ينظر الكثيرون إلى الأمور المختلفة بنظرة شخصية بحتة سواء عن عمد لأجل تحويل الانتقادات الموجهة إلى السياسات إلى انتقادات شخصية لجر المنتقد إلى حلبة ليست هي حلبته، أو عن ضيق أفق وقلة اطلاع بحيث لا يفسر عقل الفرد الأمور إلا باعتبارها استهدافا شخصيا.

هناك علاقة مطردة بين ثقافة الشخص وتفسيره للأمور، فالنظرة الشخصية البحتة عائدة بالأساس إلى المستوى الثقافي المتدني وهذا يجده كل فرد في معاملاته اليومية.

صحيح أن هناك أيضا من يستهدف الآخرين في شخوصهم وليس في سياساتهم ولكن الأعم الأشمل بالنسبة للشخصيات العامة هو النظرة إلى طريقة عملهم والاختلاف حولها وليس إلى شخصياتهم التي نكن لها كل الاحترام والتقدير.

مناسبة هذا الحديث ما وجدته في طريقة تعامل بعض الاتحادات والأندية وغلبة النزعة الشخصية على هذا التعامل، فهم يحولون الخلاف حول السياسات إلى خلافات شخصية وحتى ردودهم تركز على شخص المنتقد وخلفيته والأسباب التي دفعته للانتقاد متناسين تماما أصل المشكلة وضرورة البحث عن حلول لها.

البعض ينسون أو يتناسون عن عمد مواقع الخلل الواضحة ويذهبون إلى أمور هامشية للتغطية على فشلهم ما يؤدي إلى استمرار الأخطاء وتراكمها دون علاج.

الأصل هو الاعتراف بالخطأ باعتباره نصف العلاج ثم البحث عن الحلول لإكمال النصف الآخر، أما التغافل عن المشكلة وارجاع الأمور إلى خلافات شخصية فهو خلاف العقل والمنطق وذليل ضعف وليس قوة.

مهما كانت الدوافع التي دفعت إعلامي أو رئيس جهاز أو مدير لعبة إلى الانتقاد وتبيان مواقع الخلل، فإن على المسئولين البحث عن الخلل بالفعل والاعتراف به إن وجد والعمل على علاجه سواء بتغييرات إدارية أو تغييرات فنية أو تغيير في السياسات وعملية التعاطي، ومن المأثور في هذا المجال «ليس المهم من قال ولكن المهم ما قيل».

فالإنسان يتعلم من أخطائه، والصديق من نصحك، لكن المنهجية الشخصية التي نجدها حاليا لا تنتج أي حلول وإنما تنتج أزمات وتعقيدات مستمرة.

فالكفاءات يتم ابعادها بدوافع شخصية، ومن يعترض على سياسة أو اسلوب عمل يهاجم في شخصه وخلفيته، ومن تنتقد سياساته يعتقد أنه انتقد في شخصه وهذا راجع للخلط المستمر لدينا بين المنصب العام والشخصية.

لكن الأدهى من كل ذلك أن بعض المسئولين يحول الأمور بشكل متعمد إلى أمور شخصية وعن سبق اصرار وترصد ليلعب في ساحته التي يتفوق فيها لاعتبارات غير منطقية في الأغلب.

ما نحتاجه فعلا أن نوسع قليلا من أفقنا وأن ننظر للأمور بنظرة أعم وأشمل تضع المصلحة العامة هي الأساس وتبعد الخلافات الشخصية عن العمل والانتاج، وهذا ما سيحررنا أكثر ويزيد من قدرتنا على علاج المشكلات في الاتحادات والأندية والارتقاء بالفعل بالرياضة البحرينية.