إن الغرض من هذا المقال هو تسليط ضوء سريع على تأثيرات الأحداث التاريخية والسياسية على أوضاعنا المحلية، وكذلك انعكاس وتفاعل سياستنا الداخلية مع التدخلات الخارجية في شأننا المحلي. وحيث إن التدخل الإيراني هو محور الخطاب الرسمي وبعض جمعياتنا السياسية فقد آثرنا أن تأخذ هذه الجزئية الحيز الأكبر من هذا المقال.
تمتد العلاقات البحرينية الإيرانية إلى عدة قرون، تخللتها أحداث كثيرة ومتنوعة اتسمت بالهيمنة تارةً والاستقرار والتوتر تارةً أخرى. فبعد انتهاء المزاعم الإيرانية في البحرين بعد الاستفتاء الذي سبق مرحلة الانسحاب البريطاني من شرق السويس استقرت العلاقة بين البلدين حتى قيام الثورة الإيرانية في العام 1979 واستبدال النظام الملكي الشاهنشاهي الذي كلف بحراسة المصالح الغربية في المنطقة بنظام ديني معادٍ للمصالح الغربية.
لم تحمل الثورة الإيرانية الوليدة رسالة طمأنة إلى جيرانها، ولم تكن مدركة لحساسية وطبيعة العلاقات والمصالح القائمة بين دول المنطقة والدول الغربية سواء في بعدها العسكري أو الاقتصادي والسياسي. كما أنها لم تولِ اهتماماً كافياً إلى الحالة النفسية والمذهبية والهواجس التاريخية بينها وبين شعوب المنطقة. لهذه الأسباب مجتمعة ونتيجة لهلع المصالح الغربية من التوجهات الإيرانية الوليدة وخصوصاً فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، نشبت الحرب العراقية الإيرانية التي خلقت واقعاً جديداً أريد له أن ينتج اصطفافات مذهبية واستقطابات سياسية حادة عمّقت من الهواجس التاريخية القديمة بين المسلمين بصفة عامة، وبين العرب والفرس بصفة خاصة.
لقد اتسمت علاقاتنا مع الجارة إيران بالتوتر في مراحل تاريخية مختلفة وخصوصاً بعد انتصار الثورة الإيرانية، حيث تفاعلت قطاعات واسعة من العرب والمسلمين ومن ضمنهم قطاع واسع من البحرينيين مع التغيير هناك، وخصوصاً في مراحله الأولى. وقد جاء المشروع الإصلاحي في مملكة البحرين ليؤرخ لحقبة جديدة اتسمت بانفراج سياسي لفترة وجيزة كان من المؤمل له أن يصد أية مبررات لاختراق الداخل من أية جهة كانت، وأن يجعل من فوبيا هذه التدخلات أمراً لا يمكن التعويل عليه. ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن. فقد تعثر المشروع الإصلاحي لأسباب لا داعي لذكرها هنا، وانزلقت بلادنا إلى مربع أسوأ من سابقه، برز على إثره موقفان، الأول رسمي عزا ما يحدث في بلادنا إلى تدخلات خارجية مصدرها الجارة إيران ومن لف حولها، والثاني موقف معارض عزا ما يحدث إلى افتقار الوطن إلى نظام سياسي عادل ورشيد. وعلى رغم عدم توافق تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية مع وجهة النظر الرسمية في هذا الجانب، وتجاهل حلفاء البحرين الغربيين لوجهة النظر هذه، إلا أن التدخلات الخارجية في شأننا المحلي باتت أمراً لا يمكن أن تخطئه العين. ومن جانب آخر فإن مشاكلنا الداخلية لا يمكن إبرازها بصورة مبسطة كهذه أو حصرها في دائرة الأسود والأبيض. والسبب هو أن انكشاف خاصرة الوطن قد شجّع دولاً عدة على التدخل في شأننا المحلي من بينها حلفاء استراتيجيون لبلادنا وأخرى صديقة تربطنا بها علاقات تاريخية حميمة؛ ومنظمات دولية؛ واتحاد برلمانات أوروبية... لم تتردد جميعها في التعبير عن هذه التدخلات في السر والعلن، لدرجة باتت فيها بعض من هذه الدول الصديقة ملجأ لأكثر أجنحة المعارضة تطرفاً.
إن إقحام إيران نفسها في شئوننا الداخلية تحت ذريعة نصرة المظلوم هو حقيقة عبر عنها مؤخراً مرشد الجمهورية الإسلامية في خطابه أمام مؤتمر الصحوة الإسلامية. كما أن الدعم الإعلامي للتحرك الشعبي في بلادنا هو أمر لا تخطئه العين. ولكن هذا التدخل الذي نرفضه جميعاً لا يلغي حاجة بلادنا إلى إصلاح حقيقي يستند إلى العدالة والمساءلة وحكم القانون الذي يبعد عنها خطر ومبررات التدخلات الخارجية. فالانكشاف من الداخل لا يعتبر الوسيلة المثلى لصد أخطار الخارج. وحتى لا ندور في فلك البيضة والدجاجة، أو نتألم لانكشاف ظهر بلادنا، بات لزاماً علينا أولاً تحصين الداخل بإغلاق المنافذ التي توفّر المبررات للغير للنقر في خاصرة الوطن.
إن حماية بلادنا من هذه التدخلات يكمن في اكتسابها مناعةً قويةً في وجه المتربصين بها من خلال وحدة وطنية على برنامج عمل إصلاحي يخرج الوطن من محنته على قاعدة لا ضرر ولا ضرار. بهذا فقط نضمن لبلادنا الأمن والتقدم والاستقرار. أما العمل في الاتجاه المعاكس فإنه يقرب الخطر منا ولا يبعده، والدليل هو ارتفاع وتيرة الصراخ والإدانة والخشية من التحرشات الخارجية ولكن من دون طائل.
إن التجربة الأليمة التي تمر بها بلادنا ليست فريدةً على الساحة العالمية، فقد مرت بها مجتمعات أخرى ولكنها تمكنت من الخروج منها بأمان. فإذا كنا جادين حقاً في تحصين بلادنا من أي تدخل خارجي فإن أفضل وسيلة هي عدم تقديم المبررات التي تكشف سوءة الوطن، بل التعلم من تجارب الآخرين والبدء في تضميد الجراح. بهذا فقط، لا عبر الصراخ والعويل والهلع من التدخلات الخارجية، نعبر بوطننا إلى بر الأمان. فهل تحفزنا هذه التدخلات الخارجية على الوقوف متحدين لمعالجة مشاكلنا الداخلية وسد الفجوات والنوافذ التي ينفذ من خلالها المتربصون بنا بمختلف مشاربهم؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالحسن بوحسين"العدد 3897 - الأربعاء 08 مايو 2013م الموافق 27 جمادى الآخرة 1434هـ
المصلي
اثبت تقرير بسيوني للقاصي والداني يادكتور لايوجد أي دليل على تدخل ايراني في احداث البحرين وهذه لجنه محايده المشكله في البحرين ليست عصيه على الحل برلمان كامل الصلاحيه وحكومه منتخبة وصوت لكل مواطن وكبح جماح التجنيس السياسي والذي حرق الأخضر واليابس والقضاء على الفساد المالي والأداري ومحاسبة من تسبب في ازهاق ارواح الناس الأبرياء يعني سياسة عدم الأفلات من العقاب كل هذه المطالب اريد اعرف منك يادكتور مالفائده التي تجنيها ايران لو أن السلطه نفدتها وستقر الوضع وامن الناس على ارواحهم وارزاقهم في دولة تحترم
أين الحلول التي تتكلم عنها لا نرى الا مزيد من التجنيس والفصل العنصري
لا ادري كيف القيت باللوم على ايران التي تتصرف حسب ما تراه من واجب ديني واخلاقي وانساني وتترك ما يحاك ضد هذا الشعب؟
اي حلول تتكلم عنها وهم يستغلون فترة الهدوء النسبي الى زيادة وتيرة التجنيس والفصل العنصري بدل من استغلالها في الاصلاح.
لا زلتم توهمون انفسكم ان هناك اصلاح
ماذا تعني ايها الكاتب( ذريعة نصرة المظلوم )
أنا اريد أن أعرف هل من الاخلاق الاسلامية او من الاخلاق الانسانية ان تقف ايران كما وقفت القنوات العربية موقف الخزي؟
لا ادري هل تطلب من ايران ان تصد عينها وتطبق سمعها وتغلق اعلامها وهي ترى شعبا مسلما بجوارها تنتهك حقوقه وتهجم عليه الجيوش بهذه الصورة؟
هل هي من اخلاق الاسلام او الاخلاق الانسانية؟
أمريكا واتباعها تحرّك الاساطيل من آخر الدنيا بذريعة عدم وجود ديمقراطية حلو وبارد بس ايران اذا شافت الظلم في شعب من جيرانها عليها ان تصد وتسكت
فهل هذا منطق؟
ثم اين الحلول التي تتكلم عنها؟
من الاخلاق الاسلامية
قبل ان تتكلم عن الاخلاق الاسلامي خلى ايران تطبق اخلاق الاسلامية على الشعب الاهوازى ولا عيونها مفتوحة على البحرين فقط شعب الاهوازى اولى الذى ضاق كل انوع التنكيل و التعذيب القمع المشاتق (اهل الدار اولى من الجار بالمعروف) بدل ما تتدخل فى الشؤون دول اخرى خليها اولا تعطى شعبها الحقوق كاملة شعب ميت من الجوع مو لاقى ياكل والحضرات المحترمين يوزعون المال الشعب على العمليات الاراهبية فى دول مثل قبرص و قبض على اربع ايرانين حديث فى الدولة الافريقة هل كل هذا يعتبر من الاخلاق الاسلامية ؟؟
كل الهواجس ليس لها مبرر لو أن شعب البحرين حصل على حقوقه
ليست الثورة الايرانية هي ما اولد هذه الهواجس فهناك هواجس قبلها واتهامات لهذا الشعب بالشيوعية والتبعية للاتحاد السوفيتي. وكما يقول المثل من على رأسه بطحة يتحسسها وهذا مثل صائب في قضيتنا.
طالما ان شعب البحرين مسلوب الحقوق سوف يرمون بتبعات ثوراته وتحركاته
على هنا وهناك هذه معروفة كل الانظمة العربية كانت تسوق نفس المبررات
التدخل الخارجي ولم يستطيع نظام واحد ان يسوق دليل واحد على كلامه.
لذلك اختلف معك في توجس دول الخليج من الثورة الايرانية
التوجس هو بسبب الظلم الحاصل لهذه الشعوب
كلنا رموت كنترول
لمفروض ما يتدخلون حتى لو قتلتنا حكومتنا. هي حرة وكيفها تسوي فينا ما تشاء!احنه كلنا عوام وروموت كنتورل.
انما الدين النصيحة
لوكان كل الذين يتباكون على الوطن ويدعون حبه وحرصهم عليه وقفوا في وجه الظلم والظالمين وفي وجه البطانة الفاسدة وقالوا كلمة الحق لما تجرأ احد على التدخل في شئوننا
فقد تعثر المشروع الإصلاحي لأسباب لا داعي لذكرها هنا،
"فقد تعثر المشروع الإصلاحي لأسباب لا داعي لذكرها هنا" .......
من المفترض دكر الأسباب حتي تكتمل الصوره للقارئ
الزبدة
( شجّع دولاً عدة على التدخل في شأننا المحلي من بينها حلفاء استراتيجيون لبلادنا وأخرى صديقة تربطنا بها علاقات تاريخية حميمة؛ ومنظمات دولية؛ واتحاد برلمانات أوروبية )
.
بالفعل لا يجوز لاحد التدخل في الشأن المحلي كائنا من كان ولتبسيط الامر للقراء اورد مثالا فلو ان عائلة تسكن بيتا وسط حي يحيط بها جيران , رب العائلة يقوم بالتقصير على ابنائه في المأكل و يقوم بضربهم حتى تصل اصوات اصوات صياحهم للجيران , كما ان رب العائلة قام بخنق زوجته احدى المرات حتى كادت ان تموت
فهل هذا مبرر لتدخل الجيران ؟