العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ

القطان: الحرب على أهل الإسلام حرب على سنة الله ودينه

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان أن أعداء الإسلام لا يحاربون أشخاصاً من أهل الإسلام، بل يحاربون سنة الله ودينه، مؤكداً أنه لا طريق للخلاص إلا بالعودة إلى دين الله.

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (10 مايو/ أيار 2013) إن: «الأمة وقد مرت بمراحل الضعف والهوان وذاقت من الذل ألوانا وتجرعت القهر، أو جربت حلولاً ومخارج باءت بالفشل، وزادت من الهزائم والضياع، إن الأمة وقد مرت بكل ذلك بدأت تعود لوعيها، وتوقن أن الحل في إسلامها، بل توقن عين اليقين وحق اليقين وعلم اليقين، بأنه لا ملجأ من الله إلا إليه، ان الحرب العسكرية والإعلامية على الإسلام ورموزه ورجاله ودياره والأعداد الكبيرة التي تدخل الإسلام وتعتنقه، دليل كبير على تعاظم قوته وشعور الأعداء بخطره. إن كل قذيفة توجه، وكل يد تغتصب، وكل جرح ينزف، مطارق وموقظات توقظ الأمة من غفلتها، وتوجهها نحو الصحيح من مسارها ومسيرتها». وأضاف «ليعلم أعداء الإسلام، أن الحرب على أهل الإسلام ليست حرباً على أشخاص ولكنها حرب على سنة الله ودينه ويأبى الله إلا يمضي سنته، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.

وخاطب أصحاب القرار، قائلاً: «يا علماء الإسلام، يا أصحاب الفكر والرأي يا رجال الإعلام والأقلام، ليس طريق في الخلاص، وليس طريق للخلاص إلا العودة إلى دين الله عز جل، فهو القرار المكين، وهو موئل الحق، ومصدر القوة، وسبيل العزة بإذن الله تعالى. فوالله الذي لا إله غيره، إن أعداءكم لا يخشون على أنفسهم إلا من دينكم ولا يخيفهم إلا إسلامكم، وإن الإسلام والله خير لهم كما هو خير لكم لو كانوا يعلمون».

وأكد أنه «لن يجمع شعوب الإسلام، ولن يعيد إليها عزها وكرامتها، إلا صدق تمسكها بدينها، وحسن معتقدها بإسلامها، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».

واعتبر أن ما تنتجه مؤسسات العلم والفكر في الغرب من تنظير لحقوق الإنسان، وإثراء في مفهوم العدالة والمساواة، تكون نتائجه عكسية على ديار المسلمين، «وكأن التناسب عكسي بين تنظير الغرب وحال الشرق، والهوة غير قابلة للردم أو التجسير بين مبادئ شعوب الغرب التي تفاخر بها وبين مواقف حكوماتهم تجاه قضايانا».

وأضاف «ان العاقل ليتساءل بكل دهشة: ما مصلحة الحكومات الغربية في تطفيف الكيل بل كسر الكفة أحيانا؟! إنك حين تريد فهم كثير من سياساتهم مع العرب والمسلمين على ضوء المصالح والمنافع المتبادلة، والتي لم تمنعنا منها شريعتنا، لوجدت أن في صالح الغرب الاقتراب أكثر من المسلمين؛ فهم أكثر من مليار إنسان، تحوي بلادهم خير العالم ووقوده، وتتقاطع على أرضهم الطرق البرية والبحرية والجوية والمنافذ المهمة في العالم، وقد أسهمت عقول أبنائها المهاجرين منها إسهامات فاعلة في الجامعات الغربية، ومراكز البحوث والمختبرات، وكانوا ومازالوا راغبين في التعايش السلمي مع الآخرين، ومع ذلك تهدر كل هذه الاعتبارات لصالح عدوهم الذي احتل ديارهم وشرد أهلهم؛ عدوهم الذي لا يتجاوز عدده بضعة ملايين، مقدمة رضا القليل على سخط الكثير، مكتسبين عداء مئات الملايين في سبيل حفنة قليلين، معرضين مصالحهم للخطر ومستقبلهم للمجهول لأجل شرذمة قليلين، يأخذون ولا يعطون، ويستفيدون أكثر مما يفيدون، ويحتقرون كل جنس سواهم».

وتابع «لو أن هذه القلة المغلبة مصلحتها على مصلحة الكثرة كانت صاحبة حق وعدل في قضاياها لكان الأمر مفهوماً ومعقولاً، لكنك حين تتأمل هذه المعادلة من الحكومات الغربية ترى أنه لا يمكن أن تستقيم على أي فهم مصلحي ظاهر، إلا أن يكون القصد دينياً والمصلحة عقدية، وهو ما صرح به كثير منهم مجترين تاريخاً ملطخاً بالعداء القديم وترادف الحملات والحروب الصليبية على ديار المسلمين».

وذكر أن «المتأمل في التاريخ يرى أن المسلمين لم يدخلوا حرباً دينية في تاريخهم إلا وكانت الغلبة لهم وإن منوا بانكسارات هنا وهناك مهما كانت قلة عددهم وضعف عددهم، فالحجر في يد أحدهم أمضى من سلاح في يد غيرهم، والرشاش على صدر الواحد منهم أشد من المدفع على أكتاف آخرين، وهذا ما شهد به الأعداء قبل الأصدقاء».

وتابع «ان تنادى عقلاء الغرب باجتناب الاحتراب الديني بين الأمم، والصدام الحضاري بين الشعوب، وادعت حكوماتهم أنها علمانية لا دينية، إلا أن كثيراً من المواقف لا يمكن تفسيرها إلا عند استحضار باعث الدين ودافع العقيدة، ما يجعل المنطقة قابلةً لانفجار لن يسلم من شظاياه البعيد ولن تختص بضرره بلاد دون أخرى، وحينئذ ستكون مصالح العالم كله في مهب الريح».

واستطرد القطان «اننا لنتابع بكل أسى ودهشة، سياسة بعض الحكومات المؤثرة في العالم، والتي لم تفلح في شيء مؤخراً ما أفلحت في اكتساب الأعداء الجدد لها، ولم تنجز تالياً أكثر من تكريس الكراهية في النفوس لها. ولئن ظنت وهي في سكرة قوتها وغطرسة جبروتها، أنها في مأمن من انفجار غليان مازالت تضرم ناره، وتؤجج أواره فهي واهمة، فلقد ذاقت هي كما ذاق غيرها بعض نتائج سياساتها من غير رغبة من عموم المسلمين، فكيف إذا تطور الأمر واختلف الحال واقتحم العرين».

وأشار إلى أن «العقلاء حذروا من سياسة خلق الأعداء في المنطقة؛ إذ كل قذيفة يطلقها مدفع، وأرض تجرف، أو شتلة تنزع، وكل بيت يهدم ويهال، ودم ينزف ويسال، محمياً بتبريرات مؤسسات كبرى ودعم قوى عظمى، كل ذلك هو بيئة خصبة لولادة جماعات جهادية أو منظمات دموية أو تكتلات عدوانية، كل قهر يقع على الشعوب المسلمة، يبحر بمركب الحلول بعيداً عن شاطئ السلام، ويئد محاولات التقريب والانسجام».

وأردف قائلاً: «كثيراً ما تعقد ندوات وتشكل مؤتمرات لبحث أسباب الكره المتنامي لدى العرب والمسلمين تجاه الغرب، ويتساءلون: كيف يكون الكره ومراكزهم الفكرية تنظـِّر لحقوق الإنسان، وتدعو للعدل والمساواة، ونبذ العنف والإرهاب، والتمييز العنصري والتبشير بالديمقراطيات الحالمة؟! وقد لا يعلم أولئك المنظرون أن ثمرات اجتماعاتهم ونتائج بحوثهم تصلنا هنا في الشرق ولكن على ظهر دبابة أو عبر فوهة مدفع، ورسولهم إلينا بهذه المثل ليس وزيراً ثقافياً أو سفيراً فكريًا، إنما يحملها إلينا جنرال عسكري أو تلقيها إلينا طائرة حربية، تهلك الحرث والنسل».

العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:34 ص

      العلماء الصالحون أمناء

      يصلح الأمة علماء صالحون يؤلفون ولا يفرقون ولا يتزلفون لأحد غير الله تعالى .. بارك الله في هؤلاء . لنتعاون جميعا على بناء أوطاننا وتأليف وحدتنا. هذا ما يريده ربنا لا غير.

    • زائر 3 | 3:16 ص

      الحرب وصلت للصحابة الشهداء في قبورهم...

      نبشوا قبور صحابة أجلاّء يا شيخ باسم الإسلام ولا من مستنكر...أين النداء الذي صدّع الرؤوس:الصحابة الصحابة الصحابة ما شفنا أحد دافع عن حجر بن عدي الكندي!!!أليس صحابياً!!! صار المتهمون بسب الصحابة هم المدافعون عنهم وغيرهم يهتك حرمتهم...

    • زائر 2 | 11:55 م

      الحل

      ان الحل الوحيد هو اتحاد المسلمين جميع المسلمين بجميع طوائفهم تاركين الاختلافات العقائدية و النزعات الطائفية و غيرها و راء ظهورهم متوحدين ضد اعدائهم عندئذ سوف تهزم كل فراعنت الكفر و سوف تتكسر كل اصنام المشركين وسوف تعود الامة الاسلامية الى موقعها في القمة

    • زائر 1 | 10:23 م

      الحرب على أهل الإسلام حرب على سنة الله ودينه

      خطبة جميلة لاكن لمن تنادي بها ياشيخ
      الى الجماعات الارهابية اللتي اهلكت الحرث والنسل في دول الاسلام
      مثل سوريا او باكستان او افغانستان او العراق .
      وهذه الجماعات الارهابية تمثل اهل السنة والجماعة وماهم بذلك ولاكن
      تتبع عدو الدين والاسلام الا وهو الغرب ومن شيوخ يظهرون في الاعلام
      ينادون بالعدو بالهجوم ( هل هؤلاء هم )

اقرأ ايضاً