العدد 3898 - الخميس 09 مايو 2013م الموافق 28 جمادى الآخرة 1434هـ

العثور على ناجية بين انقاض المبنى المنهار في بنغلادش

انتشل المسعفون الجمعة (10 مايو/ أيار 2013) ناجية من بين انقاض مبنى رنا بلازا الذي انهار في 24 نيسان/ابريل في سافار قرب دكا واودى بحياة اكثر من الف شخص معظمهم من عمال النسيج، في حدث مذهل انجزه هؤلاء بعد سماعهم نداءات الاستغاثة التي اطلقتها المرأة بعد ايام عدة لم يسحبوا فيها الا جثثا.

وبعد ساعات على اعلان الحصيلة المأسوية بسقوط اكثر من الف قتيل في كارثة انهيار المبنى، تمت تغطية عمليات الانقاذ على شاشات التلفزيون المحلية بشكل مباشر وتجمعت اعداد كبيرة من الناس في المكان في حين دعا رجال الدين المسلمون في البلاد الى الصلاة من اجل هذه المرأة. وعقب عملية الانقاذ تم نقل الناجية الى سيارة اسعاف قريبة. وقد نجحت المرأة بارسال بسمة خجولة الى الحضور الذين بدا عليهم تأثر شديد. وقال مسؤول فرق الانقاذ احمد علي لفرانس برس ان الناجية اسمها رشمة وكانت عالقة في فجوة بين عمود وقوس بناء.
واضاف انه تم تحديد مكانها بسبب ندائها المتكرر بعد 17 يوما من اعمال الانقاذ.
وقال احمد علي "ربما كان لديها احتياطي من الماء، او شربت من المياه التي تم ضخها في الانقاض".
من جانبه اشار ضابط في الجيش شارك في عملية الانقاذ ان المرأة الناجية تم العثور عليها واقفة بين الانقاض. وقال لقناة "سوموي" "رأينا بداية انبوبا يتحرك. قمنا بسحب ركام وباطون. لقد وجدناها واقفة".
واضاف "اعطيناها غذاء وقمنا بطمأنتها على نجاتها. لقد امضينا 45 دقيقة في انقاذها. قمنا باخراجها مستخدمين مطارق صغيرة ومناشير وحفارات".
وقال احد المسعفين من دون ان يذكر اسمه لقناة "سوموي" انه "اثناء قيامنا بازالة الركام، نادينا بأعلى صوتنا علنا نجد ناجين. عندها اتانا صوتها قائلا +ارجوكم خلصوني، ارجوكم". كذلك افاد مسعف اخر ان هذه الناجية نجحت في الحصول على الغذاء خلال 15 يوما لكن مخزون الطعام استنفد قبل يومين. واضاف هذا الناجي "لقد قالت انها لم تأكل منذ يومين. لقد قالت انها كانت تأكل البسكويت وانها وجدت مكانا امنا وبعض الهواء والنور".
واكد مستشار لرئيسة الوزراء شيخ حصينة ان المرأة الناجية ستتم معالجتها في مستشفى عسكري قريب. وقال المستشار محبوب الحق شكيل لوكالة فرانس برس ان "رئيسة الوزراء اكدت اننا امام حدث غير مسبوق. انها تتابع الوضع ووجهت تهنئة للمسعفين". ويعتبر انقاذ هذه المرأة من اكثر الاحداث المذهلة خلال الايام الماضية لكن فترة ال17 يوما التي قضتها المرأة الناجية تحت الانقاض ليست الاطول بعد الكوارث.
ففي 12 كانون الاول/ديسمبر 2005، عثر على امرأة تبلغ 40 عاما بين انقاض منزلها في اقليم كشمير الباكستاني بعد شهرين على زلزال.
وكانت حصيلة اسوأ حادث صناعي في بنغلادش ارتفعت الى أكثر من الف قتيل بعد العثور على عشرات الجثث تحت انقاض سلم مبنى مشاغل الحياكة المنهار بالقرب من دكا الشهر الماضي، والذي لجأ اليه العمال على الأرجح للهرب او الاحتماء.
وقال الضابط في الجيش صديق العالم سكدر الذي يشرف على عمليات الانقاذ، في وقت سابق الجمعة ان الحصيلة ارتفعت الجمعة الى 1041 قتيلا بعد العثور على عشرات الجيش خلال الليل في المبنى الذي كان يضم تسع طبقات.
وبلغ العديد من الجثث درجة من التحلل لم يبق معه منها سوى الهيكل العظمي بعد 17 يوما من المأساة، في حين تفوح من المكان رائحة كريهة يضطر معها عمال الانقاذ الى ارتداء اقنعة واقعية واستخدام مزيلات الرائحة. وقال صديق العالم ان ذلك يعني ان هناك المزيد من الجثث تحت الانقاض.
واضاف "عثرنا على عدد كبير من الجثث في باب السلم وتحت السلالم. عندما بدأ المبنى ينهار، اسرع العمال الى السلام للهرب او ظنا منهم انها ستحميهم".
وتابع صديق العالم "كلما ازحنا طبقة من الاسمنت، وجدنا تحتها كومة من الجثث".
وكان في المبنى اكثر من ثلاثة الاف عامل خلال انهياره الذي حدث في خمس دقائق. وكان هؤلاء يعملون باقل من 30 يورو في الشهر في صنع الالبسة لماركات عالمية مثل البريطانية برايمارك والاسبانية مانغو والايطالية بنيتون.
وتم التعرف على بعض الجثث من الهاتف الجوال في جيب صاحبها او بطاقة العمل حول رقبتهم.
وقالت السلطات انه تم انتشال 2437 شخصا احياء من بين الانقاض ومن بينهم الف اصيبوا بجروح خطيرة، وبعضهم تم بتر اطرافهم لاخراجهم.
وتوصل تحقيق اولي الى ان ارتجاجات ناجمة عن مولدات كهربائية ضخمة على سطح المبنى ادت الى انهيار المبنى الذي ظهرت فيه تصدعات قبل يوم من الكارثة.
وقال مهندس مبنى رنا بلازا انه صمم ليضم مكاتب تجارية وليس مصانع وآلات ثقيلة، كما تمت اضافة طبقات اليه.
واوقفت الشرطة 12 شخصا بينهم مالك المبنى واربعة من اصحاب المشاغل لانهم ارغموا العمال على العمل رغم التصدعات في الجدران التي لوحظت قبل يوم من انهياره.
وسلطت هذه الكارثة الاضواء على "مصانع البؤس" في قطاع النسيج الذي يعد ركيزة الاقتصاد في بنغلادش وحيث يعمل العمال باجر زهيد وفي ظروف بائسة.
وتعد بنغلادش ثاني بلد مصدر للنسيج في العالم بعد الصين. وتمثل هذه الصناعة اكثر من 40% من اليد العاملة في هذا البلد و80% من صادراتها. وتدر هذه الصناعة 20 مليار دولار سنويا على البلاد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً