تتأثر الحياة الأسرية والاجتماعية بالاضافة إلى التأثير السلبي في التحصيل العلمي.

مرض «الجاثوم» له أسماء عدة، وأهم أسمائه العلمية هو النوم القهري، وشلل النوم، ونوبات النوم المفاجئ أما العامية المتداولة فأبرزها الجاثوم والكابوس، والمس الطائف.

من خلال طرحنا هذا التحقيق استطلعنا آراء اختصاصيين نفسيين واجتماعيين، لنقف على مفهوم هذا المرض وأسبابه وعلاجه.

شبر القاهري الطبيب المختص بالأمراض النفسية بمستشفى الطب النفسي قال: «إن هذا المرض لا يعتبر أحد اضطرابات النوم بل اضطرابات القلق، حيث قد يحصل في جميع الأوقات وفي أي مكان، لكن هناك بعض المرضى يعانون منه أثناء النوم ما يشعرهم بالإحساس بالاختناق وسحب الروح وشعور هائل بالخوف من احتمالية الموت وعدم القدرة على الحركة، وقد أظهرت الدراسات أن 20 في المئة منهم قد يغشى عليهم».

وأضاف «كما يصاب المريض باضطراب الذاكرة ويصاحبهم خفقان وسرعة وعنف في حركات القلب، ما يشعر المريض بأنه أصيب بنوبة قلبية حادة، اذ تستمر هذه الحالة لعدة دقائق ولا تزيد على الساعة، وتكون نسبة الإصابة بالهلع في هذه الحالة 12 في المئة، وتكون عادة هذه الحالة بشكل مفاجئ ولها علاقة بالعوامل البيلوجية وبإفراز بعض المواد الكيميائية بالمخ».

بدورها قالت الاختصاصية النفسية رجاء حجيري بمستشفى الطب النفسي، إن مرض الجاثوم هو عبارة عن نوبة من ضيق التنفس تصيب المريض فجأة، وترافقه لمدى الحياة، وإن لم يتم علاجه فقد ???? ??? ????? ???? ????? ????????? ???????? ???????? ????? ????????? ??? ???????? ???? ?????.

وأضافت، عاد ة ما تكون أعراض مرض الجاثوم ضيق في التنفس يصاحبه شلل في الحركة بالإضافة إلى عدم القدرة على الكلام وارتخاء عضلات الرقبة بحيث يشعر المريض بعدم القدرة على رفع الرأس.

وهذا ما أكدته الأخصائية الاجتماعية كفاية آل مبارك، اذ قالت: «إنه نوبة من ضيق في التنفس تصيب النائم فجأة عندما يكون غير مرتاح في النوم، ويحدث عندما يكون وضع الجسم غير مريح أو أن الفرد نام بعد وجبة دسمة، بالإضافة إلى الانزعاج أو القلق تجاه موضوع مَّا لدرجة كبيرة جدا نتيجة علاقته بالحالة النفسية ما يؤدي إلى ضيق في التنفس وعدم القدرة على الحركة والكلام بالإضافة الى صعوبة في الوعي.

بينما وصفت الأخصائية الاجتماعية زينب يوسف مرض الجاثوم بأنه مرض يحس به الانسان عند دخوله في النوم بأن خيالاً ثقيلاً يقع عليه ويعصره ويضيق تنفسه.

أما هو شائع عند الناس عامة فهو أن الجاثوم عبارة عن جني يجلس على صدر المريض فيصيبه بالاختناق وكأنه يسحب الروح من الجسد كما الموت. وهذا ما وصفته فاطمة السيد، بأنها منذ كانت طفلة صغيرة كانت تعاني من «الجاثوم»، وكانت تعتقد أنه مجرد خرافة نقلت إليها عبر الأجيال بأنه شيطان يقعد على صدر المريض ليخنقه، وذلك لسبب أن كثيراً من المرضى يجهلون أسبابه العلمية.

وللأسف الشديد لا يوجد علاج محدد للقضاء على هذا المرض، ومن خلال حديثنا مع الأخصائي الاجتماعي أحمد عياد، عرض بعض الطرق التي تساعد على القضاء عليه وذلك يكمن في الوقاية منه من خلال النوم بطريقة صحيحة وعدم الإفراط في الأكل، وفي حالة الإصابة بالجاثوم يجب تهدئة النفس ومحاولة النهوض وشرب الماء.

ويضيف عياد «لقد صادفتني حالة من حالات الجاثوم، حيث كنت في حالة إرهاق وعدم القدرة على التنفس وثقل على الصدر وبدأت في تلاوة آيات من القرآن الكريم ونهضت لشرب الماء».

ونصحت رجاء حجيري مرضى الجاثوم بتنظيم ساعات النوم الكافي حيث إنه من أهم الأمور التي يجب أن يمارسها المريض، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والاسترخاء والراحة النفسية، فقد ساعدت هذه الأمور على تحسن حالة المريضة ف.ح.ع التي قامت بمعالجتها.

وذكرت، الأخصائية زينب يجب على المريض تحريك عضلات الوجه والعينين من جهة الى أخرى.

أما شبر القاهري الطبيب المختص بالأمراض النفسية بمستشفى الطب النفسي فيقول: «هنالك علاج دوائي لمرض النوم القهري ومنها مضادات القلق و(cipralcx Paroxetine) وتمارين الاسترخاء والرياضة والعلاج السلوكي المعرفي حيث يجب أن يتفهم الإنسان حالته وأن يتم توضيحها له.

ويضيف «كثير من المرضى مصابون بنوبات الهلع ومن بينهم من تنتابهم هذه النوبات أثناء النوم، فقد كانت إحدى المرضى فتاة (28 عاماً) تنتابها هذه الحالات أثناء النهار وبعض الأوقات في الليل، حيث تستيقظ أثناء الليل مصابة بالذعر ولا تستطيع الحركة والشعور بأنها على وشك الموت بالإضافة إلى زيادة خفقان القلب، ويكون معظم المرضى لديهم تاريخ من الضغوط النفسية وخاصة مرضى القلق والاكتئاب.

في ختام التحقيق، نتمنى من الجهات المختصة توعية الناس بحقيقة المرض وخاصة أنه يشتهر بينهم بأنه «شيطان». فلابد من تعريفهم به بشكل علمي، كي يتم تلافيه وعلاجه وخاصة أنه كما قال الاختصاصيون أنه يؤدي الى الوفاة بالإضافة إلى أنه يؤثر سلباً على التحصيل العلمي ويسبب المشاكل الأسرية.