العدد 3896 - الثلثاء 07 مايو 2013م الموافق 26 جمادى الآخرة 1434هـ

64 عاماً و«طبعة البلاد القديم» لاتزال تلقي بأحزانها على البحرينيين

لم يكن يوم أمس، قبل 64 عاماً يوم جمعة كسائر أيام الجمع، فقد هز صوت الناعي أركان منطقة البلاد القديم، التي صلت صلاة ظهيرتها يومها على عويل ذاك المصاب الجلل الذي راح ضحيته 41 نفساً من رجال ونساء ورضعان من أهالي المنطقة بعد غرق المركب البحري الذي كان يسير بهم في بحر البلاد القديم.

هو السادس من مايو/ أيار العام 1949، الذي مازال يذكره بعض الأحياء ممن عاصروا تلك الحقبة، أو ممن سمعوا من آبائهم عنها، والتي باتت حدثاً يؤرخ له بـ «سنة الطبعة»، ففي رحلة بحرية جمعت ثلة من الرجال والنساء والأطفال توجهت سفينة القدر المحتوم قبل أربعة وستين عاماً من سواحل البلاد القديم الجنوبية مبحرة في مياه خليج توبلي، وقد انتابت الجميع البهجة والسرور على أمل الوصول إلى الشاطئ الآخر ليحطّوا الرحال على رمال جزيرة النبيه صالح.

يومها ومبكراً صباحاً، أبحرت السفينة مثقلة بهمومها البشرية وأحمال فوق أحمالها وفي غفلة تغمرها السعادة هبت ريح عاتية فاستدارت السفينة بأهلها وصار عاليها سافلها، وفي طرفة عين فقدت المنطقة ما يربو على الأربعين من الرجال والنساء والأطفال وأصبحت البلاد القديم في حزن ووجوم ونوح وعويل على المصاب الجلل الذي حل على جميع أهالي المنطقة بل على البحرين قاطبة.

ظهراً، عشرات الجثث من الرجال والنساء والأطفال تناقلها الأهالي وقتها في حركة دؤوبة، فقد كانت الجثث تأتي فرادى ومثنى وثلاث ورباع، وكان الأهالي يجدون في نقلها إلى مغتسل القرية، فتستقبلها جماعات أخرى تصلي عليها صلاة الأموات، ثم يجري تشييعها، فعدد منها دفن في مقبرة داخل القرية، وعدد آخر دفن في مقبرة «أبوعنبرة» التي تقع على أطرافها.

مساءً، المآتم والمساجد وحتى البيوت أنيرت لتستقبل جموع المعزين على تلك الفاجعة التي آلمت القاصي والداني، حيث دخلت البلاد القديم في حزن عميق استمر أكثر من عام غابت فيه الأفراح عن الأهالي، ولم يكن أحد منهم يرغب في الحديث عمّا جرى أو حتى تذكره، لعلهم أرادوا بذلك أن يقتلعوا الأسى الذي بدا حينها أنه كان زائراً ثقيلاً لا يريد أن يغادر حياة قريتهم، وحياتهم.

هذه الحادثة، ظلت إرثاً غير مدون يتناقله جيل إثر جيل على مدى عشرات السنوات، غير أن وكيل وزارة الصحة السابق الباحث عبدالعزيز حمزة استطاع في (سبتمبر/ أيلول 2009) أن يوثق هذه الحادثة عبر كتاب وفيلم أسماهما «طبعة البلاد القديم»، سرد فيهما أحداث بعد الفاجعة بعد رحلة تقصٍ وتتبع لشهادات الناجين والمعاصرين لتلك الفترة.

وحتى اليوم، وبعد مضي 64 عاماً على هذه الفاجعة، لايزال البحرينيون يستذكرونها بمزيد من الحزن والأسى.

العدد 3896 - الثلثاء 07 مايو 2013م الموافق 26 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 2:07 ص

      رحمت الله عليكم يااهلي وكل افراد قريتي ولقد كان حدث عظيم حيث ان المرحوم الوالد حتى وفاته ما يتدكر الطبعه حتى ينتابه الحزن لانه من الناجين من الطبعه وإما الوالده ربي يحفظه فهي الى الان تخاف من البحر وتجزع عند رؤيته وهي كذلك من الناجين وان اكثر الوفيات من عائلتنا

    • زائر 12 | 11:46 م

      رحمكم الله يااهلي ورحم الله جدنا والفخر إلى البحرين

    • زائر 11 | 2:08 ص

      بلادي

      كانت عمة أبوي من ضحايا الطبعة رحمهم الله جميعا

    • زائر 10 | 12:24 م

      طبعة البلاد

      حادثه مؤلمه واللدتي الله يطول عمرها كانت اصغر غريقه في هدي الحادثة وهي الان موجودة وجده لعدد من الاحفاد حيث كانت رضيعه وقت الطبعه وكانواا الناس يتلاقفونها رحمهم الله جميعا

    • زائر 9 | 9:20 ص

      بلاديه حره

      اني عمري 17 سنه وبلادية اسمع من اهلي واجدادي ان هاي الطبعة صارت في قديم وان جد جدي وياهم وعمة امي واااجد من عائلة الستراوي راحوا في هالطبعة وللحين الجد يتكلم الينه احفاده عن هاي الطبعة
      الله يرحمهم ويغمد روحهم الجنة

    • زائر 8 | 5:30 ص

      فاجعة

      الله يرحمهم

    • زائر 6 | 4:10 ص

      أن لله وإنا إليه لراجعون

      طبعا توني اسمع القصه وعمري 30 بس وايد تأثرت وخيالاتي ذهبت للحادثه والتفاصيل وكأني معهم آنذاك

    • زائر 5 | 2:19 ص

      خبر لقصة مجعة

      الله يرحمهم حقيقتا مؤلم رحيلهم بهذا العدد وبهذة الصورة ولكنه قضاء الله وقدرة وماذا نقوول عن شهدائنا الذذين رحلو منذ عامين الاول تلو الاخر انها لفاجعة اكبر لن ينساها التاريخ وسنظل نذكرهم عاام بعد عام شبباب في عمر الزهور الله يحمهم جميع ( الفاتحة )

    • زائر 4 | 2:02 ص

      دعوة لكتاب الدراما

      غرق السفينة المذكورة يصلح لأن يكون قصة إنسانية مشوقة على غرار تايتنك ولكن بنكهة بحرينية.

    • زائر 3 | 1:32 ص

      الله يرحمهم

      كان يوم مفجع لاهالي بلاد القديم

    • زائر 2 | 1:11 ص

      أم محمد81

      يالله فعلاً مصاب أليم وجلل بس السؤال ليش ما قدر إلا شخص واحد يوثق هذي السنة المعروفة بسنة الطبعة مع معرفة الناس الصغار والكبار بها لأن يتم تناقل هذي القصة عبر الأجيال من أبائنا وأجدادنا وأني شخصياً عرفت الحادثة هذي من الوالد والوالدة الله يخليهم ووالدي ولد بعد هذي السنة بثماني سنوات ؟!!

اقرأ ايضاً