العدد 3901 - الأحد 12 مايو 2013م الموافق 02 رجب 1434هـ

التدوين عنوان آخر للحضارة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأخبار في لندن كثيرة، وما يخص البحرين فقد كان هناك خبران لهما علاقة بالبحرين وبعالم جديد يصوغه المدونون الإلكترونيون. الخبر الأول هو الوصول المفاجئ للمدون علي عبدالإمام بعد أن اختفى عن الأنظار لأكثر من عامين داخل البحرين، وهو واحد من أكثر المدونين شهرة في المنطقة العربية، وقد التقطت أخبار وصوله إلى لندن وسائل الإعلام المؤثرة، بينما سارعت بريطانيا إلى منحه اللجوء السياسي وذلك لأن قضيته بالنسبة إليهم تتعلق بحرية التعبير عن الرأي، وأن القانون الدولي لحقوق الإنسان يحرم التعرض لأي شخص بسبب آرائه.

الخبر الآخر كان في مساء السبت (11 مايو/ أيار 2013) وهو إعلان المجلس العالمي للصحافة والإذاعة فوز المدون البحريني محمود اليوسف بجائزة الإعلام الجديد للعام 2013، وذلك نظير ريادته لعالم التدوين، ولأنه كان ومازال من دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية والتماسك الاجتماعي، وهو صاحب الحملة الشهيرة «لا سني ولا شيعي، بس بحريني»، وهي حملة أطلقها قبل فترة غير قصيرة من اندلاع الأحداث في 2011، ودعا من خلالها إلى التسامح والتفاهم واعتماد المبادئ الوطنية الثابتة في الحياة العامة. ولقد راهن المحمود على وحدة الوطن وتماسك المجتمع، بينما راهن من وقف ضده على تفريق الوطن وإثارة الفتن سعياً إلى تضييع الجهود وإبعادها عن المطالبة بالحقوق المشروعة.

إننا نفخر كبحرينيين أن أبناء البحرين ترتفع أسماؤهم في عالم التدوين، وهو عالم جديد يشبه عالم الطباعة الذي انطلق في العام 1450م مع اختراع المطبعة آنذاك من قبل الألماني جوهانس غوتنبرغ، والذي أحدث بذلك تغييرات ثقافية واقتصادية وسياسية سريعة وواسعة النطاق في أوروبا. ولقد كان رد الدولة العثمانية آنذاك أن حاربت هذا الاختراع واستصدرت فتاوى حرمت على المسلمين استخدام المطبعة، واستمر التحريم نحو قرنين من الزمان، وهذه هي الفترة التي انطمرت فيها الحضارة الإسلامية وصعدت في قبالتها الحضارة الأوروبية (الغربية) المستمرة في صدارتها للعالم لحد الآن.

البعض يشبه التدوين في عالم اليوم بفرشاة الأسنان في الصباح، إذ أصبحت الفرشاة ومعجون الأسنان أول ما يمارسه الإنسان في صباح كل يوم، وبالتالي فإن تحريم فرشاة الأسنان ومحاربة من يمارس ذلك سيعتبر قمة التخلف الحضاري. ونرى حالياً أنه لو تركت تكنولوجيا التدوين للعالم العربي والإسلامي فلربما يكون أول قرار ينفذ من قبل البعض هو تدمير المصانع والشركات التي تقف خلف هذه التكنولوجيا، واعتقال المخترعين والمطورين الذين تفتخر بهم أميركا وأوروبا وباقي دول العالم. إن التدوين عنوان آخر للحضارة، ومحاربة المدونين تعتبر قمة التخلف الإنساني، ولذا فإننا نفرح بصعود نجم البحرينيين في عالم التدوين.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3901 - الأحد 12 مايو 2013م الموافق 02 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 12:39 م

      ليست نكتة وإنما خبر تم تداوله في حينه

      فعلاً في بداية الثورة المصرية وعندما سمع أحدهم ان الدور الرئيسي فيها هو
      وسيلة الإتصال الإجتماعي " الفيس بوك " قال : شوفو بكم يبيعونها ما دام الله عطانا الخير واجبنا الإسلامي نقطع شر الفتنة من أولها ...!!!!

    • زائر 19 | 7:47 ص

      مطالب الأنسانية جمعاء من المشرق الى المغرب أولها حرية الرأي والعقيدة عنوان الديمقراطية الحقيقية فهل نحن مقتنعون ... البارباري

      ( سارعت بريطانيا الى منحه اللجوء السياسي وذلك لأن قضيته بالنسبة اليهم تتعلق بحرية التعبير عن الرأي وان القانون الدولي لحقوق الانسان يحرم التعرض لأي انسان بسبب آرائه ) أنا اسأل ماذا عن قانوننا نحن في دولنا بمختلف تلاوينها من السعودية مرورا بمصر وتونس ووصولا الى ايران هل يجيز القانون حرية التعبير عن الرأي ويحمي صاحبه أم هناك تفسير وتأويل يختفي خلف هذا المبدأ ومن يخالفه الجزاء الذي ينتظره الجلد في ابسط العقاب وقطع اوصاله حتى الموت عقوبة على ما أقترفه من الخروج عن رأي الجماعة

    • زائر 17 | 4:07 ص

      لسنا سوى شرذمة وأقلية

      ما يقوله المسؤلون إن نحن الا شرذمة واقلية تخرج تصارخ في الشوارع ولا قيمة لنا ولا يعترف بنا احد هذا منطقهم. مهما حصدنا من جوائز نبقى كذلك

    • زائر 16 | 3:12 ص

      شعبنا رائع..

      البحرينيين مبدعين جداً في كل المجالات، الفن والإعلام والسياسة وإلخ، ولكن لا يوجد دعم حقيقي من الجهات المسؤولة والحكومية، لو كان المجال مفتوحاً والباب ليس مغلقاً لرأيت البحرين مبدعة في كل الجوانب بعقول أهلها وثقافتهم وفكرهم!

    • زائر 14 | 3:03 ص

      مسلمون ومصارفهم تجاريه

      لو كان الباطل كما الحق لما كان مزهوق ومخترع فتاوي وخايف يظهر الحق وتنكش الحقيقة التي لا حبها. فالناس قد لا يرضيها كل شيء ولكن البعض يرضيها القليل. مصيبة التجار ليس انفجار عاطفي نحوى الغنى الفاحش ولكن أنها تطمع وقد تطبع. لما الغرق في بحور الأوهام والعدو يمنيهم ويعدهم الفقر والتجار يضنون أنهم يستغنون لكنهم يفتقرون الى رأسمال مالهم ليس من عندهم لأنه سلف من المصارف الاسلامية وهذا تحول البنوك من بيوت مال الى مصارف تجاريه. فهل فرشاة الأسنان من الكبائر أم لبيع سواها من السواك في المواسم؟

    • زائر 13 | 2:59 ص

      الانسان والكلمة الحرة الصادقة

      حق الناس وحقوقها لبعضها أن ترجعها ولا تبخس منها شيء.
      فالاساس الانسان يكون انسان قد تحول المصلحي والاصطلاحي للانسان أن نيته باطله أو فاسدة وغير صالحة لما قد تضمره النوايا السيئه الغير سويه من بعض الناس لبعضها البعض. وهنا ليس لسوء النيه نصيب أن يكون حسن ولا محسن فقد ضاعت التربي وجزء من الأخلاق الفاضلة. فأين ذهبت الأمم إذ الأخلاق تبعثرة وإندثرة؟

    • زائر 11 | 2:36 ص

      ملكنا فصار العفو منا سجيّة ولما ملكتم سال بالدم ابطح

      فحسبكموا هذا التفاوت بيننا وكل اناء بالذي فيه ينضح.
      نضح الشعب فنال الجوائز وحصد التقديرات العالمية
      وفي المقابل ايضا نضح فعل اناس فنالوا عكس ما ناله الشعب
      وتلك هي المفارقة الواضحة بين شعب البحرين و...

    • زائر 10 | 2:29 ص

      شعب يحصد الخير والرقي والعكس تحصده الحكومة

      منذ او الحراك وعلى مدى عامين فقد حصد هذا الشعب العديد من الجوائز وفي كل المجالات وعلى مستوى العالم ورغم التضييق والتنكيل الا انه ابى الا ان ينال قصب السبق العالمي. وبالمقابل فهناك جهات تنال قصب السبق ولكن فيماذا يا ترى؟
      176 توصية من المنظمات الحقوقية تدلل ان حقوق الانسان قد سحقت سقا ذريعا
      بالاضافة الى حجي بسيوني والذي اعطى 26 توصية فقط

    • زائر 9 | 1:59 ص

      حصادان للبحرين احدهم في الرقي والآخر في التعذيب

      حصاد الشعب والمعارضة كله جوائز ودروع ونوط تقدير مما يدلل على رقي الشعب وسموه واصالته.
      وهناك حصاد آخر وهو البلوغ الى اسوأ درجات الدول الممارسة للقمع والتعذيب والتنكيل ويكفي ذلك فرقا فشتان بينكما يا سالما.
      تلك امة تحصد جوائز تفخر بها الانسانية
      والاخرى تحظى بمراكز للتعذيب يندى لها جبين الانسانية
      الفرق بين الثريا والثرى

    • زائر 8 | 12:47 ص

      لا مكان للمبدعين في ديرتنا.

      أنت وأنا نفرح بصعود نجم البحرينيين في عالم التدوين ، ولكن هناك من يحزن ويموت قهرا لوجود هؤلاء المدونين خاصة في البحرين التي لا تحب أن يكون من بين أبنائها من هو مبدع ويشار إليه بالبنان ، إبعاد الكفاءات البحرينية عن مواقع صنع القرار في المؤسسات والشركات والوزارات والجامعات هو دليل على الحقد الدفين للكفاءات بكل شرائحها، فما بالك بمدون وثق كل الانتهاكات و اعترفت به كل المنظمات الدولية في العالم كله ، أتريد أن يبقى في بلده ويكرم ؟ أم تريد أن يزج به غياهب السجون كي ينتهي. هذه قصتنا في البحرين.

    • زائر 7 | 11:48 م

      نعم

      التدوين بشراييني..

    • زائر 6 | 11:15 م

      طبعا نفتخر

      طبعا شعب البحرين يفتخر بكل بحريني يحقق انجاز بس للاسف ان الشعب البحريني محارب اذا طالب بحقه في العداله والمساواه وفي انتخاب حكومته وشكرا.

    • زائر 5 | 11:08 م

      شئ طبيعي عداء الجاهل للعالم

      هذا ليس بمستغرب الاخبار ان تجد من يعادي التقدم والتطور كيف لا وتلك من الحقائق والمسلمات أهل الجهل لاهل العلم أعداء
      الجاهل الاحمق يعادي كل تقدم وتطور وتغيير ايجابي ويعمل على ثبات الامور في مكانها دون تغيير بل يسعى لعرقلة كل جهد تطويري وهو يتبنى مقولة حفظها حفظا (( الله لايغير علينا )) أو ((ليس في الوجود أفضل من الموجود )) كأنما
      العقول تبلدت والمدارك تعطلت والاحاسيس تجمدت

    • زائر 15 زائر 5 | 3:11 ص

      الدنيا

      يشقى بنوها والنعيم لغيرهم

    • زائر 4 | 11:04 م

      المدون له شعبية كبيرة و رصيد في قلوب الناس .... ام محمود

      المدون البحريني علي عبد الامام انا لم أعرفه تغير شكله كثيرا كان وسيما و ملامح وجهه تختلف بالتأكيد الاعتقال يؤثر في الانسان
      في عصرنا من يمارس التدوين الالكتروني يحارب ما عدا في بعض الدول التي ما زالت فيها حريات مثل قطر و الامارات و عمان وغيرها
      مقالك ذكرني بالمدون المصري الشهير و الذي كان السبب في اندلاع الثورة المصرية و بعدها رأيناه يبكي في التلفاز بعد رؤية فيلم قصير يقتل فيه رفاقه و المذيعة تأثرت معه
      المدون هل يشبه المؤرخ و الموثق للأحداث و لكن بوسيلة تكنولوجية متقدمة

    • زائر 2 | 10:13 م

      بارك الله فيك دكتور

      لفته جدا مهمة وقوية
      وعسى اللي عدنا ... يفهمونا
      ويوتعونا لروحهم ترى فشلونا وخلونا نصير ....
      من كثر التخبط اللي يسونه والتصرفات الغير مسؤلة منه محاربة الناس
      واعتقالهم وتشريدهم

اقرأ ايضاً