أفصح رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية علي الجبل، عن لقاء مرتقب سيجمع مجلس بلدي المنطقة الشمالية بوزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لبحث ملف حماية المواقع الأثرية في المحافظة الشمالية.
وأفاد رئيس المجلس بأن «اللقاء كان من المقرر أن يُعقد يوم الثلثاء الماضي (7 مايو/ أيار 2013)، بحضور رئيس المجلس وكذلك الأعضاء بلجنة الخدمات والمرافق العامة، غير أنه أجل انعقاد اللقاء حتى الأسبوع المقبل حتى يتسنى أيضاً حضور نائب رئيس المجلس سيدأحمد العلوي الذي تكفل بإعداد تقرير الآثار الأخير بالتعاون مع قسم العلاقات العامة والإعلام».
وقال الجبل إن «موضوع المواقع الأثرية بالمنطقة الشمالية أثير ضمن الاجتماع الاعتيادي الخامس عشر المؤرخ في 22 أبريل/ نيسان الماضي، حيث ناقش المجلس الوضع المؤسف للمواقع الأثرية والتاريخية بالمملكة، وتحديداً بالمنطقة الشمالية. وذلك نظرا لإهمال حماية وتطوير مواقع ومعالم أثرية وتاريخية في مناطق أثرية عدة بالمحافظة على رغم المضمون التاريخي الذي تحتويه والأثر الحضاري الذي يعكس تاريخ مملكة البحرين منذ عصور عدة، ما استدعى المجلس البلدي لطرح هذا الملف البالغ الأثر والأهمية لارتباطه بتاريخ وموروثات المملكة الحبيبة».
وأضاف رئيس المجلس أن «الإجراءات التي اتخذها المجلس على هذا الصعيد، هي إعداد خطة عمل لزيارة المواقع الأثرية والتاريخية بالإضافة إلى أماكن الصناعات القديمة التي تبرز الطابع والموروث البحريني الأصيل، وعمل على دراسة وإعداد التقارير بشأنها».
وأوضح الجبل أن «المجلس كان من المقرر أن يتخذ قراراً في هذا الشأن خلال جلسته الاعتيادية السادسة عشرة يوم الاثنين الماضي (6 مايو 2013)، وذلك بحضور المسئولين من وزارة الثقافة المعنيين بالآثار والتراث الجلسة، إلا أنه أبلغنا بأنه سيتم عقد لقاء خاص يجمع المجلس بالوزيرة الشيخ مي بنت محمد آل خليفة، وعليه قررنا تأجيل مناقشة الموضوع لوقت لاحقاً بناءً على معطيات اللقاء المرتقب».
وذكر رئيس المجلس أن «المجلس لديه توجه بأن يرفع توصيات بشأن المواقع الأثرية بغية حمايتها والمحافظة عليها من قبل الجهات المختصة والتي بدورها ستعمل على حمايتها وتطويرها وضمان عدم اندثارها. فالوقع الحالي للعديد من المواقع الأثرية والتراثية في المنطقة الشمالية انها تعاني من الإهمال بنسبة 100 في المئة، وأخرى أصبحت تصارع الاندثار على رغم أنها تحمل مدلولات ومعلومات وموروثا تاريخيا وأثريا كبيرا».
يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه المجلس البلدي ضمن تقرير فني من «استمرار تهاوي مسجد الخميس والمكتبة العلوية، وكذلك عين أبوزيدان القريبة من المسجد، في الوقت الذي لا تعطي وزارة الثقافة هذه المعالم أي اهتمام ورعاية على رغم وعود سابقة بصيانتها وتطويرها وحمايتها». وذكر المجلس أن «مصير مسجد الخميس والمكتبة العلوية، وكذلك عين ومسجد أبوزيدان التاريخيين بغرب البلاد القديم (خلف سوق الخميس قديماً) أصبح عرضة للاندثار، ووكراً لمتعاطي المخدرات والخمور، لعدم وجود باب يحميه أثناء الليل، حيث تعرضت إحدى زواياه لعملية حرق، كما نمت الأشجار فيه بكثافة، وانتشرت الأوساخ الملقاة من قطع كارتونية، وبقايا علب وزجاج وغيرها حتى أصبح مكباً للنفايات. كما أهمل المسجد الملاصق للعين وبقي من دون أية عناية من قبل الجهات المعنية، فباتت الأشجار تحيطه من جميع الجهات إلى درجة أنها أخفت معالمه، كما أن الأوساخ والمخلفات تملؤه من كل حدب وصوب».
وأظهر تقرير صدر عن المجلس البلدي «تعرض العديد من الآثار في البحرين للتخريب والتدمير والإزالة بشكل مستمر بين الفينة والأخرى، كما حدث للمدافن الأثرية في مدينة حمد وعالي، إلى جانب عدم حماية المواقع الأثرية وتسويرها وحراستها، وانعدام الصيانة الدورية وجه آخر من وجوه الإهمال المتعمد ويتسبب في ضياع الآثار في قادم الزمن، بالإضافة إلى غياب اللوحات الإرشادية والمرشدين السياحيين عن العديد من المواقع الأثرية، وتدني وعي المواطنين بأهمية الآثار في البحرين وأهمية المحافظة عليها».
وتضمن التقرير أن «البحرين بتاريخها العريق الموغل في القدم، بلد يمتلك كماً هائلاً من المواقع الأثرية والمباني التاريخية والتراثية والتقليدية، يبلغ عمر بعضها أربعة آلاف سنة، منتشرة على مساحات واسعة من أرض مملكة البحرين تقع أغلبها في المنطقة الشمالية. حيث تحتضن المحافظة الشمالية ما يزيد عن 80 في المئة من آثار وتاريخ البلاد، والذي يمتد إلى عصور ما قبل التاريخ، وهو ما يدل على عراقة شعبها وامتداد حضاراتها الأثرية. فقد بنى فيها أهل دلمون المعابد المقدسة والمستوطنات ومئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال والأحجام».
وفيما يتعلق بمسجد الخميس، ذكر المجلس أنه قام بزيارة ميدانية وأعد ملاحظات وصفها بالفنية وهي أن «مدخل المسجد بناء غير مكتمل وبحاجة إلى إكماله ولا توجد لوحات إرشادية إليه في الشوارع الرئيسية والفرعية، وأن دفتر الزيارة قديم جدا ومتهالك والملاحظات الموجودة به تدعو إلى الاهتمام بالمسجد، ولوحة المعلومات التاريخية بداخله متهالكة جداً بمقابل غياب المرشد السياحي هناك. بالإضافة إلى عدم توافر الحراسة الأمنية لحماية المسجد مع الآثار، ما يتسبب بالعبث والتخريب والسرقات، وكذلك الحال بالنسبة لانتفاء المطويات السياحية واليافطات الإرشادية للمعالم الموجودة داخل المسجد، فجدران المعلم متهالكة وبحاجة إلى إعادة ترميم الطبقة الخارجية، والمنارتان متصدعتان وبحاجة إلى تقوية من الأساسات وترميم الجزء الأعلى. كما توجد بعض القبور الأثرية في الجهة الشرقية من المسجد شواهدها والمنحوتات مهملة للغاية من دون الحفاظ عليها».
ولفت المجلس إلى «وجود عين أثرية في الجهة الشمالية للمسجد وجارية أعمال الترميم فيها، وجزء من أعمدة المسجد متمثلة بالقطع الحجرية ملقاة على الأرض بإهمال، ولا توجد ممرات داخلية مرصوفة لتسهيل حركة الزائرين».
وبالنسبة لمسجد وعين أبوزيدان التاريخيان، أفاد تقرير المجلس بأن «المسجد والعين بحاجة لإعادة ترميم بالكامل وبصورة عاجلة، وأن الساحتين الداخلية والخارجية حول المسجد والعين مهملتان وتنتشر فيهما النفايات والأشجار ولا توجد لوحة تعريفية لتاريخ المسجد والعين، فبوابة المدخل من الخشب العادي وعرضة للكسر، ولا توجد لوحات إرشادية للطرق المؤدية للعين».
وشملت زيارة فريق المجلس المكتبة العلوية بمنطقة الخميس أيضاً، وأظهر أن «المكتبة تعاني من إهمال كبير، أوله انهيار أجزاء من الأسقف والأعمدة علاوة على أن البناء بشكل عام عرضة للانهيار في حال استمر الإهمال. بالإضافة إلى عدم وجود مدخل خاص حيث يقتصر المدخل الوحيد لها على مدرسة الخميس الابتدائية للبنين، بالإضافة إلى غياب اللوحات الإرشادية والمعلوماتية».
العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ