العدد 3898 - الخميس 09 مايو 2013م الموافق 28 جمادى الآخرة 1434هـ

كاميرون في موسكو لبحث الازمة السورية مع بوتين

يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة (10 مايو/ أيار 2013) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على البحر الاسود، وسط مساع دولية للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ اكثر من عامين بين الرئيس السوري بشار الاسد حليف موسكو، والمعارضين المطالبين برحيله.

ووصل كاميرون الذي يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين، بعد ظهر اليوم الى سوتشي في زيارته الاولى الى روسيا منذ عودة بوتين الى الكرملين في ايار/مايو 2012، وذلك بعد ايام من لقاء روسي اميركي دعا الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة فرانس برس ان كاميرون "وصل" الى روسيا، مشيرا الى ان "المحادثات ستتناول الوضع في سوريا".
وكان كاميرون قال الاربعاء امام مجلس العموم في لندن "هناك حاجة ملحة لبدء مفاوضات بكل معنى الكلمة لفرض انتقال سياسي (في سوريا) ووضع حد لهذا النزاع. ساتوجه الى سوتشي (جنوب روسيا) الجمعة للقاء الرئيس بوتين بغية البحث في هذه المسألة".
وتابع "هناك معلومات متزايدة, محدودة لكنها مقنعة، تدل على ان النظام استخدم وما يزال يستخدم اسلحة كيميائية بما في ذلك غاز السارين ومجال التشكيك يضيق اكثر فاكثر"، مضيفا "سنستمر في التحرك على كافة الجبهات (...) من اجل حل سياسي".
وشكل موضوع الاسلحة الكيميائية محور قلق دولي ومثار اتهامات متبادلة بين النظام السوري ومعارضيه. وتقول الولايات المتحدة انها تمتلك "ادلة" على استخدام نظام الرئيس الاسد هذه الاسلحة على نطاق ضيق، في ما تعده تجاوزا "للخط الاحمر".
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لفرانس برس الخميس ان دمشق مستعدة لاستقبال لجنة الامم المتحدة للتحقيق في الاسلحة الكيميائية.
ويأتي اللقاء البريطاني الروسي وسط سلسلة من التحركات الديبلوماسية الدولية للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، وادى الى مقتل اكثر من 70 الف شخص.
وعقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري سلسلة من اللقاءات خلال الايام الثلاثة الماضية، خصصت في غالبيتها لبحث الموضوع السوري، ابرزها في موسكو الثلاثاء حيث التقى الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
واعلن كيري ولافروف في مؤتمر صحافي اثر المحادثات، اتفاقهما على الدعوة الى مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة، للتوصل الى حل يقوم على اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012.
ويدعو الاتفاق الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة في سوريا، من دون التطرق الى مصير الرئيس الاسد. ورحبت دمشق بهذا التقارب الروسي الاميركي، في حين شددت المعارضة على ان اي حل سياسي يجب ان يبدأ برحيل رأس النظام الذي تنتهي ولايته الحالية في العام 2014.
واكد كيري من روما الخميس ان الاسد "لن يكون مشاركا" في الحكومة الانتقالية، معتبرا في الوقت نفسه ان قيام روسيا بتسليم سوريا صواريخ ارض-جو متطورة سيؤدي "الى زعزعة الاستقرار"، وذلك تعليقا على معلومات اشارت الى احتمال اقدام موسكو على هذا الامر.
من جهته، اجرى لافروف الخميس مباحثات هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الذي وافق على الاستمرار في منصبه بعد التقارب الاميركي الروسي الجديد في شأن الملف السوري، بحسب ما افاد بيان للخارجية الروسية.
كما استقبل لافروف امس نظيره الاردني ناصر جودة الذي التقى في وقت سابق كيري في روما.
من جهة اخرى، اعربت الفيليبين عن رغبتها في سحب جنودها العاملين ضمن قوات فض الاشتباك في هضبة الجولان السورية التي تحتل اسرائيل اجزاء منها، وذلك اثر احتجاز مجموعة مقاتلة اربعة منهم ظهروا في شريط مصور.
وقال وزير خارجية الفيليبين البرت دل روزاريو انه سيقترح سحب الجنود الفيليبينيين الثلاثمئة على الرئيس بنينيو اكينو الذي يعود اليه اتخاذ القرار. وقال للصحافيين "ما ان يقول، حسنا، سنفعل ذلك باسرع وقت".
واحتجزت مجموعة سورية مقاتلة تقدم نفسها باسم "لواء شهداء اليرموك" الثلاثاء اربعة عناصر فيلبينيين من موقع مراقبة في هضبة الجولان، بعد شهرين من خطف 21 عنصرا فيلبينيا آخرين من المنطقة نفسها، اطلقوا بعد ثلاثة ايام.
وبثت المجموعة شريطا مصورا على شبكة الانترنت مدته 26 ثانية، يظهر شخصا ملتحيا يتلو بيانا مكتوبا وسط العناصر الجالسين بزيهم العسكري الى كراسيهم.
وقال المتحدث ان الاحتجاز تم "خشية على حياة هؤلاء الجنود اولا" في المنطقة التي كانت تشهد معارك، وحتى "لا يلجأ اليهم مجموعة من العناصر المجرمة التي ما زالت فارة" في اشارة الى افراد القوات النظامية.
ميدانيا، تواصلت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، غداة مقتل 72 شخصا في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكما كل يوم جمعة، دعا الناشطون المعارضون الى تظاهرات تحت شعار "بانياس ابادة طائفية والغطاء اممي"، في اشارة الى مقتل العشرات من السنة في احياء بجنوب مدينة بانياس الساحلية وقرية قريبة منها، في ما عدته المعارضة السورية "تطهيرا عرقيا" من نظام الرئيس الاسد المنتمي الى الاقلية العلوية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً