هناك فرق شاسع ما بين عملنا الصحافي القائم على تبني طرح قضايا رياضية ومعالجتها والتصدي للظواهر غير الصحية التي تحدث في مجتمعنا الرياضي بجانب تغطية المباريات، والتحليل الفني لها، واللقاءات المتنوعة، وما بين التغطية الاعلامية التي يقوم بها فريق العلاقات العامة التابع للمؤسسات الرياضية الرسمية او الاتحادات الرياضية او الاندية. واتمنى ان لا نخلط بين هذا العمل وذاك العمل حتى لا نخلط ما بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة.

فمن دون شك ان فرق العلاقات العامة تهدف بالدرجة الاولى الى تغطية حدث رياضي قد يكون هاما وقد يكون هامشيا، ولكن من وجهة نظرها يجب ان يلقى خبرها المساحة الكبيرة على الصفحة الرياضية، فتضطر الاول الى استخدام عبارات وكلمات مرادفة لمعنى واحد مثل، اشاد وهنأ وشكر وبارك واثنى وهي كلها مرادفة لكلمة واحدة.

انا شخصيا لا ألوم فرق العلاقات العامة وطريقة تناولها للقضايا؛ لانني سبق وان عملت ردحا من الزمن في هذا المجال وكنت مضطرا لاستخدام الكثير من هذه المصطلحات.

لذلك فإن مقالي لا يتصدى الى هذه الظاهرة او محاربتها، ولكن انتقد اسلوبها في التعامل مع العمل الاحترافي، فتطلب مساحة في الملحق الرياضي اكثر مما تستحق، وتصر على الاسهاب في كتابة كل خبر بالعبارات المترادفة التي ذكرتها، او تضطر في كثير من الاحيان الى اعادة عبارات وجمل سبق وان استخدمتها في مقال سابق منشور من اجل ان يغطي اكبر مساحة ممكنة.

واقول بصدق إننا في «الوسط الرياضي» نعاني من هذه الظاهرة، وتعطل عملنا في الكثير من الاحيان لاننا قد نضطر في الكثير من الاحيان إلى ضغط الاخبار المهمة التي تردنا من وكالات الانباء، او يؤثر على عملنا اليومي من تغطية للمباريات واجراء اللقاءات والتحليلات الفنية التي يقوم بها كل فريق في مجال لعبته.

لذلك اتمنى ان يتفهم فريق العلاقات العامة -الذي يزداد عددها يوما بعد آخر- هذا النقد البناء الذي اهدف منه الصالح العام، وان لا يظنوا بأننا نتعمد اهمال عملهم او التعالي على اخبارهم، لأننا نؤمن بأن ملحقنا يجب ان يكون ملكا للجميع، لا يهمل أي خبر يرد اليه سواء كان من ناد كبير او صغير، فالكل عندنا سواسية مع احترامنا للجميع، ولكن تبقى دائما قيمة الخبر في اهميته ومردوده على المجتمع الرياضي وتناوله للقضايا الهامة.