سقطت خلال الأيام الماضية أجزاء من محراب مسجد علي بن علي الأثري في قرية بوري، والذي يُعرف باسم «مسجد بوري القديم»، فيما بقيت الأجزاء الأخرى من المحراب متصدعة، ومعرضة للسقوط في أية لحظة.

وقال عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الخامسة نادر يعقوب، إن المسجد يعد من المساجد الأثرية في قرية بوري بشكل خاص، والبحرين بشكل عام، وشهد خلال الأيام الماضية سقوط سقف المحراب وأجزاء منه، مؤكداً أن «المسجد متهالك وقابل للسقوط في أية لحظة»، مطالباً بسرعة ترميمه والمحافظة عليه، كونه من بين تراث البحرين العريق.

وأفصح يعقوب عن اجتماع عُقد قبل نحو 3 أسابيع مع إدارة الأوقاف الجعفرية، وعدت من خلاله الإدارة بتطوير المسجد وترميم الأجزاء المتهالكة منه بصورة مستعجلة، وذلك بالتنسيق مع إدارة الآثار والتراث بوزارة الثقافة، كون المسجد تراثياً، وبناؤه قديم جداً، على حد قوله.

وذكر أن هناك مشروع لدى الأوقاف الجعفرية لتطوير المسجد وترميمه، وتبلغ الكلفة التقديرية لهذا المشروع نحو 250 ألف دينار.

وأفاد بأن من يقوم بزيارة إلى المسجد، يلاحظ أن بناءه قديم، وأنه بحاجة إلى اهتمام وعناية من قبل وزارة الثقافة، كونها الجهة المعنية بالمحافظة على التراث البحريني، وخصوصاً الأماكن الأثرية التي يعود بناؤها إلى عشرات السنين.

وصنّفت إدارة الأوقاف الجعفرية المسجد بأنه من المساجد «القديمة» في قرية بوري، وهو من بين 16 مسجداً في القرية، 8 منها «قديمة»، و4 «أكمة رمال»، و2 منها بناؤهما «متوسط»، و2 آخرين بناؤهما جديد، بحسب الأوقاف.

ورأى الباحث التاريخي جاسم آل عباس أنه «من غير المعلوم بشكل قطعي متى تأسس هذا المسجد، لكنه يؤكد أنه وبحسب أقوال كبار السن، فإن تأسيسه يزيد على 120 عاماً بشكل قطعي، وأن الشيخ خلف العصفور قام ببنائه أثناء إقامته في قرية بوري، لكنني أرجح أن المسجد كان مشيداً قبل الشيخ خلف وأن الشيخ خلف قام بإعادة تعميره وربما توسعته، وأقام فيه صلاة الجمعة، ومن غير المؤكد ما إذا كان المسجد أقدم مسجد في قرية بوري لكن المؤكد أنه من أقدمها».

ولفت آل عباس، في وقت سابق، إلى أن «الجامع كان يحظى بأهمية اقتصادية، فقد لعب دوراً في الحركة التجارية قديماً، إذ كان الباعة المتجولون من القرية والقرى المجاورة يحرصون على بيع بضائعهم قبيل صلاة الجمعة وبعدها، وكان محيط الجامع يمتلئ بالبائعين وهم يعرضون بضائعهم. وبحسب معلوماتي فإن المسجد شهد عمليات تنقيب وعلى ما يبدو فإنه تم العثور على بعض اللقى والمعثورات ولا نعرف مصير هذه المعثورات».

وأكد أن «جامع بوري (علي بن علي) مهدد بالزوال، والمطلوب اليوم هو ترميم هذا الجامع الأثري المهم، وليس إعادة بنائه. نحن نطالب إدارة الآثار والتراث بالسعي لتسجيل هذا المعلم الآثاري المهم ضمن قائمة التراث الإنساني في اليونسكو، فمن أهم الاشتراطات التي تضعها اليونسكو لتسجيل المعالم المعمارية ضمن قائمة التراث الإنساني أن يتجاوز المعلم مئة عام، وهو ما ينطبق على هذا الجامع الذي يعد ثروة آثارية مهمة».