العدد 3900 - السبت 11 مايو 2013م الموافق 01 رجب 1434هـ

ماذا بقي لكِ يا بلادي؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ماذا بقي لكِ يا بلادي مادامت الأزمة إلى الآن باقية، ومادامت عناصر الفساد منتشرة من دون رادعٍ، ومادام هناك من لا يعترف بوجود أزمة حقيقية موجودة في الأفق؟ ماذا بقي لكِ يا بلادي مادام وزير حقوق الإنسان يقول إنّ توصيات جنيف نُفّذت أو جارٍ تنفيذها على أرض الواقع، ونحن لا نرى هذا التنفيذ!

بقي لبلادي مخرجٌ واحد هو كما ذكره الوزير السابق علي فخرو: «نقل الأزمة السياسية من الشوارع والأزقّة إلى ساحة برلمانية ديمقراطية تتمتّع بمصداقية وبثقة شعب البحرين»، فالبرلمان الحالي ضعيف وسقيم جدّاً، ولا يناقش إلاّ الترّهات وصغائر الأمور، كمناقشة تجميع الإطارات المستهلكة في جلسة الثلثاء الماضي! هذا البرلمان العجيب الذي ترتفع الحواجب بسببه، ويشيب الرأس من تهافت أدائه، تحوّل من مناقشة أموال النفط وفرق الـ 40 دولاراً، ومن مناقشة تحويل ملفّات الفساد الذي تعب ديوان الرقابة المالية في توثيقها، إلى مناقشة منع دخول الخمر وغيره!

إنّ غفوة النوّاب تشبه غفوة وزارة حقوق الإنسان في شأن الوطن، فنحن لا نعلم إن كانوا يشاهدون فوران الشارع وتأزّمه، أم أنّهم ينامون ويحلمون وبالتّالي يصحون على تصريحات لا حول لها ولا قوّة!

الأزمة تحتاج إلى قرارات مصيرية حقيقية، وإلى معرفة حقيقية بما يدور «تحت الطاولة»، ونحن نتفاجأ عندما يكتب وزير العدل بعض التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ويعبّر عن رأيه حوله معنى «تحت الطاولة» بالحديث عن النعل والأحذية تحت الطاولة، متناسياً ما لها من معنى سياسي!

لم يبقَ لبلادي إلاّ حلول التفاوض المثمر، والتشاور الحكيم، الذي قد يُخرجنا مما نحن فيه من تخبّط وجمود، وهذا القرار الذي نتوق إليه في إرجاع الأمور إلى نصابها، وإعادة أراضي الدولة المسروقة للمال العام، وإلى تحويل قضايا الفساد إلى النيابة العامّة، ونحن نعلم أنّ النائب العام لا يرضى بالظلم، وستكون العدالة فوق الجميع. ناهيك عن أموال النفط التي تحدّث عنها المعاودة، ويحاول اليوم التملّص مما صرّح به وخطب، ففرق الـ 40 دولاراً، واليوم 60 دولاراً، ستغيّر حياتنا جميعاً، لأنّ المليارات لا تدخل موازنة الدولة حالياً، ولكن إن أصّر المعاودة على إخراجها فجميع أهل البحرين سيحيّونه، لأن الخير سيعم الجميع!

إنّ الفساد المستشري حالياً، سواء المالي أو الإداري أو الاقتصادي أو الاجتماعي، هو أوّل أسباب عدم التحاور وزيادة المعاناة واتساع الفجوة، ولو استطاع ممثّل الحكومة تطبيق العدالة فوق الطاولة وتحتها، عن طريق التمثيل المتكافئ وعدم الزج بمن لا دخل له في الحوار، فانّ الحوار سيكتمل وسنخرج بمرئيات توصل إلى جلالة الملك.

الشقوق تزداد في بلادي فماذا بقي لها؟ المشكلات تكبر في بلادي فمن وراءها؟ وعناصر الفاسدين والمتمصلحين ينخرون كالسوس فما التصرّف الصحيح معهم؟ أسئلة لو تجاوبت معها الحكومة سنقول إنّ هناك بوادر حقيقية للإصلاح والتفاوض والحوار. وما نقول إلاّ: لكِ الله يا بلادي!

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: ما هي الـ 80 في المئة من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة!

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات!

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط» (على قولة المعاودة) ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3900 - السبت 11 مايو 2013م الموافق 01 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 3:54 ص

      قوطي الكلينيكس..

      تذكرون الجلسة اللي ناقشوا في قوطي الكلينيكس!؟

    • زائر 16 | 7:48 ص

      رب ارجعوني............................................. .......

      حتى مسألة مناقشة منع الخمور ما هي إلا واجهة لوجوههم التي سكرت في حب الدنيا ،،، والدليل على ذلك هو أن مطالب الشعب المشروعة والتي هم يرفضونها هي السبيل الوحيد الذي سيمنع الخمر والفجور والملاهي والتطبيع والنهب والسلب والفساد المستشري في هذا البلد الصغير .

    • زائر 15 | 5:48 ص

      برلمان

      هذا البرلمان مثل الطفل المعاق ولا يناقشون إلا تفاهات الأمور هذا مستوى مجلس النواب

    • زائر 14 | 5:18 ص

      ابو سيد رضا

      اختي العزيزه متابعة سرد ما تكتبين من موضوع خيرٌ من كتابة الاسئله المتكرره في نهاية المقال فهذه الحروف التي تذهب على اسئله لن تجدي لها حل وجواب في ظل الوضع الحالي وحتى من ادعى بان هناك اموال للنفط لا تدخل في ميزانية الدوله تراجع وسيتراجع عن تصريحاته

    • زائر 12 | 3:56 ص

      لا يغيرالله بنفس أمرا مالم يغير ما بنفسه

      التغير الصحيح يبدأ من الإنسان بنفسه ثم القربين له سوي مسوليين أو موضفيين وان يضع مخافة الله أمامه في كل قرار يتخذه وان تكون مصلحة اوحب الوطن هي الدافع الحقيقي لتطوير البلد ورفع شانه في كل مكان

    • زائر 11 | 3:49 ص

      صين شعبية وكل بعمله وبعلمه

      إطلبوا العلم ولو في الصين، لكن ما سمعوا القول الحكيم وطلبوا التجارة من الصين بدل الحكمة والعلم. الصين تصدر بضائع وتستورد نفط وتزرع وتحصد وتغذي شعبها والفائض من عندها يوصل الى غيرها، بينما الدول العربية ليست عوائل لكن عايله بدون معول ولا فلاح. أين الزراعة والصناعة التي تصدرها دول المجالس المتعاونة على البر والتقوى؟

    • زائر 10 | 2:42 ص

      شكر وتقدير

      بارك الله فيك يا أستاذة مريم على هذا المقال الرائع الذي يكشف عن روح وطنية مخلصة يهمها حاضر البحرين ومستقبلها فجزاك الله خير الجزاء .

    • زائر 9 | 2:16 ص

      ادارة فاسده

      هذا مابقى للبلد

    • زائر 8 | 2:14 ص

      الحل في وثيقة المنامة

      اثبتت التجارب ان السلطة لا تتغير في الا على مستوى التصريحات ولذلك وجب الانتقال الى تفعيل الشعب مصدر السلطات جميعا وانتخاب مجلس تأسيسي تطرح مرئياته للاستفتاء الشعبي

    • زائر 7 | 1:57 ص

      لو بيدى جعلتكى وزيرة حقوق الانسان

      نواب الريموت كنترول لا غير

    • زائر 6 | 1:41 ص

      الغريب في الامر

      تصريحات الحكومة لا يوجد ازمة و سائرين نحو الديمقراطية
      لماذا الحوار؟ لماذا انتشار الامن بالشوارع و الازقة؟ لماذا نغرق كل يوم بالغازات السامة ؟ لماذا نفصل من العمل؟
      لتعترف اولا انها دكتاتورية لتقول بعد ذلك انها تسير نحو الديمقراطية
      لتعترف بالتعذيب لتنفذ توصيات بسيوني و جنيف
      لتعترف بهدم المساجد لتبني المساجد
      اصلاح الشي بالاعتراف اولا و هذا لم يحدث

    • زائر 5 | 1:37 ص

      شكرا لكم

      سلمت يداك يا بنت الشروقي

    • زائر 4 | 1:37 ص

      فرجنا من عندالله

      اجبت اذا ناديت حيا عزيزتي الكاتبة ولكن لاحياة لمن تنادي

    • زائر 1 | 10:42 م

      قال عنهم وقالت عنهم

      نواب القروش لا نواب الشعب جاءت بهم الصدفة شئ طبيعي الغرشة اذا لم تعبأ بالعسل يدخلها الهواء الفاسد

اقرأ ايضاً