العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ

«yummy_cakes»... عندما تتغلب المرأة على الصعاب

أم علي بعد إعدادها أحد الأطباق
أم علي بعد إعدادها أحد الأطباق

لقصص النجاح حكايات كثيرة، وبداية الألف ميل «كما يقال» خطوة، ولأن الإنسان بطبيعته يسعى للتميز والنجاح، كان لابد أن يكون للظروف والأقدار دور في رسم طريقنا.

اليوم نقف أمام إحدى هذه القصص، وإن كانت في بدايتها إلا أنها قصة تستحق منا الاهتمام، إنها قصة «يمي كيك» أو قصة أم علي، تلك المرأة التي تميزت من دون البحرينيات بتواجدها يومي الجمعة والسبت في مطعم بوكادو بمجمع كانتري مول وهي تعد وجبة الفطور الشعبي.

كما اشتهرت بين الأوساط الاجتماعية وشبكات التواصل الاجتماعي بصناعتها للحلويات وأنواع الكعك.

أم علي، أو المشهورة في «الإنستغرام» تحت مسمى «يمي كيك» بدأت حياتها كربّة بيت قبل أن تستكمل دراستها ما بعد المرحلة الثانوية، وبعد أن أنجبت ابنها الأول (علي)، حيث الظروف المحبطة هي السائدة حينها، إلا أن طموحها لرسم مستقبلها ومستقبل عائلتها كان حافزاً لاستكمال دراستها حيث تخصصت في مجال البرمجة وتصميم المواقع الإلكترونية.

امرأة متزوجة مصابة بالسكلر، أم لابنها الأول الذي لم يبلغ عامه الثاني ومع كل ذلك استطاعت أن تستكمل دراستها، في الوقت الذي كانت تعمل فيه لتساعد في مصروف عائلتها والتزاماتها اليومية، كل ذلك كان عنصر إصرار وتحدٍ وليس العكس.

تقول أم علي: «عملت في شركة عقارات لمدة ثلاث سنوات، كانت بدايتها كموظفة خدمات زبائن، ولكن قبل أن تنتهي الفترة التجريبية وهي ثلاث شهور، تم استحداث قسم جديد «قسم تطوير المشاريع العقارية» حيث تم تعييني هناك».

وتضيف «كان هذا في الفترة التي كانت فيه البحرين تعيش الطفرة العقارية».

وتتابع «كنت استمتع بعملي، بل وكان طموحي أن أطور من إمكانياتي المهنية وأن استقل بمشروعي الخاص الذي أطمح إليه منذ الصغر، إذ كنت ومازالت أطمح إلى تأسيس مشروعي الخاص الذي أديره بنفسي».

ولكن للأقدار رأياً آخر، إذ ما لبثت أن تأثرت البحرين كغيرها من دول العالم بالأزمة المالية والعقارية التي عصفت بأغلب دول العالم لتجد نفسها من جديد من دون عمل.

تروي لنا «يمي كيك» كيف كانت حالة الإحباط في تلك المرحلة، فهي للتو قد بدأت حياتها العملية، وكانت تجد في وظيفتها فرصة للتطور وشق طريقها لتحقيق طموحها، إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن.

تقول أم علي: «كنت أفكر كيف أنطلق من جديد وبدأت التفت إلى ما لدي من إمكانيات ذاتية، وبتشجيع ممن كانوا حولي والذين كانوا يؤمنون بأني أستطيع أن أقدم ما هو متميز بما لدي من حب للرسم والتلوين والزخرفة في اتجاه آخر من شأنه أن يكون نواتي الأولى في مشروعي الذي أطمح إليه»، وتوضح «لمعت الفكرة أكثر عندما تنبه من حولي لهذه الإمكانيات، وبالتحديد أخواتي اللاتي دعمنني منذ البداية».

وتضيف «لم أكن أظن في يوم من الأيام أنني سأعمل في مجال الحلويات، فأنا لم أدرس هذا المجال من قبل، ولم أكن أظن أن هذا المجال من الممكن أن يكون هو المشروع الذي سأبدع فيه».

وتتابع «كنت أطبخ كل شيء، إلا الحلويات والكعك، لم أتخيل في يوم من الأيام أنني سأجيد هذا النوع من المأكولات».

وأردفت «بدأت في التفكير بجدية في هذا المشروع، وتحركت في اتجاهه بعزيمة وإصرار، فكانت بوابتي الأولى هي الشاشة الإلكترونية، وكان فضاء الإنترنت هو النافذة الذي انطلقت منه، وتعلمت الكثير فيما سأقبل عليه وأتخصص فيه وهو صناعة الحلويات».

تعلمت من «اليوتيوب» الكثير وأم حيدر أول زبائني

تقول: «بدأت افتح اليوتيوب، وأبحث عن طرق تحضير الكعك، وأساسيات تزيين الحلويات وطرق الإعداد، وجدت أن هذا المجال بحر كبير، وأن المغامرة فيه تستحق، عرفت أن المجال متشعب، ولكني بحاجة إلى العمل، أحببت هذه المغامرة، وأحببت التجربة، واستغرقت في التجارب والبحث عدة أشهر ما بين نهاية 2010 حتى بدايات 2011، وتجرأت بعدها بطرح نفسي في وسائل الاتصال الاجتماعي فكانت أول طلبيه من خارج إطار العائلة عن طريق مركز البحرين التجاري، حيث اتصلت بي امرأة اسمها أم حيدر تطلب مني كعكة اختارتها هي وقمت بتحضيرها لها».

وتتابع أم علي «لقد فرحت أم حيدر بهذه الكعكة كفرحتي أنا بأول زبونة لي، ومازالت أم حيدر من أعز زبائني اللاتي أقدرها وأحفظ لها الفضل في إعطائي الثقة بنفسي».

وتواصل «تعززت ثقتي بنفسي، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن فإن تواصلي مع زبائني عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعي، وهنا أود القول إن برنامج «الإنستغرام» كان انطلاقة مهمة في انتشار اسمي على مستوى الخليج العربي، وقبله كانت صفحة «الفيسبوك» التي كانت بداياتي الأولى».

وتشير أم علي «لوالدي ووالدتي الفضل الأول والكبير في تشجيعي، كما أن للشعب البحريني الفضل كذلك في تشجيعي، فالبحرينيون بحق شعب يستحق التقدير، وهو شعب متعاون ومتعاطف وأصيل».

مازلت في بداياتي... ومازلت أحتاج للتشجيع

وتتابع «حتى الآن أرى أنني مازلت في بداياتي ولدي الكثير الذي أنتظر الفرصة المناسبة لإبرازه».

وتعليقاً على فتح محل خاص لها، قالت: «مازلت أعمل من منزلي، فأنا ربة بيت، ولدي أسرة وأبناء، ولكني أطمح كما قلت أن يكون عندي مشروعي الخاص، وأتعامل مع الناس بشكل مباشرة، وأتلقى الطلبات من خلال موقعي على الإنستغرام (يمي كيك) كما أنني بدأت مؤخراً في التعامل مع بعض المحلات التجارية كمطعم بوكادو بمجمع كانتري مول، وقد تلقيت مؤخراً بعض العروض من مطاعم أخرى إلا أنني مازلت أبحث عن الفرصة المناسبة لانطلاقة حقيقية».

وعمّا إذا كانت قد فكرت باللجوء إلى صندوق العمل «تمكين»، قالت: «لعل الوقت لم يحن بعد، ولكني بدأت مؤخراً أفكر في الموضوع بجدية أكثر، هناك من يشجعني لخوض هذه التجربة وفتح محل تجاري خاص بي».

وتتابع «أنا الآن أسعى لأكثر من مشروع يخدم مجال عملي، فأنا أسعي لتطوير مهاراتي أكثر وأكثر، فالإنسان يتعلم كل يوم شيئاً جديداً، كما أنني أسعى لعمل دورات لإعداد وتحضير وتزين الحلويات، وأتمنى النجاح في هذا المشروع».

أقوم بتحضير وجبة الفطور بمطعم بوكادو

ولعل أم علي هي البحرينية الوحيدة التي تقوم بإعداد وجبة الفطور الشعبي في مطعم بحريني، أو لنقل إنها تميزت بتواجدها وتعاملها بشكل مباشر مع الزبائن الذين بدأوا يتهافتون عليها في مطعم بوكادو، وتقول: «أنا أعمل مع مطعم بوكادو بطريقة مختلفة، فأنا أعمل الحلويات التي يبيعها هذا المطعم، كما أقوم بصناعة أنواع من الحلويات والكعك حيث إن كثيراً من زبائني بدأوا يأخذون طلباتهم من هذا المطعم، كما اقترحت مؤخراً على صاحب المطعم تحضير وجبة الفطور بالإضافة إلى وجبتي الغذاء والعشاء اللتين يعدهما المطعم، ولأن الناس بدأت بالرجوع إلى وجبة الفطور الشعبي، فقد طرحت هذه الفكرة وقد رحب صاحب المطعم بها، وبدأت العمل حيث أقوم شخصياً بإعداد الفطور، والحمد لله وجدنا تفاعلاً وتشجيعاً كبيرين من الناس».

وتضيف أم علي «لدينا أفكار كثيرة سنعمل على ترجمتها بإذن الله، كما أننا سنحضر لشهر رمضان المبارك عبر الكثير من الأكلات والحلويات الشعبية التي يعشقها البحرينيون والمرتبطة بهم ثقافياً وتاريخياً».

العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 4:13 م

      الله وياچ ام علي

      طريق الألف متر يبدأ بخطوه اتمنى لك التوفيق

    • زائر 14 | 9:37 ص

      تمنى بحرنة الوظائف

      ونتمنى ان نرى وجوه بحرينيه في كل المجلات الراقيه والعظيمه وبالتوفيق انشاءالله

    • زائر 12 | 6:59 ص

      مركز لتعليم الطبخ

      يا ليت تتعاون بعض الطباخات و الطباخين البحرينيين بتأسيس مركز أو معهد لتعليم الطبخ الشعبي و الصحي... استملينا من الفاست فوود، و الأكل الغير نظيف و الغير مضمون... استملينا من أكل الآسيويين.

    • زائر 11 | 6:27 ص

      كل التوفيق لام علي

      كثيرات هم المبدعات في مجال الطهي واعداد الحلويات وغيره في جميع المجالات ذكور واناث وما ينقصهم هو التشجيع والدعم.
      انا ادعم ام علي وكل البحرينيين والبحرينيات

    • زائر 10 | 6:24 ص

      فعلا امرأة جبارة

      وفقك الله يا ام علي وانشالله تفتحين مشاريعش الخاصة وليس فقط مشروع .. وانا من صوبي بأنشر هالخبر في الواتس اب علشان ينتشر اسمش في البحرين كدعاية واعلان .. تستاهلين يالبحرانية الاصيله .

    • زائر 9 | 5:37 ص

      بالتوفيق لام علي .

      الله يوفقك يا بنت بلادي .... شقي طريقك لن تستطيع الصعاب ان توقفك .

    • زائر 8 | 4:47 ص

      الله يوفقج

      الله يوفقج ان شاء الله ونعم والله وان شاء الله راح ازور هذا المطعم قريبا باذن الله فديتكم يا عيال ديرتيييييييييييييييييييييييييييييي :)

    • زائر 7 | 4:46 ص

      Don't wear black!

      Congratulations for the work Um Ali, but wearing black does not look good on a professional chef!! Black can hide dirt and much more. It does not look inviting. Thanks for accepting this advice and good luck!!

    • زائر 15 زائر 7 | 11:35 ص

      but we accept the black color

      We think about the Black color from another point of view ,,, the black is very professional color for the ladies in Bahrain ,,, and most of the uniforms are dark colors , and some of them black .....
      If the Chefs wear White , does not mean the others must wear the same ,,, even if there are reasonable reasons for that .....
      At the end ,,, black is very perfect color ,since she is a lady ..., I mean very respected lady ,,,

    • زائر 6 | 4:01 ص

      نموذج راقي

      وجه بحريني اصيل من تربة هذا الوطن _ تحدي واصرار وثبات ، الله يوفقكم يا ابناء وطني الشرفاء

    • زائر 5 | 2:56 ص

      {{{ كلمة حق }}}

      بارك الله فيج يا ام علي والله يوفقج لما فيه الخير والبركة انتي نعم المرأه المكافحه . هذه هي المرأه البحرينيه الي نعرفها المجاهده في عملها وقوت يومها ... يا ام علي انتي حلاوة البحرين كلها وعين كل حسود فيها عود 000 وشكراااا

    • زائر 4 | 2:06 ص

      البحراني 14

      ان الفتاة البحرينية قد ولدت من قبل امرآة بحرينية و اب بحريني
      فلا يأخذكم العجب لأي عمل جبار تعمله لانهن بختصار
      طينة خاصة تورثت الجهد و لكن غدر بها الزمان

    • زائر 3 | 2:00 ص

      قصة نجاح بقوة ثابته

      هكذا هيه الفتاة البحرينية ثابته ومنجه كالنخيل الاصيله في الارض
      وفقك الله ايتها الغاليه
      فعلاً انتي بنت بلادي البحرين ... لا طائفيه بحرينية فقط

    • زائر 2 | 11:46 م

      ابو منصور

      بالتوفيق يا ام علي و ان شاء الله ستحققين الامال الدي تطمحين ليها يارب

    • زائر 1 | 10:18 م

      بتوفيق

      موفقه يا بت لجواد بعون رب العباد

اقرأ ايضاً