أكدت رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار، أن مهنة التمريض ضحية الأزمة السياسية، التي شهدتها البحرين في 2011، مؤكدة أنه على رغم مرور عامين مازالت هذه المهنة ضحية تلك الأحداث.وأوضحت الصفار في لقاء مع «الوسط» بمناسبة اليوم العالمي للتمريض، الذي يصادف 12 مايو/ أيار من كل عام، أن مهنة التمريض تم انتهاكها بعد الحكم على أول ممرِّض (حسن معتوق) بالحبس 3 سنوات في (12 مايو 2011).

وأكدت عائلة معتوق في حديث إلى «الوسط» أن ابنهم يقف خلف القضبان بعد أن تم اعتقاله من مجمع السلمانية، وأمام المرضى الأطفال وأهاليهم؛ لكونه يعالج في قسم الأطفال، بينما يحتفل الممرضون والممرضات بيومهم العالمي. أما ابن معتوق، وهو سلمان (6 سنوات)، فكان حديثه خيالياً خلال لقاء «الوسط» به، فما زال سلمان يؤكد أن والده يعمل في أميركا رافضاً بذلك فكرة أن أباه معتقل.

في يوم التمريض العالمي ممرِّض بحـــــــريني يقضي حكمه بالحبس 3 سنوات

الصفار: مهنة التمريض في البحرين ضحـــية الأزمة السياسية... ومستقبلها مهدَّد

الوسط - فاطمة عبدالله

أكدت رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار، أن مهنة التمريض ضحية الأزمة السياسية، التي شهدتها البحرين في 2011، مؤكدة أنه على رغم مرور عامين مازالت هذه المهنة ضحية تلك الأحداث.

وأوضحت الصفار في لقاء مع «الوسط» بمناسبة اليوم العالمي للتمريض، الذي يصادف 12 مايو/ أيار من كل عام، أن مهنة التمريض تم انتهاكها بعد الحكم على أول ممرِّض بالحبس 3 سنوات في (12 مايو 2011).

وفي ما يلي نص اللقاء:

ما هي الانتهاكات التي طالت مهنة التمريض في العام 2011؟

- إن مهنة التمريض تم انتهاكها عندما تم الاعتداء على الممرضين والممرضات، ففي الوقت الذي كنا فيه في المعتقل تم اعتقال مجموعة من الممرضات، وكان أغلبهن يبكين بشدة. توقعت أن يكون ذلك بسبب تعرضهن للتعذيب أو غيره، إلا أنني تفاجئت عندما كان بكائهن لمشاهدتهن زملاء في المهنة وقفوا على باب مركز الشرطة فرحين مصفقين لاعتقالهم، ومن هنا بدأ انتهاك مهنة التمريض.

لقد تم انتهاك المهنة عندما سادت الوشاية على المهنة، التي تعتبر من أشرف المهنة، فالتمريض ليس له علاقة بالسياسة، إلا أن ما حدث من بعض الزملاء أدى إلى انتهاك المهنة، خصوصاً أن العديد من زملاء المهنة نسوا العلم والأيام التي جمعتهم مع زملائهم، وأصبحوا يصدقون كل ما يطلق على زملائهم، دون البحث والتحري عن صدق ما يقال، هنا أعتقد كانت بداية انتهاك مهنة التمريض، ومهنة الطب أيضاً.

مهنة التمريض مهنة إنسانية ليس لها علاقة بالسياسية، إلا أنه مع ذلك تم اتهام الطاقم التمريضي بالتمييز، ما رأيك في ذلك؟

- إن مهنة التمريض لا تفرّق بين دين أو لون أو مذهب، فهي مهنة شريفة سواء على أيام الرسول (ص) أو حتى في زمن الأوربيين، وهذا هو ميثاق مهنة التمريض، فالممرضون لم يميزوا بين أحد بل أدّوا واجبهم الإنساني دون تمييز، وهذا ما أكده الجميع.

العديد من الممرضات والممرضين طالهم الفصل أو التوقيف، هل مازال هناك عدد منهم مفصولاً أو موقوفاً؟

- إن الفصل مازال مستمراً، فهناك ممرض صحة مدرسية اتهم بالتجمهر، وتهمة أخرى وجهت له قد أسقطت، وحكم عليه ستة أشهر بتهمة التجمهر، ومنذ مايو 2012 تم فصله عن العمل، في الوقت الذي أسقطت فيه تهمة التجمهر عن الكوادر الطبية، إلا أن هذا الممرض تم محاسبته وفصله عن العمل، ومن حقه العودة للعمل كباقي الطواقم، إضافة إلى أنه هناك ما يقارب 25 ممرضاً وممرضة مفصولون عن العمل، في الوقت الذي تم تدوير الممرضات المتخصصات بالقلب أو الطوارئ ونقلهم إلى أقسام أخرى، والذي سيؤثر على المدى القريب على المستوى الخدمات التمريضية.

العديد من الممرضات المتخصصات تم تدويرهن ونقلهن من الأقسام التخصصية بعد الأحداث، ما الأضرار التي ستلحق بالمرضى؟

- إن الأزمة أدت إلى تدوير ممرضات متخصصات عبر نقل ممرضات الطوارئ أو ممرضات القلب إلى أقسام أخرى كالطب النفسي والعجزة، في الوقت الذي لا يمكن الاستفادة من خبرات هؤلاء في هذه المستشفيات، إذ إنهن ممرضات متخصصات في أمراض معينة، إلا أنه بعد الأزمة السياسية تم نقلهن من الأقسام، ولن تكون الممرضات الأجنبيات غير المتخصصات ذات كفاءة كالممرضات، إلى جانب أن المجلس الدولي للتمريض اقترح في أهدافه تقوية نظام تطوير التمريض وتطوير كفاءته وإبقائه في العمل مع إجراء الدورات والبحوث، إلا أنه مع ذلك تم إقصاء عدد كبير من الممرضات المتخصصات، رغم الحاجة إلى الاستفادة من هؤلاء الممرضات ومن تخصصاتهم لتعليم الناس وتوعيتهم، وخدمة المرضى.

هل تم اختراق الحياد الطبي والتمريضي عند انتهاك مهنة التمريض، وكيف ذلك؟

- إن الحياد الطبي هو عبارة عن القانون الدولي الإنساني وأخلاقيات المهنة والقانون الدولي للحقوق الإنسان.

إن القانون الدولي الإنساني يكون عبر المعاهدات بين الدول لحل الوضع بشكل إنساني، أما أخلاقيات المهنة فتؤكد على أن الكوادر الطبية والتمريضية تعمل وتساعد المرضى، بغض النظر سواء من كان المريض من الأعداء أو لا، على أن لا يتم منع الإسعافات لجلب المصابين من المنطقة، مع المساواة بين المرضى والحفاظ على كرامة المريض والصدق والأمانة، إلا أن ما شاهدناه وتعرضنا له أكد بأنه تم اختراق الحياد الطبي والتمريضي؛ إذ تم منع الإسعاف عن نقل المصابين في دوار اللؤلؤة إلى مجمع السلمانية، كما تعرض الطبيب صادق العكري للضرب رغم أنه كان يرتدي ملابس الطبيب، في الوقت الذي يؤكد فيه الحياد الطبي ضرورة حماية جميع الكوادر الطبية دون استثناء، كما أن الوشاية التي قام بها البعض تعتبر انتهاكاً صارخاً لميثاق أخلاقيات المهنة.

كيف لعبت الوشاية دوراً في انتهاك مهنة التمريض؟

- إن التمريض من المهن التي لعب فيه البعض دوراً في زجّ الجميع، سواء بالتحقيق في الوزارة أو تعريضهم للاعتقال، فالعديد تناسى أخلاقيات المهنة، فبدأ العديد يعد ملفات بأسماء الممرضين والممرضات من أجل استدعائهم للتحقيق، وهذا ما حدث، وليس فقط على صعيد التمريض، وإنما حتى على الصعيد الطبي، إذ إن الوشاية أدت إلى حبس الطبيب سعيد السماهيجي وغسان ضيف لمدة سنة.

كنت أتمنى من الزملاء أن يحرصوا على الالتزام بأخلاقيات المهنة، إلا أن ذلك لم يحدث، وكم كنت أتمنى أن تؤخذ سنوات عيشنا مع بعضنا في الحسبان أو حتى أخذ موقف إيجابي اتجاه قضية الأطباء والكادر، إلا أن ذلك لم يحدث، في الوقت الذي كتب فيه الجراح الايرلندي ديميان مكورميك، في إحدى الصحف «كنت أتمنى أن أسجن بدلاً من علي العكري»، لم يقف أحد هذه الوقفة من الزملاء، إضافة إلى أن الوشاية لعبت دوراً في العديد من الكليات والجامعات التي تدرس التمريض، إذ إن العديد من الأساتذة وشوا بطلبتهم، ولعبت دوراً في فصل وتوقيف أعداد هائلة من الممرضين والأطباء، إذ تفاجأ هؤلاء بأن بعض خطابات التوقيف كانت معدة من مارس/ آذار 2011، وتسلمها البعض بعد أكثر من ستة أشهر.

يمرّ اليوم العالمي للتمريض ومازال هناك أعداد هائلة من الخريجين عاطلين عن العمل، كيف سيؤثر ذلك على الخدمات التمريضية؟

- هناك نقص شديد في المستشفى فيما يتعلق بالكادر التمريضي، خصوصاً مع تعرض العديد من الممرضين من فصل وتوقيف، والجميع على علم بوجود هذا القصور، في ظل استمرار هذا التوقيف.

وهناك أكثر من 500 ممرض وممرضة عاطلين عن العمل، وجميعهم خريجو بكالوريوس، إن عدم توظيفهم واستقدام أجانب يحملون فقط شهادة الدبلوم، يؤدي إلى تراجع الخدمات التمريضية 7 سنوات إلى الوراء.

أما في ما يتعلق بعدم توظيف هؤلاء العاطلين بحجة عدم وجود شواغر، فماذا عن العديد من الشواغر المعلن عنها في الإنترنت؟ إلا أنه مع ذلك لا يتم توظيف الطلبة البحرينيين، وأعتقد بأن توظيف هؤلاء العاطلين يحتاج إلى قرار سياسي، خصوصاً في ظل استمرار استقدام الأجانب، في الوقت الذي كانت وصلت فيه بحرنة الوظائف في العام 2007 إلى 62 في المئة، فمن المتوقع مع استمرار توظيف الأجانب أن نتراجع للوراء، ونعود للزمن الذي كانت تكثر فيه الممرضات الأجانب.

حسن معتوق أول ممرض بحريني يتم اعتقاله والحكم عليه ثلاث سنوات، كيف يمر هذا اليوم على الممرضات والممرضين؟

- أنه من المؤسف أن يمر اليوم العالمي للتمريض والممرض حسن معتوق في المعتقل، فوهو أول ممرض يتم اعتقاله وحكمه بمحكمة السلامة الوطنية وتنفيذ هذا الحكم عليه، .

تم اعتقالكِ خلال فترة الأحداث التي شهدتها البحرين، كما تم اعتقال ممرضات وأطباء، كيف غيّر ذلك حياتكِ وغيّر مهنة التمريض؟

- إن الأزمة كسرت الطبقات بين الناس، كسرت أنا طبيب أو ممرض أو مسعف أو مسعف أولي، كسرت الطبقية بدخلونا السجن، فنحن الممرضون ونحن المسعفون ونحن المعلمون ونحن سجناء الرأي، وكان شرف لي أن أختلط مع مختلف الناس.

اليوم نحن أصبحنا عائلة؛ فأنا رولا الصفار لست من المنامة فقط فأنا من جميع القرى، وأعتقد أن اعتقال الكادر التمريضي، والذي أعتبره انتهاكاً للمهنة لم يثنه عن العمل، فمازال جميع الممرضين والممرضات يعشقن هذه المهنة، فالمهنة هي مهنة إنسانية ليس لها علاقة بالسياسية، وحتى ما تعرض له الكادر قد يكون محطة في حياتنا، إلا أن ذلك لا يؤثر على عطاء الممرضات.

ما هو مستقبل التمريض في البحرين؟

- مستقبل التمريض قد يكون مظلماً لمدة سنتين أيضاً من الآن، إذ وصلت مهنة التمريض في البحرين إلى طريق مسدود، فأن أكون ممرضة أكاديمية وحاصلة على الماجستير والدكتوراه، ومع ذلك يتم توقيفي للممارسة حق كفله الدستور فهو أمر مجحف وتعدّ على حرية التعبير عن الرأي، كما أن المستقبل بدأ يظلم لدى العديد من الخريجين بعد تكدس أعداد العاطلين، إضافة إلى أن امتناع المسئولين عن توظيف الممرضات حديثات التخرج أو العاطلين منذ سنوات بحجة عدم وجود خبرة أدى إلى إنهاء مهنة التمريض، فكيف لهم أن يحصلوا على خبرة وقد تدربوا في مستشفيات البحرين، إضافة إلى أن هؤلاء على علم بأنظمة المستشفيات الموجودة لدينا، كل هذا يؤكد بأن مهنة التمريض وصلت إلى طريق مسدود، فزجها بالسياسة أصبح يحتاج إلى قرار سياسي لإعادة الأمور إلى نصابها، وأصبحت أعتقد بأن على خريجي الثانوية العامة التفكير عميقاً قبل الدخول في مهنة التمريض، ليس كرهاً في المهنة، وإنما خوفاً على مستقبل هؤلاء الطلبة، وذلك في ظل وجود تحديات سياسية، ففي العام 2006 أعلنت الجمعية عن وجود قصور في مهنة التمريض، وأن هناك حاجة إلى المزيد من الممرضات، وعلى إثرها زادت عدد الجماعات والكليات التي تقدم دراسة التمريض، وقد كان حلم العديد دراسة التمريض، إلا أنه مع ذلك تكدس العاطلون، في الوقت الذي تحتاج فيه الوزارة لهم، إضافة إلى أن مستقبل التمريض أصبح مبهماً فبعد العمل على الكادر التمريضي تفاجئ العديد من العاطلين بأن وزارة الصحة تسعى إلى توظيف الخريجين على الدرجة العمومية، وأعتقد بأن القبول بهذه الدرجة بدلاً من الدرجة التخصصية قد يؤدي إلى انتهاء مهنة التمريض في البحرين.

ما هو السبب في اختيار هذا اليوم كيوم عالمي للتمريض؟

- السبب يعود إلى أن أول ممرضة في العالم ولدت في هذا اليوم في سنة 1820، وقد كانت تسعى إلى دراسة التمريض، في الوقت الذي كانت تتلقى الرفض من عائلتها، إلا أنه بعد موافقتهم لدراسة التمريض في ألمانيا لمدة ثلاث سنوات، وبعد الحرب العام 1854 كانت تحضر للمستشفيات، لذا فإن تاريخ ميلادها هو تاريخ يوم التمريض العالمي، إلا أن التمريض كان أيضاً موجود لدى الإسلام فأول ممرضة كانت تعنى بالجرحى هي سيدة كانت تعمل بنظام يشابه نظام المستشفيات، وهي رفيدة بنت كعب.

ما هي الأهداف التي تبناها المجلس الدولي للتمريض بمناسبة اليوم العالمي للتمريض لهذا العام؟

- لقد تبنى المجلس الدولي هذا العام شعار «سد الفجوة... تنمية الميلينيوم»، وفي كل عام يتبنى المجلس الدولي للتمريض عدة أهداف، وفي هذا العام كان هناك سعي إلى تحقيق الهدف الرابع والخامس والسادس، على أن ينتهي منه في العام 2015، ويتركز الهدف الرابع على الحد من الوفيات العالمية بين الأطفال دون سن الخامسة، في الوقت الذي يركز فيه الهدف الخامس على تحسين الصحة النفسية عند المرأة الحامل، والهدف السادس القضاء على فيروس الإيدز والملاريا.

هل تتناسب الأهداف التي تبناها المجلس الدولي للتمريض مع دول العالم الثالث عموماً، والبحرين خصوصاً؟

- من المؤسف أن لا يضع المجلس الدولي للتمريض في حسبانه هذه الدول، فالحد من وفيات من الأطفال دون سن الخامسة لا خلاف عليه فهناك 706 ملايين طفل يموتون سنوياً بسبب الأمراض وقلة الغذاء والتغذية، والمجلس يتبنى هذا الهدف لجنوب إفريقيا ودول المجاعة، متناسياً بذلك وجود أكثر من 5 أطفال هم ضحية لاستنشاق الغاز المسيل للدموع، إضافة إلى أنه لابد من حماية أطفال البحرين من الغاز المسيل للدموع، وذلك بسبب كثرة انتشار مرض الالتهاب الرئوي.

أعتقد أن المجلس تناسى هذه الدول، فنحن نعاني اليوم في مجتمع البحرين من استنشاق الغاز المسيل للدموع وبكثرة، خصوصاً لدى الأطفال دون سن الخامسة فالعديد من الأمهات يتوجهن بشكل يومي مع أطفالهن للمستشفيات لإصابتهم بالربو، في الوقت الذي لا يوجد فيه أحد في العائلة مصاب به.

أما في ما يتعلق بالهدف الخامس، والذي يطالب بتحسين صحة الحامل النفسية، خصوصاً في ظل موت 56 في المئة من 500 امرأة وقت الولادة أو الحمل، فأعتقد أن المجلس الدولي لم يأخذ في الحسبان بأن حالات الإجهاض ارتفعت خلال العامي 2011 إلى 2013، إذ إنه بعد حرب الكويت تم إجراء دراسة عن ارتفاع الإجهاض وقد حضرت ندوة بشأن هذه الدراسة، في الوقت الذي رفض المستمعون التصديق بأن الحرب الكويتية أدت إلى ارتفاع نسبة الإجهاض، وفي العام 1998 تم إجراء دراسة أخرى وتم تأكيد نسبة الإجهاض، وما يحدث اليوم من زيادة عدد حالات الإجهاض في البحرين ما هو إلا نتيجة لاستخدام الغاز المسيل للدموع.

أما الهدف السادس أيضاً لم ينظر إلى الدول العربية، ففي البحرين يتم وضع كان أكثر من 15 سجين في زنزانة، وهو الأمر الذي يتسبب في انتقال الأمراض، لذا على المجلس الدولي للتمريض التفكير في دولنا أيضاً.

طالب المجلس الدولي الحكومات بالعمل مع جمعيات التمريض، كيف تقيمين عمل الجهات الرسمية مع الجمعية؟

- من المؤسف أن يطالب المجلس الدولي الحكومات أن تعمل مع جمعيات التمريض للعمل على تقوية النظام الصحي، في الوقت الذي لا يوجد فيه تعاون بين الجهات الرسمية المعنية مع جمعية التمريض، في حين طالب المجلس الدولي سابقاً أن يكون هناك حلقة وصل بين هذه الجهات مع جمعيات التمريض في الدول لتبني المفاهيم ونشر الوقاية، فالمجلس يضع معايير العمل الوطني للتمريض، وهنا أتساءل، كيف سيتم تبني هذه المعايير لدى الوزارة، وهناك ممرضون عاطلون ومفصولون عن العمل وآخرون معتقلون؟

ما هو مصير جمعية التمريض البحرينية؟

- قضايا الجمعية ما زالت مستمرة، ومن حقنا إقامة الانتخابات، خصوصاً أن الجمعية في انتظار حكم التمييز الآن، إذ إن وزارة التنمية نفت تقديمنا للأوراق بعد تقديمها لممثل في الوزارة، ومجموعة من الممثلين كانوا شهوداً على ذلك، وقد تم التدقيق بعد ذلك في أمور الجمعية، وقد طلبنا من المحكمة السماع للشهود، إلا أن المحكمة رفضت ذلك، لذا فأملنا الآن الاستماع إلى الشهود.

ما هي رسالتك للخريجين العاطلين عن العمل؟

- رسالتي إلى خريجي التمريض والمفصولين من الكادر التمريض أيضاً، أنه على الجميع مواصلة الدراسة والبحث عن عمل فهذه الفترة ستنتهي حتى وإن طال وقتها، على الجميع المواصلة عن البحث عن العمل حتى وإن كان خارج نطاق التمريض، فهناك طالب تمريض تم اعتقاله من إحدى الجامعات بالوشاية، وبعد الإفراج عنه لم يسمح له بمواصلة الدراسة، إلا أنه لم يتوقف بل واصل الدراسة وتخرج بحصوله على شهادة تمريض، ونتيجة ذلك كانت بأنه عاطل عن العمل لم يتم توظيفه في مهنة التمريض، ليصبح بذلك خادماً في إحدى المؤسسات، نحن نعيش في زمن حملة شهادات وخريجين يعملون في غسل السيارات.

ما هي رسالتك في يوم التمريض؟

- كممرضة أنا فخورة بهذه المهنة، إلا أنه من المؤسف أن تكون هذه المهنة ضحية الأزمة السياسية رغم أنها مهنة إنسانية تقدم الرعاية والاستشارة، وتتعامل مع الإنسان من قبل الولادة وحتى الوفاة، فأول من يحمل الطفل المولود هي الممرضة، وعند وفاته وهو كبير في السن تكون عند رأسه ممرضة، لذا فهي مهنة إنسانية كانت ضحية للأزمة. كممرضين وممرضات هناك أعداد هائلة قدموا الكثير، وكوني ممرضة لا أعمل لا يعني أنني سأتوقف عن تقديم المزيد للناس، فعمل الممرضة لا ينتهي، كما أود أن أهنئ من في المعتقل بوجود إبراهيم الدمستاني معهم فهو الأب الروحي للإسعافات الأولية، ويحزنني أن يمر يوم التمريض العالمي وهو خلف القضبان، كما أطالب زملائي في المهنة بخلط الشهادة بالثقافة ووقف الوشاية بباقي الزملاء، فهناك العديد من الكوادر التمريضية والطبية الذين صدّق زملاؤهم ما أشيع عنهم، لذا رسالتي تأكدوا من الوقائع قبل أن تطلقوا الأحكام وتصدقوها.