تجلس فاطمة عازفة التشيلو على خشبة المسرح للمرة الأولى، وبأناملها المبدعة أخذتنا في جولة موسيقية من ألمانيا إلى روسيا، ومن لحن إلى آخر حلقنا معها في فضاءات بعيدة جدا وكأننا نتجول حالمين بين الزهور في قصور القرن الثامن عشر والتاسع عشر مع بيتهوفن وتشايكوفسكي وكارل أورف وغيرهما.
فاطمة عادل ذات العشرة أعوام تعزف التشيلو منذ أن كانت في الخامسة، فقد أخذتها والدتها لمدرسة خاصة لتتقن فنه جيدا، لذا كانت واثقة جدا من عزفها فهي تحفظ جميع المقطوعات الموسيقية وتتدرب عليها باستمرار وباستمتاع، وتتمنى أن تصبح معلمة تشيلو في المستقبل.
ويبدو أن العزف على آلة التشيلو وراثي في عائلة فاطمة، فابنة خالتها أمينة صلاح - 13 سنة - ملمة أيضا بفنون هذه الآلة جيدا وتنتقل من وتر إلى اخر بمهارة وخفة وسرعة، ورغم أنها تدربت عليها حديثا إلا أنها أتقنتها، فأصابعها الصغيرة معتادة على العزف منذ الصغر، فهي تعشق آلة البيانو وتتدرب عليها منذ أن كانت في الرابعة من عمرها ووالدتها تشجعها دائما على تعلم الموسيقى والعزف بجميع ألوانه.
لطيفة بوسعيد شابة في السادسة عشرة، تعلقت في البداية بآلة الفلوت ولكنها سحرت بنغمات التشيلو وأوتارها ومالت إليها دون وعي لتجد نفسها بعد ذلك عازفة عليها وعاشقة لها.
في خطاها الأولى نحو المسرح تشعر لطيفة ببعض التوتر ولكن ما ان تترنح أناملها على أوتار التشيلو، حتى يتحول التوتر إلى شعور مفعم بالفرح والاستمتاع وخاصة عندما تسمع عبارات المديح والإطراء من الجماهير بعد أن تنتهي من العزف، لذا قررت منذ الآن أن تواصل التدريب على هذه الآلة لتتقن جميع فنونها في المستقبل.
وما أروع نغمات الكمان التي أطربتنا بها زينة عبدالرحمن - 11 سنة - والتي تدربت على هذه الآلة منذ سنة فقط ولكنها أحبتها وأحبت كل ما يتعلق بها وتعلمت عزف أجمل المقاطع الموسيقية العالمية لتأسر الجمهور بها وتأخذهم إلى عوالم الخيال والرومنسية.
زينة تقابل الجمهور بكمانها للمرة الثانية ولكنها معتادة على التجمعات والجماهير كونها طالبة نشيطة ومشاركة في عدة مهارات أخرى غير العزف ككرة اليد والطائرة والعروض الرياضية والتراثية. وقالت في حديثها حول ذلك «أتمنى أن أكون عازفة كمان وأن أصل للعالمية في المستقبل».
الأصوات الجميلة رافقت عزف الآلات في حفل الأوركسترا الطلابية التي نظمتها إدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم. وتغنت كل من منى زهير وخلود محمد وصالحة حمود وصفاء مشرع وغيرهن بأجمل المقطوعات العالمية وبلغات مختلفة. وقالت إحداهن «أتمنى تعلم اللغة الألمانية حتى أشعر بصدق بكلمات ما أقدمه، فأنا أفهم بعض الجمل ولكن تفوتني بعض الكلمات أحيانا».
وقدمت طالبات الفرقة شكرا خاصا لإدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم على اهتمامها بهن وبتنمية مواهبهن وعلى الدعم والتشجيع المستمر الذي يتلقينه.
الجدير بالذكر أن فرقة الأوركسترا الطلابية تضم نحو 130 طالبا وطالبة من مختلف المراحل الدراسية، وهدف الوزارة من إنشائها هو تعريف الطلاب بالعالم الخارجي وبمختلف الآلات الموسيقية وبث روح التعاون بينهم وتنمية مواهبهم، ما سيكون له مردود مثمر يعود على الجوانب الإبداعية والثقافية والموسيقية في مملكة البحرين.
العدد 3898 - الخميس 09 مايو 2013م الموافق 28 جمادى الآخرة 1434هـ