أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني بالعمل على نشر ثقافة التعلم الإلكتروني وإدخالها على نطاق واسع في الجامعات والمدارس والمعاهد، مشددين على أن الفرص التي يتيحها التعلم الإلكتروني رحبة وخلاقة في الوقت نفسه، ودعوا إلى الاحتكام لمخرجات التعلم الإلكتروني في تقييم هذا النوع من التعلم الذي يمثل المستقبل.
واختتمت اليوم الخميس (9 مايو / ايار 2013) في فندق كراون بلازا أعمال المؤتمر، وقد واصل المشاركون عرض الأوراق العلمية ومناقشتها في اليوم الثالث للمؤتمر الذي نظمته جامعة البحرين برعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات.
وناقش نحو 300 باحث وأستاذ في جامعات ومؤسسات تعليمية قرابة 35 ورقة علمية عرضت أمس، وقد تعرضت الأوراق إلى تجارب وموضوعات عدة، نحو: التعلم الإلكتروني والإبداع، وفوائد التعلم الإلكتروني المزدوج، والتدريب الافتراضي، ودور التعليم الإلكتروني في تعزيز التنافسية بين الجامعات، وجودة التعليم في التعلم الإلكتروني.
وعرض أستاذ الحاسوب وتقانة المعلومات في جامعة النيلين السودانية السماني عبدالمطلب، ورقة علمية بعنوان: دور التعلم الإلكتروني في مواجهة تحديات القرن.
وذكر السماني أن دراسته تهدف إلى توضيح المفاهيم والمزايا الأساسية للتعليم الإلكتروني وتحديد تعريف مرجعي للتعليم الإلكتروني والرؤية حول الاستفادة من تقانة المعلومات والاتصالات المتطورة في جعل عملية التعليم والتعلم إلكترونية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين والتهديدات وقضايا المستقبل بما يكفل استمرارية البقاء، مشيراً إلى أن الورقة توضح في الوقت نفسه الأدوار الجديدة للعملية التعليمية بأركانها الثلاثة: المتعلم، المقرر الدراسي، المعلم.
وخلصت الورقة إلى أن التعليم الالكتروني هو من أنجع الوسائل "خاصة بعدما أدركنا أن التعلم لم يعد مرحلة في حياة الإنسان بل أصبح عملية مستمرة ومستديمة ومسألة ضرورية للفرد نفسه وللأمة أشملها. إذ أصبح الفرد منا بحاجة أكثر إلى أن يتعلم ويعمل ثم يعود إلى التعلم من جديد ثم يعمل وهكذا، فيوفر التعليم الإلكتروني إمكانية التعلم المستمر فضلاً عن المميزات والخصائص الكثيرة التي تجعله عنصراً أساسياً من عناصر التعلم".
وقال السماني: "لقد دعمت النظريات الحديثة في التعليم وفلسفتها اتجاه التعلم عن طريق الاستكشاف"، مؤكداً أن "التعليم الالكتروني يوفر إمكانية الاستكشاف وذلك عن طريق الرغبة أو الفضول مما يساعد في زيادة التحصيل الأكاديمي لدى الطالب وزيادة فاعلية التعليم والتعلم".
توصلت الورقة إلى ضرورة بناء خطة للتعليم الإلكتروني تعتمد على إطار يتلاءم مع البيئة يتكون من خمس مكونات هي الإدارة، تقانة المعلومات والاتصالات، التعليم ، أخلاقيات التعليم، التقويم.
أما عضو هيئة التدريس في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية معلوي الشهراني فناقش في ورقة علمية ثقافة الإبداع علاقتها بالتعلم الإلكتروني.
وأثبت في ورقته أن التعلم الإلكتروني يسهم بدرجة في تطوير قدرات ومهارات التفكير الإبداعي من حيث البرامج غير التقليدية التي يمكن أن يقدمها إلي الأفراد من خلال أساليب غير تقليدية في التعليم منها أسلوب العصف الذهني أو أسلوب تأليف الأشتات.
وأوصى الشهراني بالتوسع في البرامج الدراسية من خلال عقد ورش تعليمية تنمي المهارات التي يحتاج إليها العاملون في القطاعات المهنية في العالم العربي، حيث أن الشهادات التي يحصل عليها الأفراد من خلال التعلم عن بعد غير معترف بها في أغلب الدول العربية.
ودعا إلى الاهتمام بتنمية مهارات التفكير الإبداعي من خلال تقديم نماذج من أساليب العصف الذهن والتأليف بين الأشتات حيث أن تلك الأساليب أكثر شيوعاً واستخداماً في الوطن العربي.
واقترحت الدراسة التوسع في تقديم البرامج التدريبية باستخدام التعلم الإلكتروني مما يسمح بتنمية التفكير الإبداعي ونشر ثقافة المعرفة الإبداعية بين أفراد المجتمع، وإنشاء مراكز متخصصة في التعلم والتدرب الإلكتروني بحيث يعطي فرصة لنشر ثقافة الإبداع في الوطن العربي.
كما نوقشت عدة أوراق في ميادين مختلفة تتصل بموضوع التعلم الإكتروني، قدم الباحث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مصطفى حريري ورقة تناقش مدى تأثير نظام التعلم الإداري في التعلم.
ورأى في ورقته أن تطبيق ممارسة نظام التعلم الاداري يسهم في انخراط الطالب في عملية التعلم بشكل فعال للغاية، مشيراً إلى أن ذلك ما أثبت من خلال تطبيقها على طلاب الدراسات العليا في قسم علوم الارض حيث استفاد الطلاب بشكل كبير من النظام مما سيجعلهم يطبقونه في مقرارات أخرى.
وقدم الباحثان في جامعة البحرين تاج الدين محيي الدين، وبسام الحمد ورقة عن مميزات التعلم الإلكتروني بالمقارنة مع التعليم وجها لوجه.
وكشفت الدراسة أن التعلم الإلكتروني يساعد جعل الطالب أكثر قدرة على تطوير التفكير النقدي التحليلي.
وفي السياق نفسه قدمت الباحثة في جامعة البحرين أمل الريس مقارنة بين التعلم الإلكتروني والتعلم التقليدي.
إلى ذلك قارنت الباحثة في جامعة الإسراء في الأردن زهرة محسن، بين النموذج وإدارة أنظمة التعلم الالكتروني، موضحة أن هناك العديد من البرامج المتاحة التي توفر طرق مختلفة من التعلم كالبرامج التجارية والبرامج المفتوحة المصدر.
وأضحت هذه الورقة المقارنة والفرق بين النموذج وأنظمة إدارة التعلم من أجل اكتشاف نقاط القوة والقيود. وأكدت أن النموذج اعتمد من قبل العديد من الجامعات والذي أثبت تيسيره لإدارة أنظمة التعلم الالكتروني.
وفي ورقة أخرى ناقش الباحثان حسن ربحي وجولتان حجازي، أثر إستراتيجية في التعلم المدمج في تحسين الدافعية والاتجاه نحو التشارك عبر الويب لدى طلبة كلية التربية بجامعة الأقصى.
وهدفت الدراسة إلى استقصاء أثر إستراتيجية في التعلم المدمج في تحسين الدافعية والاتجاه نحو التشارك عبر الويب لدى طلبة كلية التربية بجامعة الأقصى.
وتكونت عينة الدراسة من (20) طالبة من كلية التربية بجامعة الأقصى، تم اختيارهن قصدياً، واستخدمت الدراسة مقياسي الاتّجاه نحو التشارك، والدافعية للتشارك من إعداد الباحثين، وكشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية في القياسين القبلي، والبعدي على الدرجة الكلية، وأبعاد مقياس الاتّجاه نحو التشارك، والدرجة الكلية، وأبعاد مقياس الدافعية للتشارك لدى الطالبات عينة الدراسة؛ مما يؤكّد نجاح إستراتيجية التعلم المدمج المستخدمة في الدراسة في تحسين الدافعية والاتّجاه نحو التشارك عبر الويب لدى الطالبات عينة الدراسة.
وناقشت إحدى الأوراق "التعلم الإلكتروني في الجامعات السعودية.. التحديات والقضايا". وقد غطت الورقة أنواعاً عدة من التحديات والقضايا الإدارية والفنية والعامة المتعلقة بالتعلم الإلكتروني من أجل دراسة الوضع الحالي للتعلم الإلكتروني تقدم في الجامعات السعودية، والتحقيق في العقبات التي تحول دون ارتفاع معدلات تنمية التعليم الإلكتروني.
وتم جمع البيانات من الأفراد والمؤسسات التعليمية في المملكة العربية السعودية، من جميع مناحي الحياة ومن مختلف الأوضاع العمالة. اقترح هذه الدراسة البحثية التجريبية أن السبب الرئيسي وراء التقدم البطيء في التعليم الالكتروني في المملكة العربية السعودية يأتي نتيجة لمشاكل في الاتصالات السلكية واللاسلكية المحلية وغيرها من البنى التحتية.