أرسلت نيجيريا اليوم الخميس (16 مايو/ أيار 2013) طائرات مقاتلة لدعم القوات التي تحارب متمردين إسلاميين يزدادون قوة في شمال شرق البلاد في اليوم الثاني لهجوم عسكري أحدث انقساما في الرأي العام بشأن أفضل السبل للتعامل مع التمرد.
ورأى مراسل من رويترز طائرتين من طراز ألفا تهبطان في مدينة يولا في ولاية آداماوا وهي إحدى ثلاث ولايات أعلن الرئيس جودلاك جوناثان حالة الطوارئ فيها يوم الثلاثاء. والولايتان الأخريان هما بورنو ويوبي. وقالت مصادر امنية إن القوات بدأت مداهمة مخابىء إسلاميين في شمال شرق البلاد اليوم الخميس. وقال مصدران امنيان طلبا عدم ذكر اسميهما إن الجنود داهموا مناطق في محمية سامبيسا جيم الطبيعية وهي منطقة سافانا مساحتها 500 كيلومتر مربع في ولاية بورنو حيث انشأ الاسلاميون قواعد. ولم يدل المصدران بمزيد من التفاصيل. وأرسل جوناثان القوات بأعداد كبيرة للتصدي لهجمات تزداد جرأة وفتكا تشنها جماعة بوكو حرام الإسلامية التي تسعى لإقامة دولة إسلامية في نيجيريا وتسيطر بالفعل على مناطق في شمال شرق البلاد. وقالت جماعات تدافع عن حقوق الإنسان إنها تخشى أن يؤدي تصعيد الصراع إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين لكن تحرك جوناثان يحظى بتأييد عام في نيجيريا بعد أن فشلت إلى حد كبير مساع استمرت لأكثر من ثلاث سنوات لاحتواء التمرد. وأكد المتحدث باسم القوات الجوية يوسف اناس في اتصال هاتفي مع رويترز أن "الطائرات" التي تضم طائرات هليكوبتر وطائرات حربية أرسلت لدعم القوات الإضافية التي تم نشرها في إطار العملية. وأحجم عن تقديم تفاصيل أخرى. وقال مصدر عسكري إن الطائرات ستقصف قواعد ومعسكرات تدريب للإسلاميين. وقطعت الاتصالات الهاتفية في ولايتي بورنو ويوبي بشكل كامل تقريبا اليوم الخميس. ورحب البعض في آداماوا بحذر بالهجوم حيث أعلن حظر التجول من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا. وتخضع الولايتان الأخريان لحظر تجول بالفعل. والولايات الثلاث من بين الولايات النائية الأكثر فقرا في نيجيريا وتقع بالقرب من مناطق حدودية مع تشاد والكاميرون والنيجر. وقال أودو جون وهو تاجر في سوق جيميتا "تخضع هذه الولاية لسيطرة المسلحين منذ فترة طويلة جدا (التحرك) تأخر طويلا." لكن رجلا آخر يدعى أحمد عثمان قال إنه يخشى من استهداف مدنيين بالقتل أو التعذيب على أيدي جيش اشتهر بانتهاكاته.
وقال إن عائلته ستنزح في أقرب وقت ممكن. وأسفر تمرد الإسلاميين عن سقوط آلاف القتلى وزعزعة الاستقرار في أكبر دولة أفريقية منتجة للطاقة منذ أن بدأ في عام 2009 . لكن قلما تعاملت معه النخب النيجيرية كأولوية نظرا لأن معظمه وقع بعيدا عن المراكز الاقتصادية مثل مدينة لاجوس التجارية أو العاصمة السياسية أبوجا ولأنه يبعد مئات الأميال عن حقول النفط في جنوب شرق البلاد. ويعتبر تحرك جوناثان ردا على المنتقدين الذين اتهموه بعدم التعامل مع الأزمة بما يكفي من الجدية. لكن الولايات المتحدة أبدت قلقها أمس الأربعاء من "دورة للعنف" تتفاقم وهو رأي عبرت عنه أيضا اليوم الخميس كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش المدافعتين عن حقوق الإنسان.
ووثقت المنظمتان حالات للانتهاكات على أيدي القوات النيجيرية من بينها الإعدام بدون محاكمة وإطلاق النار بشكل عشوائي. وقالت نائب مدير البرامج في العفو الدولية لوسي فريمان لرويترز تليفونيا "كل ما تفعلونه هو أنكم تمنحون الجيش صلاحيات أكثر لكنه تجاوز بالفعل الصلاحيات... وينتهك حقوق الإنسان على نطاق واسع." وقال إيريك جوتشوس الباحث في هيومن رايتس ووتش "إذا واصل الجيش ممارساته باستهداف المدنيين فإن هناك احتمالا لحدوث انتهاكات أثناء هذا الهجوم... أساليب الجيش أدت إلى إشعال العنف المتصاعد."