في اشتغالها على صناعتها السينمائية، وحيث تنسج بصرياتها وأصواتها لتقول واقعها وأحلامها، اختتمت الجمهورية الأندونيسية مساء اليوم الأربعاء (15 مايو/ أيار 2013) مهرجان الأفلام الأندونيسية الذي انطلق يوم الأحد الماضي (12 مايو/ أيار) الجاري في متحف البحرين الوطني، بالتنسيق ما بين وزارة الثقافة وسفارة الجمهورية الأندونيسية، وذلك بحضور سفير أندونيسيا لدى مملكة البحرين شيلمان أريسمان وعدد من المهتمّين بالنتاج السينمائي والفيلمي.
وقد كانت الانطلاقة مع فيلم "المستنير" من إخراج هانونغ برامانتيو والذي أُنتِجَ في العام 2010م.
ويمثّل هذا الفيلم نموذجًا إنسانيًا ودراميًا اقتُبِسَ عن قصّة واقعية حول "أحمد دحلان" مؤسس إحدى أهم المدارس الإسلامية المشهورة في أندونيسيا "المحمديّة"، وتنسّل الحكاية والذاكرة البصرية إلى مدارج طفولته ونشأته في قرية دينيّة، حيث كان والده قائدًا إسلاميًا.
ومن هذه البيئة تنسج الشخصية ملامحها شيئًا فشيئًا، وتتّصل الأحداث الدرامية إلى ذاتية الإنسان فيه ويبدأ في اقتسام أسئلته مع الكون.
كما يعايش تمرّداته ليدافع عمّا يؤمن به ويعتقده، ولينفض عن نفسه ما كان يحمله من معتقدات بديهية أُورِث إيّاها رغم عاهاتها وأخطائها.
وينقل الفيلم سيرة توثيقية لشخصية أحمد دحلان، مركّزًا على حالته الداخلية التي تتمرّد على المسلّمات دون أن تنقلب، ولكنها تعيد التفكير والتنظير في هذه الموروثات والمعتقدات.
أما ثاني أيام المهرجان فقد استوقفت فيلم "عندما يبارك الله الحب" الذي أنتجه شارول إمام، والذي يجسّد إحدى أكثر الكتب الأندونيسية مبيعًا في جنوب شرق آسيا حول شاب عشريني يواصل دراسته في جامعة الأزهر بالقاهرة ويُضطَر بسبب الظروف للعمل كطاهٍ لإحدى الأكلات الشعبية الأندونيسية، إلى أن يقع في حبّ ابنت السفير الأندونيسي، وتبدأ الحكاية بفصولها الأخرى، في صراعات ما بين المعتقدات الدينية والانجراف العاطفي، حيث تتصاعد الأسئلة وتطفو على العلاقة مخاوف ونزاعات داخلية.
"الأم التي ترغب بالحج" هو الفيلم الأندونيسي ما قبل الأخير، وقد أُنتِج في العام 2009م منساقًا إلى تسليط الضوء على واقع الفقر والحاجة في المجتمعات البائسة، عبر حكاية أمٍ ترغب في الحجّ، وتبدأ مساعيها من أجل هذا الحلم.
المقارنة الشفيفة ما بين حلمٍ واحد يمكن تحقيقه بالمال بالنسبة للغني، وبالشقاء والصبر بالنسبة للفقراء، يطرح مسائل مجتمعية وعلاقات دينية والكثير من الاستفهامات حول العدالة.
أخيرًا، اختتم مهرجان الأفلام الأندونيسية مساء اليوم الأربعاء فعالياته بفيلم "الملك" بعد ثلاثة أيام متواصلة تناول فيها المهرجان العديد من القضايا الاجتماعية والفكرية للمجتمع الأندونيسي، ونقل رؤيته السينمائية والتصويرية عبر صناعة الأفلام.