نكسة جديدة، ليست قديمة تُكْتَب في تاريخ الكرة البحرينية بعد الفشل الذريع لمنتخب شواطئ اليد في الحفاظ على تاريخه أو على الأقل التأهل لنهائيات كأس العالم المقررة في المغرب، وجاء فيها المنتخب ثالثا في بطولة شاركت فيها 6 منتخبات فقط، منها 3 منتخبات مغمورة وغير معروفة هي هونغ كونغ وفيتنام وتايلند، وبحساب هذه المعادلة فإن المنتخب بالتالي جاء في المركز الأخير بين المنتخبات المتنافسة، لأن المركز الثالث لا يغني ولا يسمن في شيء.
منتخب الشواطئ أظهر عدم وجود الاهتمام والاحترافية في التعامل مع الإنجازات التي سطرها في السنوات الماضية التي جعلته أحد المنتخبات التي يشار إليها بالبنان وتنافس على المراكز المتقدمة، وهذه ربما سمة الاتحادات الوطنية جميعها وليس كرة اليد فقط، فهي لا تعرف كيف تعدّ للحفاظ على مكتسب حققته، وإنما تحضّر فقط لمكتسب تريده حاضرا وليس مستقبلا.
فعلا المنتخبات التي كنا نهزمها بفارق كبير من الأهداف أصبحت اليوم «تتبختر» علينا لتفوز علينا، فالمنتخب العماني مثلا أصبح الآن يتغلب علينا «رايح جاي» بعدما كنا نهزمه بسهولة، والمنتخب القطري أصبح يمر منا بسهولة بعدما كان يكافئنا في كل شيء.
كيف يمكن لأعضاء الاتحاد الإجابة عن أسئلة الجماهير البحرينية التي تستغرب التجاهل الواضح لمنتخب الشواطئ الذي لم يُشَكَّل وفق استراتيجية مبيّنة وواضحة، فكانت طريقة الإعداد - لا أقصد المعسكر ونجاحه- ضعيفة ورتيبة جدا، والأسماء المستدعاة بعضها ضعيفة هي الأخرى لا تصلح لتمثيل منتخب.
هذه النكسة بالتأكيد لها مسبباتها التي ربما يعرفها الاتحاد، لكنه يتغاضى عنها حاليا في سبيل المرور إلى كأس العالم وإخفائها بالتالي، لكن «الفأس لا بد أن يقع على الرأس» ما دام أساس تكوين المنتخب ليس سليما، أعلم بأن النقد الحاصل للمنتخب يفوق المتوقع، وأنا شخصيا امتنعت عن نقد المنتخب حينما كنا نشاهد القائمة المستدعاة ونتائج المعسكر، انتظارا لحدوث النكسة التي أوجبت النقد، لأن الأخطاء التي وقع فيها المنتخب أخطاء يتحمل في جزءا كبيرا منها مجلس إدارة الاتحاد، والسؤال هنا، كيف يُضم لقائمة المنتخب لاعبون لا يلعبون مع أنديتهم من بداية الموسم؟، وكيف يتم استدعاء لاعبين يعتبرون من صفوة لاعبي منتخب الصالات إلى الشواطئ؟ وعلى ذلك فإن استدعاء محمد عبدالحسين ومحمد المقابي للمنتخب الشاطئي قرار يحتاج لإعادة نظر، كل هذه تخبطات في التشكيلة أثرت بشكل كبير على نتائج المنتخب.
كيف يا ترى مر هذان السؤالان من مجلس الإدارة عندما صدّق على قائمة الأسماء، هل يوحي ذلك بأن القائمة وضعت وأُلزمت للمدرب قبل البطولة؟، حقيقة تستغرب من الأسماء التي كانت موجودة مع المنتخب في البطولة، ونحن لا نعيب هؤلاء اللاعبين، وإنما نعيب من قام باستدعائهم، فأي لاعب يحب أن يرفع راية بلده ويلعب تحت شعاره.
ننتظر لنتعرف أسباب الإخفاق الجديد من قبل مجلس الإدارة، وعلى ذلك فإن المجلس مطالب بالتفكير مليا في طريقة أفضل لتكوين منتخب الشواطئ الذي بدأ يخفت تدريجيا بعدما كان أحد الفرسان الآسيويين، ولعل إقامة مسابقة بسيطة بين الأندية كما هو الحاصل في اتحادي الطائرة والقدم، سيخدم من دون شك التكوين المستقبلي لمنتخب الشواطئ بعيدا عن المصالح والمحسوبيات، وإلا فإن على هذا المنتخب السلام.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3903 - الثلثاء 14 مايو 2013م الموافق 04 رجب 1434هـ