لم يكن يوم أمس، قبل 64 عاماً يوم جمعة كسائر أيام الجمع، فقد هز صوت الناعي أركان منطقة البلاد القديم، التي صلت صلاة ظهيرتها يومها على عويل ذاك المصاب الجلل الذي راح ضحيته 41 نفساً من رجال ونساء ورضعان من أهالي المنطقة بعد غرق المركب البحري الذي كان يسير بهم في بحر البلاد القديم.
هو السادس من مايو/ أيار العام 1949، الذي مازال يذكره بعض الأحياء ممن عاصروا تلك الحقبة، أو ممن سمعوا من آبائهم عنها، والتي باتت حدثاً يؤرخ له بـ «سنة الطبعة»، ففي رحلة بحرية جمعت ثلة من الرجال والنساء والأطفال توجهت سفينة القدر المحتوم قبل أربعة وستين عاماً من سواحل البلاد القديم الجنوبية مبحرة في مياه خليج توبلي، وقد انتابت الجميع البهجة والسرور على أمل الوصول إلى الشاطئ الآخر ليحطّوا الرحال على رمال جزيرة النبيه صالح.
يومها ومبكراً صباحاً، أبحرت السفينة مثقلة بهمومها البشرية وأحمال فوق أحمالها وفي غفلة تغمرها السعادة هبت ريح عاتية فاستدارت السفينة بأهلها وصار عاليها سافلها، وفي طرفة عين فقدت المنطقة ما يربو على الأربعين من الرجال والنساء والأطفال وأصبحت البلاد القديم في حزن ووجوم ونوح وعويل على المصاب الجلل الذي حل على جميع أهالي المنطقة بل على البحرين قاطبة.
ظهراً، عشرات الجثث من الرجال والنساء والأطفال تناقلها الأهالي وقتها في حركة دؤوبة، فقد كانت الجثث تأتي فرادى ومثنى وثلاث ورباع، وكان الأهالي يجدون في نقلها إلى مغتسل القرية، فتستقبلها جماعات أخرى تصلي عليها صلاة الأموات، ثم يجري تشييعها، فعدد منها دفن في مقبرة داخل القرية، وعدد آخر دفن في مقبرة «أبوعنبرة» التي تقع على أطرافها.
مساءً، المآتم والمساجد وحتى البيوت أنيرت لتستقبل جموع المعزين على تلك الفاجعة التي آلمت القاصي والداني، حيث دخلت البلاد القديم في حزن عميق استمر أكثر من عام غابت فيه الأفراح عن الأهالي، ولم يكن أحد منهم يرغب في الحديث عمّا جرى أو حتى تذكره، لعلهم أرادوا بذلك أن يقتلعوا الأسى الذي بدا حينها أنه كان زائراً ثقيلاً لا يريد أن يغادر حياة قريتهم، وحياتهم.
هذه الحادثة، ظلت إرثاً غير مدون يتناقله جيل إثر جيل على مدى عشرات السنوات، غير أن وكيل وزارة الصحة السابق الباحث عبدالعزيز حمزة استطاع في (سبتمبر/ أيلول 2009) أن يوثق هذه الحادثة عبر كتاب وفيلم أسماهما «طبعة البلاد القديم»، سرد فيهما أحداث بعد الفاجعة بعد رحلة تقصٍ وتتبع لشهادات الناجين والمعاصرين لتلك الفترة.
وحتى اليوم، وبعد مضي 64 عاماً على هذه الفاجعة، لايزال البحرينيون يستذكرونها بمزيد من الحزن والأسى.
العدد 3896 - الثلثاء 07 مايو 2013م الموافق 26 جمادى الآخرة 1434هـ
رحمت الله عليكم يااهلي وكل افراد قريتي ولقد كان حدث عظيم حيث ان المرحوم الوالد حتى وفاته ما يتدكر الطبعه حتى ينتابه الحزن لانه من الناجين من الطبعه وإما الوالده ربي يحفظه فهي الى الان تخاف من البحر وتجزع عند رؤيته وهي كذلك من الناجين وان اكثر الوفيات من عائلتنا
رحمكم الله يااهلي ورحم الله جدنا والفخر إلى البحرين
بلادي
كانت عمة أبوي من ضحايا الطبعة رحمهم الله جميعا
طبعة البلاد
حادثه مؤلمه واللدتي الله يطول عمرها كانت اصغر غريقه في هدي الحادثة وهي الان موجودة وجده لعدد من الاحفاد حيث كانت رضيعه وقت الطبعه وكانواا الناس يتلاقفونها رحمهم الله جميعا
بلاديه حره
اني عمري 17 سنه وبلادية اسمع من اهلي واجدادي ان هاي الطبعة صارت في قديم وان جد جدي وياهم وعمة امي واااجد من عائلة الستراوي راحوا في هالطبعة وللحين الجد يتكلم الينه احفاده عن هاي الطبعة
الله يرحمهم ويغمد روحهم الجنة
فاجعة
الله يرحمهم
أن لله وإنا إليه لراجعون
طبعا توني اسمع القصه وعمري 30 بس وايد تأثرت وخيالاتي ذهبت للحادثه والتفاصيل وكأني معهم آنذاك
خبر لقصة مجعة
الله يرحمهم حقيقتا مؤلم رحيلهم بهذا العدد وبهذة الصورة ولكنه قضاء الله وقدرة وماذا نقوول عن شهدائنا الذذين رحلو منذ عامين الاول تلو الاخر انها لفاجعة اكبر لن ينساها التاريخ وسنظل نذكرهم عاام بعد عام شبباب في عمر الزهور الله يحمهم جميع ( الفاتحة )
دعوة لكتاب الدراما
غرق السفينة المذكورة يصلح لأن يكون قصة إنسانية مشوقة على غرار تايتنك ولكن بنكهة بحرينية.
الله يرحمهم
كان يوم مفجع لاهالي بلاد القديم
أم محمد81
يالله فعلاً مصاب أليم وجلل بس السؤال ليش ما قدر إلا شخص واحد يوثق هذي السنة المعروفة بسنة الطبعة مع معرفة الناس الصغار والكبار بها لأن يتم تناقل هذي القصة عبر الأجيال من أبائنا وأجدادنا وأني شخصياً عرفت الحادثة هذي من الوالد والوالدة الله يخليهم ووالدي ولد بعد هذي السنة بثماني سنوات ؟!!