معنى رصانة أي مجتمع تبرز في الأزمات والملمَّات، وكذلك حكمة السلطة في هذا المجتمع أو ذاك تبرز في الأزمات والمخاضات. وعند مراجعة تاريخ الأمم ستجد أن النجاح والفشل تحددهما الخيارات التي يتم انتهاجها للخروج من الأزمات والنزاعات التي لابد أن تصاحب مسيرة الحياة.
ولو راجعنا الخيار المتبع حالياً لمعالجة أزمة البحرين السياسية فإنه يتمثل على أرض الواقع في القمع والتشطير والترقيع، وهذه الاستراتيجية الثلاثية تغلبت على المساعي الحكيمة الأخرى. فمن جانب عوَّلت جهات رسمية على إمكانية إخماد الأوضاع عبر «القمع» بشتى صنوفه، وهذا القمع شمل ممارسات سجلت جانباً منها لجنة تقصي الحقائق، وهي لجنة أنشئت بقرار حكيم، ولم تشكل نتيجة لمؤامرة على البحرين، كما يود البعض ترديده للهروب من المسئولية. ولكن هذا القمع نتيجته منهكة لمن يقوم به قبل أن ينهك ضحاياه، وكلفته عالية جداً على السمعة والاقتصاد، وفي نهاية الأمر فإنه لا يحقق أمناً أو استقراراً كما يروِّج لذلك دعاة القبضة الأمنية الحديد.
الجزء الثاني من الاستراتيجية الحالية هو «التشطير»، ويأتي مصاحباً للقمع، وذلك من خلال تقسيم المجتمع طائفياً والسعي الحثيث لتغيير الديمغرافية السكانية، واعتماد سياسات تمزق النسيج المجتمعي. والهدف المرجو من تشطير المجتمع هو تركيع فئة في مقابل كسب فئة أخرى من خلال توزيع منافع ومغانم. هذه السياسة كلفتها عالية جداً، وما يتم صرفه أكثر بكثير مما لو كانت العدالة هي سيدة الموقف. وفي النتيجة فإن المجتمع المشطر لا يوفر أمناً لأي جهة كانت، بل إنه وحتى من يستفيد مؤقتاً من بعض المزايا سرعان ما سيجد أن المعادلات تنقلب ضده، لأن الحياة لا يمكن تسييرها بحسب اعوجاج غير إنساني.
الجزء الثالث من الاستراتيجية هو «الترقيع»، وهذا يأتي كمحاولة لسد الثغرات الناتجة عن فشل القمع والتشطير في تحقيق الأهداف المرجوة، ويتمثل الترقيع في اعتماد إجراءات هنا وهناك للإيحاء بأن شيئاً ما يتم تنفيذه لتصحيح بعض الأمور، ويصاحب ذلك حملة علاقات عامة مكلفة جداً، ولكن هذا الترقيع ينتهي أثره بسرعة، لأن واقع الحال يتطلب شيئاً مختلفاً عن الترقيع.
إن المخرج مما نمر فيه لن يكون عبر ثلاثية القمع والتشطير والترقيع، وإنما عبر اتخاذ إجراءات تصحيحية في الجانب الحقوقي بحسب توصيات لجنة تقصي الحقائق وتوصيات جنيف، وأن يصاحب ذلك إصلاح سياسي يعتمد المعايير الدولية لمفاهيم الإصلاح والديمقراطية، وأن يكلل الحل بمصالحة وطنية شاملة. بمعنى آخر، فإن هناك ثلاثية أخرى تخرجنا من الأزمة وهي تتمثل بتصحيح الوضع الحقوقي، وتنفيذ إصلاحات سياسية، وتحقيق مصالحة وطنية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3896 - الثلثاء 07 مايو 2013م الموافق 26 جمادى الآخرة 1434هـ
مقال وطني مسئول و رائع يا دكتور
سلمت يمناك و حيا الله فكرك الرائع النيّر المتفتح المحب للوطن والمواطن المبني على الإبن الصالح للوطن وأنت أنت يا دكتور مثال للوطنيه في وطن ينتهك فيه حق المواطن
يا دكتور منصور انت في وادي والجماعة في وادي آخر وكأنك تنفخ في جره
يبا القوم لايفهموا هذا القول ولاحتى يقرئونه هم مشغولين ...
شكراً لكم
هم يادكتور يعرفون جيداً أن ثلاثية القمع والتشطير والترقيع المعتمدة مكلفة جداً
ونتائجها أيضاً سلبية على المديين الطويل والقصير ، ويعرفون كذلك أن تصحيح الوضع الحقوقي وإرساء مبدأ العدالةبالإصلاحات السياسية والحقوقية وتهيئة أجواء المصالحةالوطنية هي الأصح والأصلح والأكثر استدامة والأقل كلفة ، لكنهم يعتبرونها
" ليٌ ذراع" ومثلما ترددون "هيهات منا الذلة" هم أيضا يرددون "حامض على بوزكم".
كلام من مخلص لوطنه
طال الزمن اوقصر مايصح الا الصحيح وجميع المتمصلحين والعابثين في امن الوطن سوف يرحلون الامزابل التاريخ ولم تتذكرهم الجيال كما نحن نتذكر رجالات الهيئه الوطنيه اليوم الذينه وحدوا الوطن ولم يمزقوه كما يعمل هائلاء الذينه يعيشون على الازمات ويدعون بأنهم لولاهم لاحتلت البحرين.
إذا عرف السبب بطل العجب
كلامك يا دكتور منطلق من سلامة نية ومن فرضية أن خللاً ما أوخطأًما في أسلوب المعالجة في حين أن كل ما جرى ويجري هو تطبيق لخطة أساسها(إما أنا وإلا فلا )أو (أنا ومن بعدي الطوفان )وأن كل الامتيازات التي يتمتع بهاأقلية على حساب الأغلبية هي مكاسب خارج المعادلات والاتفاقات حتى لو أن ذلك لا يتأتى إلا بإبادة الآخر وهو ما نعيشه اليوم بوسائل مختلفة وبمباركة ودعم إقليمي ودولي. وهناك جوانب وزوايا أخرى ذات علاقة بالموضوع لا يسع المجال لذكرها.
سلمان دائي
حتى لو تمت الإصلاحات وحصلنا على مطالبنا المشروعة، فستنفتح أبواب أخرى بعد أن يتم تجنيس العدد المطلوب لقلب المعادلة
القمع والتشطير والترقيع،
وماذا تطلب من المعارضة!! لو المعارضة ومرشدها معصومين من الاخطاء
صح لسانك دكتور
أتمنى بأن يكون هناك من يستوعب ما تقوله
بالتوفيق
يا دكتور يعرفون وين الحل بس ما يبونه
لا يحتاجون الى دليل يدلّهم على الحلّ فكل العالم على يقين من انهم يعرفون
ان لهذا الشعب حقوق منهوبة وكرامة مستلبة والحل في ارجاعها وانتهى الامر.
الفرق بين من يريد الوصول الى حل ومن لا يريد اما الحلّ نفسه فمعروف وواضح
وعلى ذلك سوف يتم حساب العباد يوم الحساب فهل تظن ان ربك سيحاسب
الناس على امور مبهمة كلا حاشى لله ان يأخذ الناس يوم الحساب على امور
ليست واضحة وضوح الشمس.
نسي ايضا
هل نسيت اننا نحتاج الى الولاء للوطن ايضا ! ام هذا غيرمهم ؟
ملخص السياسة ما ذكرته دكتور ولا تتوقعوا غير ذلك
ليس لديهم حل سوى ما ذكرته من ثلاثية هي قائمة على قدم وساق
كل ما لديهم زيادة الايغال في القمع والفصل العنصري ومحاولة عمل ديكور خارجي
لا يعكس الواقع ولكن الواقع معكوس للعالم غصب عن الاولي والتالي
بل نحتاج زيادة القمع والتشطير والفصل العنصري كله زيادة في زيادة لان البلد ناقص
البلد ناقص عليه شوي ويذهب الى الهاوية يا الله خل يكملون ما تبقى من قمع وتنكيل وفصل عنصري حتى يذهب من يذهب الى ما يستحق ويصبح البلد
في اتون حرب ولا ينجوا من ذلك احد
القمع لن يحل المشكلة.... والشعب صامد حتى تحقيق مطالبه
السياسة الامنية القمعية لن تحل ما نحن فيه من مشكلات وأزمة سياسية بأمتياز فمتى ما تم حل المشكل السياسي ستنسحب عليه بقية المشاكل وسيتم معالجتها تباعا.
والمطالبين بالحقوق والمساواة والعدالة وكل ما هو صالح لهذا الوطن والمواطنين كافة سيبقون يناضلون من اجلها حتى النهاية دون تعب أو كلل.
والله الموفق ...ولله درك يا شعبي الصابر...
ويصاحب ذلك حملة علاقات عامة مكلفة جداً،
إضافة لتأسيس هيئات تشبه الهيئات الحقوقية والسياسية لايهام الخارج اننا نعمل على تغيير الوضع وعلى رأس ذلك تأتي المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان التي لم نسمع لها رأي فيما يجري من قمع وتمييز يومي عدا عقد الورش والندوات للتعريف بدورها الريادي في مجال تعزيز حقوق الانسان!!!!
العنوان يكفي للحل
لكن لمن يريد الحل و يؤمن بحرية الانسان و تساوي الجميع
مقال متكامل
شكرا
التشخيص السليم للمرض والعله يعد نصف الطريق الي العلاج.
حل الازمه فيه خير للبلاد والعباد في الدنيه والاخره .... الله عز وجل حكم امور الدنيه بموازين تمحص القلوب والافئده للامتحان وبفوز يوم اللقاء كل ذي قلب سليم ... فهنيا لكل من فاز دنيه واخره ولن يخفي علي الرحمان من شيء وهو العزيز الجبار.
لو
لو وجد العقلاء ومن يحملون هم الوطن والمواطن ماتم تقسيم المجتمع الى هذه التقسيمات التى هدمت اكثر من ان تبني ولوهناك عداله وعدم تمييز وتشطير وتفريق فئه على فئه لما وصلنا لهذا المستوى.
سايبه
اتحدى دكتوور يصير اصلاح في هذا البلد والغدد السرطانية مازالت تنخر في جسد هذا الوطن .. الحل مووجوود وسهل ولكل يعرفه .. ما يحتاج لف ودوران ..
اقتراح برغبه يادكتور
مقال قادم تكتب فيه عن المعايير الدوليه للاحتجاج والتظاهر وتوضيح بعض المصطلحات مثل كلمة تركيع وهيهات وغيرها من مفردات لان البعض وللاسف لا يفقه ما تعني و أشكل عليه الامر حتى صار التظاهر ترويع وارهاب وشكرا لكم
بوطبيع ما يوز عن طبعه
خصوصا اذا كان الطبع يكسب وهو عكس ماتقول شاللى يجبرنى آغير طبعى او استبدل ثلاثية بأخرى حسبما تفول يادكتور
شكراً
سلمت دكتور.. شخصت الداء، ووصفت الدواء..
ولكن سيبقون على ثلاثية القمع والتشطير والترقيع، لأنها أقرب لقلوبهم..
إن هناك ثلاثية أخرى تخرجنا من الأزمة وهي تتمثل بتصحيح الوضع الحقوقي، وتنفيذ إصلاحات سياسية، وتحقيق مصالحة وطنية.
هذا الانفاق هزّ ميزانية البلد ورفع الدين العام.. ولو صرفت هذه الأموال على الناس لما كنا فيما نحن فيه الآن..
هذا القمع نتيجته منهكة لمن يقوم به قبل أن ينهك ضحاياه، وكلفته عالية جداً على السمعة والاقتصاد، وفي نهاية الأمر فإنه لا يحقق أمناً أو استقراراً كما يروِّج لذلك دعاة القبضة الأمنية الحديد.
لكل داء دواء يستطاب به ....الا الحماقة أعيت من يداويها
صدق القول لكن من يدعي الحكمة وهو أحمق وتعكس أعماله ماهو عليه وبما يوصف ويستحق ان يوصف به